أثارت المطربة اللبنانية مايا دياب الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد أن ظهرت في الفيديو كليب الجديد لها وهي بملامح مختلفة تماماً مما جعلها تتعرض لكثير من الهجوم والنقد على التغيير الكبير الذي حدث في وجها ووصفه البعض بأنه مخيف وسيء للغاية نتيجة للإفراط، وظهرت في الفيديو مع "سبوتيفاي"، قدمت فيه أغنيتها الجديدة "حطالي روج". تلجأ كثير من النجمات وأيضاً النساء في المجتمعات المختلفة عموماً إجراء عمليات التجميل، لأسباب مختلفة، ولكن بالإطلاع على كثير من الأبحاث التي أجريت في هذا السياق نجد عدة أسباب مشتركة، منها: وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مؤثرة في كافة المجتمعات تقريباً، وتحديدا على الطريقة التي ينظر بها الناس إلى بعضهم البعض وأنفسهم، وبالتالي انتشرت الجراحة التجميلية، حيث تقدم وسائل التواصل الاجتماعي تأثيرًا في الرأي حول أشياء معينة، مع وجود العديد من الصور لأشخاص من مختلف العالم، مما يزيد التركيز على صفات الوجه والرغبة في التشبه بأخريات أفضل، لشعور الناس براحة أقل عند رؤية العيوب أو التجاعيد الصغيرة في الوجه، في حين تسمح الجراحة التجميلية بالتحكم في العيوب وتحسين المظهر للوصول إلى الجاذبية، بحسب موقع "كيتو بلاستيك سيرجري". الثقة بالنفس والمظهر المثالي وفقًا لمسح أجرته شركة RealSelf ، فإن الدافع الرئيسي للتوجه إلى عمليات التجميل هو أن يشعر الفرد أنه أفضل ويحسن ثقته بنفسه، لأن كل امرأة تريد تصوير أفضل ما لديها، إذا شعروا بالإهمال بسبب مظهرهم ، فإن الجراحة التجميلية تمنحهم خيار الظهور كما يريدون، وتخضع النساء أيضًا للمراقبة المستمرة لكاميراتهن، في الحياة الحالية، مع انتشار الكاميرات الأمامية وسهولة إلتقاط الصور في كل اللحظات، وهذا يوقظ الرغبة في "المظهر المثالي" الذي يمكن اكتسابه من خلال الجراحة التجميلية. الرغبة في إطلالة جميلة، لأن الجراحات التجميلية تستطيع تغيير تغيير شكل وحجم أي جزء من الجسم تقريبً، مثل تكبير الثدي وشفط الدهون وجراحة الأنف هي بعض الإجراءات التجميلية الشائعة بين النساء، مما يجعلهن يحققن ظهور أكثر جمالاً وتألقاً. تأثير المشاهير كان المشاهير أداة ترويجية لمساحيق ومستحضرات التجميل، ومع مرور الوقت أصبحوا أكثر المروجين لعمليات التجميل، وجعلت أسماء مثل كايلي جينر ، براد بيت ، كيم كارداشيان، وبرادلي كوبر سوق الجراحة التجميلية أكثر رواجاً تحديداً في الولاياتالمتحدة، وغالباً ما تتأثر النساء بالمظهر الذي حققه الآخرون من خلال الجراحات التجميلية، مما يقنعهم بالحصول على نفس الشيء والوصول إلى الإطلالة الأكثر جاذبية. هوس الكمال أصبح من الممكن إغراء النساء وتشجيعهن على الخضوع للجراحة. التجميلية، مع تزايد تركيز المجتمع على المظهر، وهو ما يجده الخبراء مقلقًا في هذا السياق، بحسب موقع "بارتنر ساينس واي"، حيث ذكر أن الأستاذ المساعد جون بيترسن بجامعة ترومسو أجرى بحثًا عن اضطرابات الأكل لسنوات عديدة، ووجد أن الشباب أصبح لديهم مُثُل جسدية غير واقعية وغير صحية في كثير من الأحيان، لأن المجتمع اليوم لديه تركيز قوي على المظهر والكمال ونبذ العيوب. إحصائيات عن التجميل تهتم الجراحة التجميلية بالحفاظ على المظهر الجسدي للفرد أو ترميمه أو