انتشر مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي لغطا كبيرا حول إجراء العديد من النجوم عمليات تجميل، حيث دعمها البعض لأنهم يرون أنه من حق كل شخص أن يشعر بالرضا عن جسده، لكن قال آخرون إن لها حد معين، إذا تجاوزته، قد تصل إلى مرحلة "الهوس". فهل هناك بالفعل ما يسمى ب"هوس عمليات التجميل"؟ هذا ما سنجيب عنه خلال السطور التالية. الجراحة التجميلية كتعريف هي إجراء جراحي يحتوي على بعض المخاطر التي قد تحدث نتيجة صعوبة الجراحة، وعلى الرغم من أنها شيء غير مريح بالنسبة لمعظم الناس، إلا أنها للبعض الآخر تعتبر تجربة مثيرة، وقد يصل البعض إلى إدمانها. يقوم الناس عادة بإجراء عمليات التجميل لأنهم يشعرون بأنهم غير راضون عن بعض الأجزاء في جسدهم، وتكون هذه العملية التجميلية بمثابة تخفيف للتوتر والقلق الذي يشعرون به تجاه مظهرهم، لكن هناك بعض الأشخاص يشعرون بأنهم بحاجة إلى إجراء عمليات تجميلية طوال الوقت، حتى يصل الأمر إلى الإدمان، وهذا مرض نفسي يعرف باضطراب تشوه الجسد، هذا بحسب ما ذكر في الموقع العلمي "ذا ريكفري". • ما هو مرض إدمان جراحات التجميل؟ في حين أن كثرة إجراء العمليات التجميلية يبدو وكأنه إدمان من الشخص، إلا أنه اضطراب نفسي يرتبط بمرض اضطراب تشوه الجسد، وهو يخلق في نفس الأشخاص هوسا بشأن مظهرهم، حيث يرون عيوبا في أجسادهم طوال الوقت سواء كانت حقيقية أو من وحي خيالهم، وقد يصل هذا الهوس بالمظهر إلى إيقاف بعض الأشخاص عن ممارسة حياتهم بطريقة صحية. يرى المصاب بهذا الاضطراب أن العمليات التجميلية هي الحل السحري الذي يصلح عيوب جسده التي تزعجه، لكن للأسف الجراحة التجميلية لا تعالج هذا الاضطراب، بل أنها تجعله أسوأ، لأنها تستمر دون توقف. بحسب تصريحات الطبيبة سارة داش، لموقع "ذا ريكفري"، فإن ليس كل من يخضعون لإجراء العمليات التجميلية، يعانون من مرض اضطراب تشوه الجسد، مشيرة إلى أن الدراسات أثبتت أن هناك من 7% إلى 15% فقط من الذي يخضعون للجراحات التجميلية يعانون من هذا الاضطراب. • حقائق عن إدمان جراحات التجميل يؤثر إدمان جراحات التجميل على الرجال والسيدات على حد سواء، لكنه أكثر شيوعا في الفئة الأصغر عمرا، وتقول الدراسات إن هذا المرض يمثل 2.4% من تعداد سكان الولاياتالمتحدةالأمريكية. بالرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يعتقدون أن العمليات التجميلية هي الحل الأمثل لهم، إلا أنهم يكونون غير راضين عن نتيجة العمليات التجميلية التي يقومون بها، فيخضعون لغيرها على الفور، ويكون الذهاب إلى طبيب التجميل بالنسبة إليهم، بمثابة الذهاب إلى الطبيب النفسي، دون أن يعلموا أن الاضطراب النفسي هو السبب الحقيقي لهذه المشكلة، حيث يجب على هؤلاء الأشخاص الحصول على جلسات للعلاج النفسي، والخضوع إلى جلسات العلاج السلوكي المعرفي. • ما هي أعراض اضطراب تشوه الجسد؟ يعاني أصحاب مرض اضطراب تشوه الجسد من عدة أعراض، على رأسها استحواذ مظهرهم على كامل تفكيرهم، والنظر في المرآة بشكل دائم، حتى أنهم من الممكن أن يشعروا بالضيق إذا لم تكن هناك مرآة بجانبهم للتحقق من مظهرهم خلال فترات قصيرة. يتخيل المصابون بهذا المرض وجود عيوب في أجسادهم غير موجودة في الحقيقة، ويسعون دائما للحصول على رأي إيجابي من الآخرين بشأن مظهرهم، لمساعدتهم على تخطي القلق والتوتر الذي يشعرون به بشأن جسدهم. تكون الجراحات التجميلية لهؤلاء المصابين بمثابة حلا مؤقتا لجميع مخاوفهم، فإذا شعروا بالرضا عن مظهرهم نتيجة هذه العملية لفترة، فسرعان ما سيبحثون عن عيب آخر في جسدهم، ويخضعون إلى عملية تجميلية جديدة لإصلاحه، وتستمر هذه الدائرة المفرغة دون الحصول على مساعدة الطبيب النفسي لعلاج هذا الاضطراب. • ما هو علاج اضطراب تشوه الجسد؟ في حين قد يبدو أن الجراحة قد تساعد الأشخاص الذين لديهم إدمان على الجراحات التجميلية، إلا أنه غالبًا ما يكون لها تأثير معاكس، فاضطراب تشوه الجسد من الأمراض العقلية التي تتطلب علاجًا نفسيًا. على المصاب بهذا الاضطراب أن يعلم أنه قد توفر الجراحة التجميلية راحة مؤقتة له من الأعراض، لكنها تأتي مع مخاطر جسيمة، وعادةً ما يتضمن العلاج الفعال لاضطراب تشوه الجسد علاجًا يساعد الشخص على فهم الهواجس والأفكار والسلوكيات التي تدور في رأسه بشأن عيوب جسده غير الحقيقية. وفقا للدراسات العلمية، ثبت أن العلاج السلوكي المعرفي فعال لاضطراب تشوه الجسد، ويمكن أن يساعد الأشخاص في التعرف على الأفكار والسلوكيات غير المفيدة المتعلقة بمظهرهم وتغييرها. https://www.therecoveryvillage.com/mental-health/body-dysmorphic-disorder/related/plastic-surgery-addiction/