أصيب محصول المانجو في الإسماعيلية بنسبة كبيرة من فطر "العفن الهبابي الأسود"، الذي أدى إلى تلف المحصول؛ لقلة الإنتاج وتعرض الثمار للفطر. من جانبه، نفى الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، ما تردد حول طرح مانجو غير سليمة ومصابة بالعفن الهبابي في الأسواق، وقال، في مداخلة هاتفية لبرنامج «صباح الورد»، الذي يعرض على فضائية «ten»، صباح الثلاثاء، إن العفن الهبابي مرض موجود منذ فترة وليس جديدا، وأن وزارة الزراعة لديها الخبرة الكافية للتعامل معه، وكذلك المزارعين.
• ما هو العفن الهبابي؟
يقول الدكتور شريف الجيوشي، أستاذ الفاكهة المساعد بقسم البساتين في كلية الزراعة بجامعة بنها، في تصريحات خاصة ل"الشروق"، إن العفن الهبابي من أخطر الأمراض التي تصيب أشجار المانجو، خاصة أن مصر تحتل المركز الثالث لمحاصيل الفاكهة، وبالتالي فإن هذا يعتبر تهديدا لمحصول المانجو الاستراتيجي، في ظل انخفاض إنتاجيته في العام الحالي.
وأوضح أن مسببات الفطر عديدة، منها إصابة الثمرة بالحشرات الثاقبة الماصة، مثل البق الدقيقي، الحشرات القشرية الرخوة، ونطاطات الأوراق، لافتا إلى أن كل هذه الحشرات تفرز مواد شمعية تسمى ب"الندوة العلية" الغنية بالكيبوهيدرات والسكريات العالية، ما ينتج عنها فطريات على شكل طبقة سوداء متماسكة تغطي سطح المانجو، وهو العفن الهبابي.
وتكمن خطورة "العفن الهبابي"، في أنه يمنع ضوء الشمس من المرور للثمرة، وبالتالي تتأثر عملية البناء الضوئي وتصبح الشجرة ضعيفة بما يؤثر على كمية المحصول الناتج.
ويساعد في انتشار العفن الهبابي أي شيء يعيق وصول الضوء للشجرة، مثل وجود حشائش تأوي الحشرات، وتشابك الأفرع، بالإضافة لوجود الرطوبة.
• الوقاية
وأوضح أن هناك مجموعة إجراءات وقائية لتقليل فرص حدوث العفن الهبابي، أولها فتح قلب الشجرة لتقليب الأفرع الجافة والمتشابكة بعد جمع المحصول مباشرة، للسماح بوصول أكبر كمية من الضوء للشجرة، وبالتالي تقليل ظهور العفن مستقبليا.
وتابع: أما الطريقة الثانية، فهي تنظيم عملية الري على حسب نوع التربة، وعدم زراعة محصول ثانوي تحت المحصول الرئيسي لأن المحصول الثانوي له احتياجات مائية تزيد من محتوى الرطوبة، وبالتالي تزداد فرص حدوث العفن، ثالثا: عدم الإفراط في التسميد النيتروجيني الذي يزود من درجة إصابة النموات الحضرية من حشرة المن، وزيادة انتشار العفن، رابعا: التخلص من الحشائش التي تأوي الحشرات النطاطة، مشيرا إلى أن السبب الأصلي للعفن الهبابي هو الحشرات الثاقبة المصاصة، وبالتالي يجب مكافحتها والتخلص منها بطرق الرش.
• العلاج
ونصح "الجيوشي" بعد التقليم مباشرة برش الأشجار بأحد الزيوت المعدنية الصيفية مع أحد المبيدات الحشرية الفسفوىية، وذلك بقوة رش تحت ضغط عالي تصل لمرحلة الغسيل، للقضاء على أي بقايا للعفن الهبابي، فيما يمكن إجراء رشة أخرى بمركب اكوسي كلور النحاس لتقليل ظهور الأمراض الفطرية، ولفت إلى أنه في حال استمرار العفن في الأوراق، فإنه ينصح برش الصابون البوتاسي، والمستخدم حاليا تحت مسمى "الصابون الزراعي".
• العفن الهبابي لن يؤثر على الأسعار
قال حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، يوم الأحد الماضي، إن نسبة إصابة أشجار المانجو هذا العام بالعفن الهبابي ليست عالية ولن تؤثر على إجمالي الإنتاجية، أو تتسبب في ارتفاع الأسعار بدرجة كبيرة كما يروج البعض.
وتابع أن العفن الهبابي ينتشر في مزارع المانجو بالإسماعيلية منذ 6 سنوات، ولا يتسبب في موت أشجار المانجو، لكن انتشاره بصورة وبائية يضعف الإنتاجية إلى حد ما.
ظاهرة العفن الهبابي ليست جديدة على مصر، ففي عام 2018، ذكر تقرير رسمي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، أن إجمالي ما تم الانتهاء من معالجته من أشجار المانجو ضد فطر العفن الهبابي بمحافظة الإسماعيلية، بلغ 52 ألفا و160 فدانا.
وأوضح التقرير، أن تلك المساحة، التي تم معالجتها تزيد على المساحة المستهدف علاجها، والتي تبلغ 47 ألفا و720 فدانا، حيث يتم التقليم للبساتين المصابة وغير المصابة، فضلا عن إجراء عمليات تقليم التربية وتقليم الأشجار العالية وغير المصابة.
وكشف التقرير عن أنه تم إجراء كل عمليات المكافحة والرش والتطهير والمعالجة لتلك المساحات، حيث تم رش مساحة 47 ألفا و370 فدانا بالمطهرات الفطرية، ورش مساحة 30 ألفا و446 فدانا بالصابون البوتاسي، وكذلك 26 ألفا و819 فدانا تم رشها بالزيت المعدني بالمحافظة.