ذكرت وسائل إعلام أمريكية يوم الثلاثاء أن والد المتهم النيجيري بتنفيذ محاولة تفجير طائرة أمريكية يوم عيد الميلاد حذر مسئولين أمريكيين في أفريقيا من آراء ابنه المتطرفة لكن إفادته لم توزع. وانتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.أي.إيه" يوم الثلاثاء بسبب إخفاقها في كشف محاولة الهجوم هذه قبل وقوعها. وأشار أوباما بنفسه إلى أن: "هذه المعلومات نقلت على ما يبدو منذ أسابيع إلى أحد أجهزة مخابراتنا لكنها لم تعمم بشكل فعال لوضع اسم المشبوه به على لائحة المنوحين من الصعود إلى الطائرات". وقالت شبكة التلفزيون الأمريكية ال"سي.إن.إن" نقلا عن مصدر لم تسمه وقالت أنه "قريب من الملف"، أن أوباما يشير بذلك إلى ال"سي.آي.إيه". وقال المصدر أنه تم إعداد تقرير مفصل حول في المقابلة بين والد عمر فاروق عبد المطلب واحد عملاء ال"سي.آي.إيه"، موضحا أن هذا التقرير أرسل إلى مقر الوكالة في لانجلي في فيرجينيا قرب واشنطن. إلا أن هذا التقرير، بحسب المصدر لم ينشر كما يجب داخل المنظومة المخابراتية الأمريكية الأمر الذي يدعو إلى الاعتقاد بأن أجهزة المخابرات الأمريكية لم تنجح في تحسين التعاون في ما بينها على الرغم من الضغوط لدفعها إلى تحقيق ذلك منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001. من جهتها أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن الاجتماع بين والد عبد المطلب وال"سي.آي.إيه" عقدا اجتماعا في السفارة الأمريكية في العاصمة النيجيرية ابوجا في 19 نوفمبر وأضافت أن اللقاء أدى إلى اجتماع لوكالات المخابرات في اليوم التالي. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسئول لم تسمه أن ممثلين عن وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخارجية وال"سي.آي.إيه" حضروا الاجتماع. وقالت ال"سي.إن.إن" نقلا عن مسئول في المخابرات أنه ليس هناك أي "قطعة سحرية في المعلومات" التي طرحت في الاجتماع مع والد عبد المطلب كان يمكن أن تؤدي إلى إدراج اسم ابنه على لائحة الممنوعين من الصعود إلى الطائرات. وكان أوباما قد وصف نجاح الشاب في الصعود الى الطائرة مع المتفجرات التي خبأها في ملابسه الداخلية بأنها "ثغرة أمنية كارثية محتملة". ومن جهة أخرى, ذكرت الصحف الأمريكية أن المتهم بمحاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية يوم عيد الميلاد كان عضوا مواظبا في منتديات إسلامية على الانترنت حيث عبر عن "أحلامه الجهادية" برؤية المسلمين "يحكمون العالم"! وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "سي بي اس" ان النيجيري عمر عبد المطلب (23 عاما) اتخذ لنفسه على موقع "جواهر.كوم" اسما مستعارا هو "فاروق1986", وكتب منذ 2005 حوالي 310 رسائل على منتديات حوار إسلامية. غير أن مسئولا في الحكومة الأمريكية أعلن للصحيفة طالبا عدم الكشف عن هويته، انه يجري حاليا التحقق من صحة هذه الرسائل . وفي إحدى الرسائل كتب فاروق1986 في يناير 2005 أنه يشعر ب"الوحدة" في المدرسة وأنه لم يتمكن من العثور على "صديق حقيقي مسلم". وقال: "إنني في وضع لا أجد فيه أي صديق، أي شخص أتحدث إليه، أي شخص أشاوره، أي شخص يساندني واشعر بالإحباط والوحدة". وأضاف: "لا اعرف ماذا سأفعل". ويوم نشرت هذه الرسالة كان عمر عبد المطلب 18 عاما وكان يتعلم يومها في مدرسة داخلية بريطانية في توجو. وتابع فاروق1986 في رسالته: "أعيش في مدرسة داخلية مع حوالي ثلاثين مسلما آخر"، موضحا أنه يعد لشهادته التي تسبق الجامعة. وأضاف: "إن شاء الله سأنهي هذا العام المدرسة وسأذهب إلى جامعة ستانفورد في كاليفورنيا أو جامعتي بيركيلي أو كالتش لأصبح مهندسا". واضاف أن جامعة "امبريال كولدج في لندن قدمت لي عرضا، وبالتالي إذا لم اذهب إلى كاليفورنيا فسأذهب إلى لندن". ودرس عبد المطلب الهندسة في يونيفرستي كولدج لندن من سبتمبر 2005 إلى يونيو 2008 قبل أن يسافر إلى مصر ثم إلى دبي. وتابع: "على كل حال اشعر بالوحدة في بعض الأحيان لأنني لم أجد صديقا حقيقيا مسلما". وأضاف: "أنا نشيط وأقيم علاقات جيدة مع الجميع حولي بدون مشاكل واضحك وامزح لكن ليس كثيرا". وقال عبد المطلب "سأصف نفسي بأنني طموح جدا ومصمم واسعي لجعل حياتي اليومية مطابقة للقرآن". وأضاف: "افعل كل شيء تقريبا من الرياضة إلى مشاهدة التلفزيون وقراءة الكتب". وفي رسائل أخرى، تحدث فاروق1986 عن كرة القدم وكان من مشجعي نادي ليفربول، كما تحدث عن تجربته في تعلم اللغة العربية في معهد صنعاء لتعليم اللغة العربية في اليمن. وقال إن: "اليمنيين ودودون جدا ومضيافون ومتواضعون حسب الاسلام". يذكر أن عبد المطلب كان قد حاول تفجير الطائرة التي كان على متنها 290 شخصا باستخدام مادة متفجرة حاول إشعالها، لكن الركاب تمكنوا من السيطرة عليه ومن إطفاء الحريق الذي سببه. واعترف الشاب النيجيري بأنه حاول تفجير الطائرة عن طريق حقن سائل كيميائي داخل عبوة تحوي مسحوق البنتريت وهو مادة شديدة الانفجار يمكن تفجيرها عن طريق صاعق أو حرارة شديدة الارتفاع. وأخفى عبد المطلب المسحوق المتفجر في ثيابه الداخلية. وتمكن من اجتياز إجراءات التفتيش والمراقبة في مطار امستردام الدولي والتي تعتبر إجراءات صارمة للغاية.