يتخذ كل مقاتل وقفته المنخفضة التى تميز لاعب السيلات، وتتيح له المرونة منقطعة النظير في المنازلات ليؤدي كل التحية لمنافسه، فتبدأ معركة مليئة بالقفزات والتقلبات في الهواء ومختلف أنواع الضربات، ليعود الجميع بعد المنافسة أخوة وأصدقاء من المصريين والإندونيسيين، الذين جمع بينهم شغفهم بفن قتالي يقوم على الدين والأخلاق والتعايش بين الجميع. يقول أحمد صفوت، رئيس اتحاد رياضة البنجاك سيلات في مصر، في تصريحات ل"الشروق"، إن هناك 3600 لاعب سيلات مصري بجانب 40 مدربا و12 حكما، ما يجعل حاجة الرياضة لتأسيس اتحاد رسمي ممثلا لمصر. ويضيف بانمان شريادي، المستشار الثقافي للسفارة الإندونيسية، أن المركز الثقافي الإندونيسي عمل منذ 2003 على نشر رياضة السيلات بين المصريين مجانا، بجانب منح في تعلم اللغة والفنون الشعبية، وذلك في سبيل دعم وتقوية العلاقات الثنائية بين مصر وإندونيسيا، كما يرى أن الرياضة شيء أساسي لتقوية العلاقة بين شعبي البلدين لأنها تستهدف فئة الشباب. ولعبة السيلات، كما يقول عنها رئيس الاتحاد المصري، هي لعبة فنون قتالية إندونيسية بدأت في القرن ال7 الميلادي، تتسم بمزجها مختلف أنواع الضربات، ما يمنحها ميزة عن بقية الفنون القتالية، إذ تتيح للاعب الضرب من أى وضع إن كان واقفا أو جالسا أو مستلقيا على الأرض، كما تتيح أساليب السيلات للمقاتل مجابهة عدد كبير من المعتدين في آن واحد. ويقول المدير التنفيذي عمار عبدالرحمن، إن السيلات تشمل في أساليبها الضربات العلوية والأرضية وأساليب الطرح أرضا؛ ما يتيح مرونة عالية للمقاتل في اختيار الضربات، ويضيف أن رياضة السيلات استخدمها المقاومون الإندونيسيون المتحصنون بالطبيعة، الذين اكتسبوا منها أساليب القتال بأبسط الأسلحة، مستلهمين الفن القتالي من الحيوانات والأشجار لصد العدوان الهولندي عن وطنهم. وعن الترابط بين الطلاب الإندونيسيين والمصريين المشاركين في السيلات، يقول اللاعب كمال مصطفى، إنهم يتعاملون كأسرة واحدة، ويتبادلون الزيارات المنزلية، بينما توضح اللاعبة هبة حمادة، أن كثير من الإندونيسيين تمرسوا باللغة المصرية لدرجة لا يتقنها بعض المصريين أنفسهم. وأما الروح الرياضية في السيلات، تقول هاجر أحمد، إنه من الجميل في السيلات محافظة الجميع على الأخوة والمودة بينهم، وتبادل التحية قبل الدخول في المعارك على حلبة النزال. أما عن المدارس المختلفة في تعليم السيلات، يقول رئيس الاتحاد إن هناك أكثر من 1000 مدرسة تعلم السيلات في إندونيسيا، أما في مصر، فقد نشأت مدرستان هما تبار سوتشي وتلاجوبيرو. وعن أخلاقيات اللعبة، يوضح رئيس الاتحاد أنه على غرار مصطلح التربية والتعليم، فإن السيلات تضع مصطلح الأخلاق قبل الرياضة، إذ تؤكد احترام كل صاحب حزام عالي لأصحاب الأحزمة الأدنى في الترتيب، وكذلك أهمية احترام المدرب، مضيفا أن ذلك ينبعث من طبيعة الشعب الإندونيسي المؤسس للرياضة، الذي يتسم بالتواضع والطيبة والأخلاق. ويقول معاذ البربري، أحد اللاعبين، إن من مبادئ السيلات التى يغرسها المدربون فيهم بشدة، هي أنه بدون إيمان وأخلاق لا تكون القوة؛ لذلك مع الأخلاق يحرص لاعبو السيلات على الالتزام بالتعاليم الدينية من الصلاة في أوقاتها تعزيزا للجانب الإيماني في أنفسهم. أما عن إضافة السيلات لشخصية اللاعب، تقول هاجر إنها اكتسبت كثيرا من الثقة بنفسها بعد ممارسة اللعبة؛ لتصبح قادرة على التصدي لأى مضايقة تواجهها في الشارع دون خوف كحالها سابقا قبل تعلم السيلات. أما هبة فتقول إنها كانت تخشى التحرك منفردة في الشارع من قبل؛ خوفا من المضايقات، لكنها اكتسبت قدرا عاليا من الشجاعة بعد ممارسة السيلات، لدرجة جعلتها تتصدى بحزم لأحد المتطفلين ذات مرة؛ ما أفزعه وجعله يعدل عن مضايقتها بمجرد تنفيذها إحدى الحركات الدفاعية التى تقول إن جسدها كلاعبة سيلات أصبح يقوم بها من تلقاء نفسه في أجزاء من الثانية. وعن المشاركة الدولية لمصر في بطولات السيلات، يقول رئيس الاتحاد إن لمصر مشاركتين في 2016 و2018، وحصدت بها ميدالية برونزية. ويقول المدير التنفيذي عمار، إن لللاعب المصري فرصة للتفوق، لتمتعه بالقوة البدنية والحجم ووجود الأحجام الضخمة بين اللاعبين وهو ما يعطي ميزة في المنافسات.