مساعد وزير السياحة: الأعمال التحضيرية لنقل المركب تمت بواسطة لجان هندسية وبالتعاون مع جهات دولية لعدم تعرضه لأية مخاطر مفتاح: عرض مركبي خوفو الأول والثاني داخل متحف منفرد بجانب المتحف المصري الكبير قال اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، إن عملية نقل مركب خوفو تعد واحدة من أهم المشروعات الهندسية الأثرية المعقدة والفريدة، والتي يمكن وصفها بالعملية الانتحارية والمعجزة التي لن تتكرر، مؤكدا أن فريق العمل لم يترك شيئا فيها للصدفة أو التجربة؛ فهي نتاج جهد وتعب ومجهود ودراسة وتخطيط وإعداد وعمل جاد امتد قرابة العام. وأوضح مفتاح، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذى عقد، اليوم الثلاثاء، بالمتحف المصري الكبير؛ للكشف عن تفاصيل عملية نقل مركب الملك خوفو، أن عملية نقل المركب تمت بدقة شديدة مع ضمان جميع سبل الحماية للمركب، والتي تم نقلها كقطعة واحدة داخل هيكل معدني، وتم رفعها إلى العربة الذكية آلية التحكم، والتي تم استقدامها خصيصا لهذا الغرض من الخارج، لتستقر المركب في موقعها الجديد في مبنى متحف مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير. وأكد مفتاح أن القيادة السياسية دعمت فكرة نقل المركب، وقدمت كل الدعم للمتحف المصري الكبير، لافتا إلى أنه عقب عرض الفكرة على الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجه بدراسة دقيقة لعملية النقل وبعد أن أطمئن لعملية النقل وجه بالعمل على تنفيذها. وذكر أنه عقب موافقة القيادة السياسية على قرار نقل المركب، تم عرض الفكرة على أحد المراكز البحثية والعالم الأثري الكبير الدكتور زاهي حواس، وأشاروا إلى أن عملية نقل مركب خوفو تتسم بالعديد من التعقيدات وكذا المخاطر، وأبدى المعهد تخوفه من تحريك الأثر الهش والهام من موقعه الحالي والذي يعد آمنا نسبيا قد يعرضها لمخاطر غير لأزمة. وأشار مفتاح، إلى أن مركب خوفو الأول يصل طوله إلى 42 مترا ووزنها إلى 20 طنا، وسُيعرض بجوار المركب الثاني داخل متحف متخصص لهم بجانب المتحف المصري الكبير بمساحة 22 ألف متر تم الانتهاء من 95% منه، وهو أكبر من المتحف المصري بالتحرير، حتى يستطيع جميع الزائرين مشاهدتهم بأحدث التكنولوجيات، والمبنى له فلسفة خاصة والتي تعبر عن قدوم الحضارة المصرية القديمة من الجنوب إلى الشمال. ومن جانبه، قال مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير الطيب عباس، إن الأعمال التحضيرية لتنفيذ مشروع نقل مركب الملك خوفو الأولى تمت على أيدى متخصصين ولجان هندسية أثرية، كما تم التعاون مع جهات دولية؛ لعدم تعرض المركب أثناء النقل لأية مخاطر. وأضاف عباس، خلال المؤتمر الصحفي، أنه قبل عملية النقل في منطقة الأهرامات، تم عمل مسح راداري للأرض الصخرية تحت مبنى المتحف القديم حتى الطريق الأسفلتي في الجهة الشرقية؛ للتأكد من قدرتها على تحمل الأوزان والممرات والشدادات المعدنية التي تمت إقامتها لتأهيل المبنى والمركب للنقل. ولفت إلى أن هناك فريقا متميزا من مرممي مركز ترميم المتحف المصري الكبير والمجلس الأعلى للآثار قاموا بعمل مسح بأشعة الليزر للمركب؛ لتوثيق أدق تفاصيلها وتغليفها استعدادا للنقل، وبالتوازي مع ذلك تم تصميم وتصنيع الهيكل المعدني حول المركب، وإقامة شدادات وسقالات معدنية خارج وداخل المبنى لتدعيمه. وتابع: «كان هناك تحديات كبيرة ومعقدة لإخراج المركب من مقرها القديم، منها أن عمر المركب أكثر من 4600 عام، وهي من الآثار العضوية سهلة التلف، ولكن بواسطة اللجنة المشكلة من إدارة المتحف والأثريين والاستشاريين والهندسيين من مكاتب استشارية وأساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة، تغلبنا على كل تلك التحديات». ولفت إلى أنه في أغسطس 2020 تم غلق متحف مركب خوفو بمنطقة آثار الهرم، وبدأت أعمال تأهيل المركب لنقلها لمبنى مراكب خوفو في المتحف المصري الكبير، والذى يتم تجهيزه حاليا بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية للعرض المتحفي، بالإضافة إلى أجهزة الرصد والقياس الحديثة للحفاظ على هذا الأثر العضوي الهام والفريد.