أنهى هدف الفوز الذي سجله مهاجم إنجلترا هاري كين في مرمى الدنمارك (2-1) في الوقت الاضافي صياما دام 55 عاما، لم يبلغ فيها منتخب الأسود الثلاثة أي مباراة نهائية لبطولة كبرى. رفع كين رصيده من الأهداف لناديه توتنهام ومنتخب إنجلترا إلى 275 لكنه لم يحرز اي لقب في مسيرته حتى الان. بيد أن هذا الامر قد يتغيّر تماما مساء الاحد عندما يقود كين منتخب بلاده لمواجهة ايطاليا في نهائي كأس اوروبا على ملعب ويمبلي الشهير في لندن، حيث يأمل بأن يصبح أوّل قائد إنجليزي يرفع كأسا مرموقة منذ أن توّج بوبي مور بطلا للعالم على الملعب ذاته عام 1966 بالفوز على ألمانياالغربية 4-2 بعد التمديد. كما أن الألقاب الشخصية قد تنتظر مهاجم توتنهام في حال واصل شهيته التهديفية كما فعل في الادوار الاقصائية من البطولة القارية، حيث سجل 4 أهداف في 3 مباريات رافعا رصيده إلى 10 اهداف في البطولات الكبرى لمنتخب انجلترا ليعادل جاري لينيكر. واذا قدّر لكين (27 عاما) تسجيل هدف جديد، سيتساوى في صدارة ترتيب الهدافين مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ومهاجم التشيك باتريك شيك. أما في حال تسجيله هدفين، فانه سيتوج هدافا لبطولة كبرى للمرة الثانية تواليا بعد تسجيله 6 اهداف في مونديال روسيا عام 2018. وقال كين في هذا الصدد "الحذاء الذهبي هو جائزة إضافية وإذا نجحت في احرازه أكون قد سجّلت هدفا أو هدفين في النهائي ما يعزّز من حظوظ فريقي في احراز لقب البطولة". وكان احراز لقب هداف البطولة بعيد المنال بالنسبة إلى كين لا سيما بعد انتهاء دور المجموعات، حيث فشل في هز الشباك في ثلاث مباريات أمام منتخبات متواضعة نسبيا هي كرواتيا واسكتلندا والتشيك، حتى أن كاين كان بعيدا جدا عن مستواه، فلم يتردّد مدرب المنتخب الانجليزي جاريث ساوثجيت في استبداله قبل ربع ساعة من نهاية المباراة ضد اسكتلندا التي انتهت بالتعادل السلبي. بدا وكأن خوضه 49 مباراة في صفوف ناديه وبذله جهودا اضافية لمساعدة توتنهام على بلوغ دوري أبطال أوروبا (من دون أن ينجح) قد أتعبت كاين الذي كان أعلن رغبته في ترك فريق شمال لندن أواخر الموسم الفائت والانتقال إلى ناد يستطيع فيه التتويج بالالقاب التي تستحقها موهبته على غرار زملائه في صفوف المنتخب رحيم سترلينج وفيل فودن وكايل ووكر وجون ستونز من مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي. -فرصة دخول الاسطورة- بيد أن نهائي الاحد يمنحه فرصة دخول الأسطورة ويمكن اعتباره الذروة في مسيرته بغض النظر عما سيحققه لاحقا في صفوف اي ناد يدافع عن الوانه. وكتب هداف منتخب انجلترا السابق آلان شيرر في موقع "ذي أتلتيك" "إذا نجح في تسجيل هدفين في المباراة النهائية، سيخلد اسمه في تاريخ الكرة الانجليزية". وكانت نقطة التحول لكاين هدف الحسم الذي سجله في مرمى منتخب ألمانيا ليخرج فريقه فائزا 2-صفر ويضع حدا لفشل دام 55 عاما، لم يتمكن فيها المنتخب الانجليزي من الحاق الهزيمة بالمانشافت وتحديدا منذ تغلبه عليه في نهائي مونديال 1966. حتى أن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون علّق على تسجيل كين باكورة أهدافه بقوله "هاري كين يسجل اخيرا" بعد أن تابع المباراة من حديقة مقرّه في "داونينج ستريت". ثم احتاج كين إلى 4 دقائق فقط ليفتتح التسجيل في مواجهة أوكرانيا في ربع النهائي، قبل أن يضيف هدفا ثانيا في الشوط الثاني ليقود فريقه إلى فوز لافت برباعية نظيفة. وابتسم الحظ له أيضا في المباراة ضد الدنمارك عندما تصدّى حارس الأخيرة كاسبر شمايكل لركلة الجزاء التي نفّذها كين، لكن الأخير نجح في متابعتها داخل الشباك مانحا الفوز وبطاقة العبور إلى المباراة النهائية لمنتخب بلاده. ويقول شيرر "هدفه الاول ضد ألمانيا كانت نقطة التحوّل وقلب بطولته رأسا على عقب. بات هو ومنتخب إنجلترا على عتبة كتابة التاريخ الآن". لا يزال كين يبتعد بفارق 94 هدفا عن الرقم القياسي لعدد الاهداف الذي سجلها شيرر في الدوري الإنجليزي الممتاز وعددها 260 هدفا، لكنه لا يزال يملك الوقت الكافي لذلك. وكان بمقدور شيرر أن يحرز المزيد من الألقاب في مسيرته كلاعب في صفوف الأندية إلى جانب لقب الدوري المحلي في صفوف بلاكبيرن (2004-2005)، لو انتقل إلى صفوف مانستر يونايتد الذي كان يسيطر على مقاليد عرش الدوري الانجليزي، بعد أن توّج هدافا لبطولة اوروبا عام 1996، لكن شيرر فضّل الانتقال الى صفوف فريق مسقط رأسه نيوكاسل. ربما سيتعيّن على كين اتخاذ قرار كبير في الأسابيع المقبلة، لكن حتى يحين موعد ذلك، قد يكون أصبح بطلا قوميا في انكلترا وليس الابن البار لتوتنهام فقط.