تحسينه من خلال التقنيات الجراحية والطبية، أبلغت الجمعية الأمريكية لجراحة التجميل عن زيادة بنسبة 446٪ في عمليات التجميل منذ عام 1997 وحتى عام 2012 فقط، وزيادة إجمالية قدرها 8٪ في عام 2007، مع زيادة بنسبة 17٪ في الرجال الذين يجرون جراحة تجميلية، هذه الزيادة مماثلة في المملكة المتحدة، حيث سجلت الجمعية البريطانية لجراحة التجميل زيادة بنسبة 35 ٪ في الإجراءات التي يقوم بها أعضائها من 2004 إلى 2005 فقط. وفي آخر الاستطلاعات ل PLASTIC SURGERY STATISTICS REPORT أجري مايزيد عن 2 مليون عملية تجميل مختلفة. ويرجع خبراء، بحسب موقع " إن سي بي آي" للأبحاث العلمية، هذه الزيادة إلى توافر جراحة التجميل وتأثير وسائل الإعلام والاهتمامات التطورية والعوامل الشخصية المتعلقة بالمريض، وجعلت التطورات التكنولوجية في الجراحة التجميلية أكثر أمانًا مع وقت شفاء أسرع، وبالتالي أصبح الناس أقل قلقًا وأكثر استعدادًا للنظر في هذه العمليات وقبولها كخيار محتمل لتغيير مظهرهم الجسدي. توقع العديد من جراحي التجميل أن يضر الوباء بالأعمال التجارية، ولكن تتمتع عمليات التجميل بازدهار كبير، وتعتقد الأكاديمية الأمريكية لجراحة الوجه التجميلية والترميمية أن الوباء أدى إلى زيادة بنسبة 10٪ في الجراحة التجميلية في جميع أنحاء البلاد، وفي فرنسا ، على الرغم من القيود المفروضة على الإجراءات الاختيارية أثناء الوباء، ارتفعت عمليات التجميل بنسبة 20٪ تقريبًا، وفقًا لتقديرات الجمعية الفرنسية لجراحي التجميل، بالنسبة لأشتون كولينز، رئيس شركة Save Face ، وبيير أندري سيسجينا، إن الإيرادات ارتفعت بمقدار الثلث تقريبًا على الرغم من أكثر من ثلاثة أشهر من الإغلاق، وأرجع الخبراء ذلك إلى أن الوجه أصبح الأشياء بروزاً في الوباء أثناء محادثات الفيديو خاصة في العمل، بحسب موقع إيكونوميست". إدمان الجراحة التجميلية اللجوء لعمليات التجميل قد يكون إيجابياً أحياناً وأيضاً قد يتطور الامر والوصول إلى الإدمان، الذي يعتبر اضطراب سلوكي يجعل الشخص يرغب في تغيير مظهره باستمرار من خلال الخضوع لجراحة تجميلية، وقد يتسبب هذا الاضطراب في إنفاق شخص ما لآلاف الدولارات على عمليات متعددة، وكلها قد لا تجعله في النهاية في صورة أفضل. وغالبًا ما تنشأ الرغبة في الجراحة التجميلية من الشعور بعدم الأمان الذي يشعر به الناس حيال مظهرهم، وهذا شعور طبيعي يمر به الجميع من حين لآخر، ولكن عندما يصبح الشعور بعدم الأمان في صورة هوس وتصبح الجراحة التجميلية محور حياة الشخص، بحسب موقع "أديشون سينتر" للإدمان. يبدأ إدمان الجراحة التجميلية بتجربة أولية وإيجابية، وعندما يشعر الشخص بشعور أفضل بشأن مظهره بعد أول عملية له، فقد يقرر أن يكون لديه عيب آخر لتصحيح عيب آخر، و عندها تصبح الجراحة التجميلية هي الحل للتصور السلبي للذات. يصل المريض في هذه الحالة إلى اضطراب تشوه الجسم وهو اضطراب شائع يحدث مع إدمان الجراحة التجميلية، وأظهرت الأبحاث أن احتمالية ظهور هذه الحالة في مرضى الجراحة التجميلية تزيد 15 مرة مع الوقت، والحالتان متلازمتان حقًا لأنهما يعتمدان على بعضهما البعض، و إذا لم تعمل الجراحة التجميلية على "إصلاح" مظهر الشخص بشكل كافٍ، فسيشعرون بالسوء تجاه أنفسهم ويبحثون عن المزيد من الإجراءات للتعديل.