.. كثيرون هم مرآة أنفسهم، لايرون سوى وجوههم ونفوسهم.. وأنا من هؤلاء، أنا بكل تواضع فعلت ما لم يقدر على فعله الآخرون. أنا بكل تواضع أعرض شهادات القراء فى مقالاتى وكتاباتى وخبطاتى الصحفية.. أنا أبدأ دائما بكلمات الإعجاب والتقدير التى أتلقاها، فلابد أن يعلم الجميع كيف يحبنى هذا القارئ.. فأنا فى رأيه، كما يسجله فى رسالته، الكاتب المستنير والمحق، والشجاع، وصاحب الرأى السديد والعمل الرشيد، فإذا كان بعض القراء لا يرونى كما يرانى الأقربون والمستفيدون. فإن عليهم أن يرونى جيدا، فالإنسان الساذج الذى يعيش على هامش الحياة لا يجيد فن تسويق نفسه.. وأنا بكل تواضع أستاذ تسويق، وبعض الحاقدين يرون هذا التسويق بيعا للنفس، وإيه يعنى.. أليست الدنيا بيعا وشراء؟! أنا حققت كل شىء، ولم يبق لى شيئا لم أحققه. وكانت سياستى أن أعلو بقامتى فوق الجميع، وأتعالى على أى عمل، فالدنيا مثل مملكة النحل فيها الشغالات وفيها الملكات، وأنا بكل تواضع مثل ملكة النحل.. أنا مصدر القوة والقرار والرأى.. وأنا أستحق ما حصلت عليه، لأنى لعبت فى كل سنوات العمر لأفوز بما أستحقه.. فمن يبدأ كبيرا يبقى كبيرا ويرحل كبيرا، ومن يفخر بأنه شهيد العمل والواجب والمهنة يظل شهيدا، والشهداء أحياء عند ربه يرزقون.. لكن الحى أولى من الميت، لا يهم الصعود بقليل من سلم النفاق، وبعض المجاملات. فالدنيا مصالح، ولابد أن تتنازل عن بعض ما تملكه أو ما يظن الآخرون أنك تملكه كى تأخذ ما تريد، فما أريده طوال عمرى كان أكثر وأكبر مما أمتلكه.. فهل ضحيت أنا أم فزت أنا؟! لم أفكر يوما فى حب الناس.. لايعنينى هذا الحب.. إن الذين يدّعون أن أهم ما فى الحياة هو الفوز بحب الناس هم غالبا قليلو الحيلة.. وقصار الذيل.. تلك حجة البليد الذى تذهب منه المناصب والمراكز والسلطة والنفوذ! أنا بكل تواضع فريد ذاتى، أستطلع الآراء من محيطى، فهو المحيط الذى يحبنى ويعرف مصلحتى ويستفيد من البقاء حولى.. لا يعنينى رأى الناس، فهم لايفهموننى، وهم أيضا لا يستفيدون من وجودى فلماذا أهتم بهم بينما يستحق من حولى فقط كل الاهتمام؟! أنا بكل تواضع صاحب رأى نافذ، وعين فاحصة، وكل من اخترته لمهمة نجح باقتدار، وأحيانا يكون الاختيار بهدف مؤقت، ولوقت محدد، وأذكر أنى أعلنت ذلك بشأن شخصية اخترتها بذكائى الحاد، وكان نجاحه مذهلا فحرصت على تكرار أنى صاحب الاختيار، فمن حقى أن أنسب لنفسى ما حققته. فأنا فى مجتمع يكره النجاح، ولا يعطى لكل صاحب حق حقه. مجتمع مستعد لأن يقفز فوق نجاحك ويستولى عليه وينسبه إلى نفسه، من يكون فى لحظات القرار والاختيار ضد قرارك وفى عكس الاتجاه..! أنا الفائز بكل المناصب، منذ عشرات السنين.. أنا الفائز بكل المناصب بكل تواضع.. لأنى أمثل إلهة الحكمة عند أهل الحكم والقرار فى أى موقع.. ومن الحكمة لهم أن يقع اختيارهم على من يستطيع أن يحقق لهم ما يريدون. وليس مايريده الناس.. فأنا بكل صراحة لم ألعب يوما فى حياتى من أجل الناس.. الناس ينظرون إلى أمثالى من أسفل، وأنا بكل تواضع أنظر للناس من أعلى.. هل تظنون أنى مستعد للتضحية بمكانتى لأكون فى مكان وسط الناس؟! أنظر إلى مرآتى وأرى عبقريتى وذكائى، فالكتف، أى كتف لها موضع تؤكل منها، وأنا بكل تواضع أعرف من أين تؤكل الكتف.. أعرف كيف أمتلك كل الكتف؟! أنا بكل تواضع حققت كل ما أريد، وفزت بما أريد، وجمعت بين الشهرة والمال، وبين السلطة والنفوذ.. أنا عكس هؤلاء قصار الذيل وقليلو الحيلة لم أعبر إلى ما أريد على جسر حب الناس الذى يراهنون عليه.. ففى الدنيا رهان أهم وأكبر، فالناس قاعدة، وأصحاب القرار دائما فى القمة، عليك أن تختار أهل القمة، فماذا يكسب من يلعب فى القاعدة؟! أنا موجود فى كل مكان وفى أى مكان.. أنا حولك وخلفك وقبلك وبعدك، ترانى فى شارعك وفى مسكنك، وفى عملك، وفى الحجرة التى بجوارك، أنا زميلك سابقا ورئيسك لاحقا، ولن تكون يوما رئيسى لأنى لا أسمح لغيرى بأن يسبقنى أبدا.. أنا بكل تواضع وذكاء أتركك تلعب بالقواعد وبالضمير، وتلك لامؤاخذة قمة الغباء، فمن النادر أن يفوز من يلعب فى الدنيا بشرف وبضمير.. إنها حجة أخرى من حجج قصار الذيل، قليلى الحيلة! أنا بكل تواضع، والعياذ بالله من كلمة أنا.. فريد ذاتى، ومثل الملكة فى مملكة النحل، لم أكن يوما من الشغالات..! إنه كل أنا، كل من يرى نفسه، ولا يرى غيره، إنهم هؤلاء العباقرة والأذكياء الذين أخذوا من الدنيا أكثر مما أعطوا.. تلك خواطر كل صاحب كلمة أنا..!