بصراحة انا لست لى سابق معرفة بالأخ ابراهيم عيسي ولا اعرفه سوي من مقالاته التى كنت اقرأها بانتظام لكن هالني ماجري له ولصحيفته اقول صحيفته لأنه هو الذي اخرجها للنور فاذا كان انجال اسماعيل فهمي الكرام، هم من مولوا الصحيفة مادياً فابراهيم عيسي هو الذي ملأها بافكاره وافكار زملائه وفوجئ العاملون فى مجال الصحافة بتجربة هى الاولي من نوعها فى اصدار الدستور الاول فى حقبة التسعينيات واخذت الصحيفة من بدايتها منحي ضد كل ماهو ضد الشعب وكشف الفساد والمفسدين والوقوف فى وجه المغرضين والمزايدين على حب مصر وانتهج عيسي خط تحريري خليط مابين السخرية فى النقد والجدية فى الطرح فنالت الدستور القسط الاكبر من القراء المستنيرين القادرين على التفريق بين الغث والثمين. لتتوقف الدستور لفترة لااعرف اسبابها لكنني كواحد من عشاقها تمنيت يوما ان اكون من اسرة تحريرها وسعدت ايما سعادة ،عندما عادت لتولد من جديد برخصة مصرية بدلاً من القبرصية لكن التغييرات التى وقعت مابين الاصدار الاول والثاني كثيرة فقد تمكن الفساد من الجسد المصري وتوغل بكثافة حتي بات هو المسيطر على كل الجسد واستسلم الجسد للمرض فى الوقت الذي يحرس هذا المرض الخبيث ويساعد على انتشاره من اطلقوا فيروسه وسهروا على حراسته لتنتفخ جيوبهم وتكبر بطونهم. فكانت الدستور امام خيارين اما الاستسلام للمرض والتأقلم بالعيش معه مقابل حفنة من الجنيهات او الوقوف امام اخطاره والبحث الدائم عن العلاج وكشف اعراضه التى اكلت اجسادنا نحن المصريين واختار عيسي ورفاقه الخيار الثاني وهو خيار الشفاء والبحث عن داء والكشف عن المستفيدين من مرض جسد الامة المصرية بكل اركانها. ومن كثرة الآلام التى بات يئن منها الجسد ليل نهار جاءت ردة فعل عيسي على قدر الآلام التى نعانيها نحن الممثلون لهذا الجسد وبالبلدي كده "عيسي زودها شوية" فى تبني وجهات النظر المنادية بالتغيير ومعالجة المرض وبقي الرجل على شغبه منذ بداية الاصدار الثاني ونال شهرة كبيرة على انه الرجل المشاغب الوحيد ولاهوادة فى كتاباته ضد النظام فكان لابد من تغيره بدل تغيير جلد النظام واهو كله تغيير وعيسي ضد التغيير.!! وكما هي عادة كل الانظمة التى لاتعير للآخر ادني اهتمام وتعتبره ابله نكره لايري ابعد من انفه ويهرطل ويهذئ بكلمات غير مفهومة للنظام.! بات عيسي هو العدو الاول لهم ولابد من ايقاف جماحه ودخوله تحت مظلة النظام كما فعل غيره محققين الملايين ونالوا رضا الجلادين الا ان عيسي "عظمة ناشفة" لم تنحني امام الاغراءات والسبوبات ولو فعلها مالامه احدا فغيره فعلها بصفقات مع النظام واصبح الجميع مستأنس ويري الجسد وهن من كثرة الامراض التى ضربت كل جنابته الا ان الفاسدين دائماً لايشعرون بغيرهم فقط يرون انفسهم فى المرآة وبقي الرجل على نفس خطاه التى سار عليها منذ الاصدار الاول بل اصبح اكثر خبرة وحنكة ودراية باللعبة التى يديرها النظام فكان دائماً مايتحفنا بكل جديد فى كيفية ان تعارض وتقول ولاتخف وتشهر قلمك فى وجه العتاة الذين لاهم لهم سوي مص دماء الغلابة من ابناء شعبنا قاوم عيسي وتخطي الصعاب منذ بداية الاصدار الثاني منذ 5 سنوات الا ان النظام لم يتعود على اسلوب المعارضة الخشن بل تعود على اسلوب تكميم الافواة مطبقاً المقولة التى يلوكها بعض ضعفاء النفوس والتى تقول"هو انت هاتفهم اكثر من الحكومة!" ولأن عيسي عمال يزيد فى غيه وعناده كل يوم فكان لابد من حبكة درامية ماتخرش المية تودي بعيسي ورفاقه الى المجهول ..ولم تمر ايام ليكشف المشترين الجدد للصحيفة عن وجههم الحقيقي وهو الوجه الآخر لنظام متعدد الوجوه فالبدوي وادوارد من احد هذه الوجوه.، فالتمثيل وتقمص شخصية الرجل الخير المضحي بأمواله هى ثمة اهل المال ومايطلق عليهم رجال الاعمال. ومالايعرفه هؤلاء ان اقالة عيسي لعبة ستضر بهم فالدستور لن تبقي دستورا ولاعيسي سيموت، بل قد تكون هذه الهزة القوية لرجل صنع نفسه بقلمه ومعه رفاق الدرب الباقين عليه بمثابة النهضة التى ستنهض بعيسي ومن معه من جديد وهم محققين انتصارا كبيرا وان موعده لقريب. سمير البحيري هو صحفي بالراية القطرية