يقترب صناع السينما هذه الأيام من بوابة العام الجديد 2010، وهو العام الذى يسبقه حالة كبيرة من الترقب، نتيجة لأمواج كثيرة بدأت فى ازدياد وصارت تضرب سفينة السينما بقوة يوما بعد يوم.. إنفلونزا بأنواعها، مواسم تتعارض مع بعضها كما الحال مع شهر رمضان، الذى شق موسم الصيف دافعا الأعياد إلى قلب الموسم الحار أيضا، فضلا عن مسابقتى كأس الأمم وكأس العالم، والتى تجذب أنظار الجماهير إليها أكثر من أى شئ آخر، ولا ننسى آثار الأزمة المالية التى مازالت واضحة جلية، وأخيرا وليس آخرا معارك سياسية كبيرة تدق الأبواب تهدد السينما وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية وقبلها انتخابات تشريعية ستكون الأهم فى حياة الجمهور.. السطور التالية تكشف خطط العام الجديد ونبؤاته بكل تفاصيلها.. إسعاد يونس بدأت حديثها قائلة: صعب جدا التنبؤ بأحداث العام المقبل فهو عام خارج التوقعات لأنه يعج بالأحداث والمواقف والأزمات قبل بدايته، ولكنى أود أن اشير إلى أنه فضلا عن إنفلونزا خنازير وماعز وطيور هناك انتشار لحمى القرصنة ومرض الاستهبال فى مواجهة ذلك النوع من الحمى وهو المرض الأكثر تأثيرا على الصناعة الآن فى خضم كل تلك الأحداث. وعن توقعاتها لعام 2010 سينمائيا فى ظل ما سبق إضافة إلى فعاليات كاس العالم التى قد تجذب الناس بعيدا عن السينما لفترة كبيرة يلحقها موسم رمضانى قالت إسعاد: أولا بالنسبة لكاس العالم الوضع غير مقلق فقد طرحنا قبل ذلك فيلم عمارة يعقوبيان مع كأس العالم الماضى ولم يتأثر بل على العكس حقق 23 مليون جنيه والكلمة الأخيرة هى للأفلام ومدى جودتها، إلا أنه فى ظل اشتباك مجموعة ظروف مع بعضها كل ذلك يجعلك تضع قدرا من التحسبات لأن العام المقبل ينذر بتوقف كثير من شركات الإنتاج الصغيرة والتى بدا كثير منها بالتوقف فعلا، وأنا كشركة كبيرة اقف موقف الراعى لبعض هذه الشركات وليس كلها بالقطع لأن طاقتى لا تستوعب كل هذه الشركات، ولذلك اتبع أسلوب إنتاج مباشرا مع الشركة وأسلوب التمويل. وأكدت إسعاد أنها رغم كل تلك الأزمات، فإنها تدرك جيدا أن الإنتاج المنتظم لابد ألا يتأثر حتى لا يحدث فراغ فى المادة المنتجة يدفع القنوات الفضائية إلى البحث عن بديل مما يضر جدا بالفيلم المصرى، الذى بدأ بالفعل يواجه أزمة أخرى، وهى انحسار مساحة السوق المفتوحة أمامه فى الخليج. توجهات كوميدية وكشفت إسعاد أن التوجه نحو الأفلام الكوميدية قد يكون مطلوبا وبشدة خلال العام المقبل إذا تكاثرت الهموم حول المواطن البسيط، فإذا حدث ذلك لن يكون الجمهور قادرا على استيعاب موضوعات فكرية أو توعوية، وهكذا كان الرهان على فيلم «أمير البحار» ليقدم مساحة ترفيهية فى خضم الأزمات والأمراض، التى أحاطت بالعالم كله وليس مصر فقط. كما كشفت إسعاد يونس عن خطة الشركة العربية للعام المقبل بأكمله، وقالت: هى ليست خطة بقدر ما اسميها «نوايا طيبة» وهى بدأت بالفعل أمس الأول بعرض فيلم «بالألوان الطبيعية»، وفى يناير المقبل سيتم طرح فيلم «أحاسيس» ثم «عصافير النيل» يعقبه «تلك الأيام» ثم الفيلم المستقل «هليوبوليس»، وهى التجربة الثانية لعرض الأفلام المستقلة جماهيريا بعد «عين شمس» ثم فيلم «ولد وبنت»، وبذلك تكون اختتمت الخطة الخاصة بالنصف الأول من عام 2010 حتى بداية شهر يونيو. وبالنسبة لخطة الصيف أكدت إسعاد وجود فيلم لأحمد مكى، كما سيشارك هانى رمزى بفيلم «الرجل الغامض بسلامته»، وسيكون بجانبهما فيلم «بنتين من مصر» وفيلمان آخران لن تفصح عن تفاصيلهما لكونهما فى طور التحضير. وأوضحت إسعاد أن النقاط المبهمة حتى الآن ولم تحدد بعد هى أفلام الأعياد الفطر والأضحى وهى التى يجرى التحضير لها الآن. جدير بالذكر أن كل تلك الأفلام السابقة تم الانتهاء من تصويرها تماما عدا فيلم أحمد مكى وأيضا فيلمى الصيف. تفاؤل المخرج الكبير مجدى أحمد على يعرب عن تفاؤل مشروط بالنسبة لعام 2010، حيث أكد أنه كان متفائلا بالنسبة للعام الماضى وتأكدت صحة توقعاته بمجموعة من الأفلام الجادة، ولهذا فهو يطالب باستمرار تجربة وزارة الثقافة فى دعم الأفلام السينمائية حتى تحافظ السينما على جزء من جديتها وفنياتها فى الوقت الذى تواجه فيه عوامل عديدة قد تضر بها، وهو ما يتضح فى الكثير من ممارسات شركات الإنتاج غير المتحمسة للعمل هذا العام نتيجة للأزمة. كما استبعد المخرج مجدى أحمد على أن الأزمات التى تلاحق الجمهور قد تدفع المنتجين مرة أخرى إلى الأفلام الكوميدية، مؤكدا أنهم لم يقدموا الأنواع الأخرى نتيجة لتغييرات طرأت على أذواقهم ولكن نتيجة لظهور موضات جديدة من الأفلام أتت بأموال أكثر، ولهذا فإن الحكم فى النهاية سيكون للجمهور فهو الذى يحرك الدفة أولا وأخيرا.. ويؤكد مجدى أن السينما تحتاج إلى موجة أخرى من الدعم خصوصا هذا العام لأنه فضلا عن أزمات الإنفلونزا والمواسم وكأس العالم هناك موسم شرس للانتخابات الرئاسية، التى ستجرى 2011 ولم تشتد شراسته بعد وقد يؤثر بشكل كبير على «موود» الجمهور، الذى قد لا يكون مضمونا إطلاقا فى العام الجديد. أول بطولة المخرج خالد يوسف يستقبل العام الجديد بفيلمه الأخير «كلمنى شكرا»، والذى يفرد فيه مساحة خاصة للفنان عمرو عبدالجليل فى أول بطولة مطلقة مستحقة بجدارة رغم تأخرها عليه. وأكد يوسف أنه وضع فى أجندته للعام الجديد فيلمين هما «المشير والرئيس» و«الكفيل»، يتفرغ للإعداد لهما تماما ولكن لم يحسم أمره بأيهما سيبدأ، وسيترك القرار للظروف فى الأيام المقبلة. وعن تنبؤاته بالعام الجديد أكد أنها غير مؤكدة فى ذهنه ولكنه يشعر أنها تتأرجح بين شيئين أولا أن العام الجديد سيكون عاما مسطحا تماما لن يحمل أى جديد ولن يحتوى على أحداث كبيرة، ولكنه عاد وأكد أنه ربما يكون مخاضا للعام، الذى يليه الذى ربما يحمل انفراجة تشهدها السينما، وربما أيضا يكون مخاضا لعام كارثى يقضى على كثير مما حققته السينما فى أعوامها السابقة. كأس العالم الناقد يوسف شريف رزق الله تحدث عن توقعاته للعام المقبل فأكد صعوبة التنبؤ بأحداثه السينمائية، لأن بجانب أزمات الإنفلونزا هناك كأس أمم أفريقية فى يناير وكأس عالم فى يوليو إضافة للصيف المتقلص بسبب رمضان، فبالتالى كل المؤشرات تؤكد صعوبة الوضع الحالى خصوصا بعدما تعرض الكثير من المنتجين إلى مشكلات صعبة بسبب ضعف طلب القنوات على أفلامهم. وأعرب رزق الله عن أنه لا يحمل أى نوع من أنواع التفاؤل بالنسبة للسينما خصوصا أن كل الأزمات لا يوجد أى توقع لوقت انفراجها بل على العكس يزداد الأمر تعقيدا يوما بعد يوم. كما أبدى أسفه لتلك الأزمات المتلاحقة والتى أتت بعد انفراجة كبيرة عاشتها السينما منذ فترة أثرت بشكل كبير على أحوالها فعاد كثير من المخرجين الكبار ك«داوود عبدالسيد» وأسامة فوزى ومجدى أحمد على وغيرهم ولكن الأزمات المتوقعة قد تجهض هذا التقدم.