قال الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، إن الأعمال التحضيرية لتنفيذ مشروع نقل الملك خوفو الأولى تمت على أيدي متخصصين ولجان هندسية أثرية، كما تم التعاون مع جهات دولية؛ لعدم تعرض المركب أثناء النقل لأية مخاطر. وأضاف عباس، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المنعقد بالمتحف المصري الكبير؛ للكشف عن تفاصيل عملية نقل مركب الملك خوفو: "قبل عملية النقل في منطقة الأهرامات، قمنا بعمل مسح راداري للأرض الصخرية تحت مبنى المتحف القديم بمنطقة، وذلك حتى الطريق الأسفلتي في الجهة الشرقية للتأكد من قدرتها على تحمل الأوزان والممرات والشدادات المعدنية التي تمت إقامتها لتأهيل المبنى والمركب للنقل". وتابع أن هناك فريقا متميزا من مرممي مركز ترميم المتحف المصري الكبير والمجلس الأعلى للآثار قاموا بعمل مسح بأشعة الليزر للمركب لتوثيق أدق تفاصيلها وتغليفها استعداداً للنقل، وبالتوازى مع ذلك، تم تصميم وتصنيع الهيكل المعدني حول المركب، وإقامة شدادات وسقالات معدنية خارج وداخل المبنى لتدعيمه. وذكر أنه كان هناك تحديات كبيرة ومعقدة لإخراج المركب من مقرها القديم منها أن عمر المركب أكثر من 4600 عاما، وهي من الآثار العضوية سهلة التلف، مردفا: "ولكن بواسطة اللجنة المشكلة من إدارة المتحف والأثريين به وزملائهم من المجلس الأعلى للآثار واستشاريين ومهندسيين من مكاتب استشارية وأساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة، قمنا بالتغلب على كل تلك التحديات". وذكر أنه في أغسطس 2020 تم غلق متحف مركب خوفو بمنطقة آثار الهرم، وبدأت أعمال تأهيل المركب لنقلها لمبنى مراكب خوفو في المتحف المصري الكبير، والذي يتم تجهيزه حالياً بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية للعرض المتحفي، بالإضافة إلى أجهزة الرصد والقياس الحديثة للحفاظ على هذا الأثر العضوي الهام والفريد. يذكر أن مركب خوفو الأولى كانت معروضة في متحف باسمها تم بناؤه في الموقع الذي اكتشفت فيه عام 1954 عند الضلع الجنوبي للهرم الأكبر بمنطقة آثار الهرم والذي ظل على مدار عقود يشوه المنظر الجمالي للهرم الأكبر، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة، غير أن وسائل العرض والحفاظ على المركب به لا تواكب أساليب وطرق العرض الحديثة والمتطورة، فكان لابد من نقلها للحفاظ عليها للأجيال القادمة.