أرجعت الدكتورة إيمان الزاهد، أستاذ الطب الشرعي والسموم بكلية طب الزقازيق، وفاة 4 أطفال خنقًا داخل سيارة بمحافظة الشرقية إلى إغلاق أبواب ونوافذ السيارة من جميع الجهات دون وجود مجال للتنفس. وأضافت خلال مداخلة هاتفية لفضائية «MBC مصر 2»، اليوم الأحد، أن الأطفال في حالة عدم عمل السيارة، استهلكوا كل الأكسجين الموجود ما أدى إلى نقصه في المخ، منوهة إلى أن المخ لا يتحمل نقص الأكسجين أكثر من 5 دقائق.
وأشارت إلى أن انخفاض نسبة الأكسجين في الدم يؤدي إلى توقف كل العمليات الحيوية وفقدان الشخص لوعيه تدريجيًا ما يؤدي إلى الوفاة، موضحة أن هناك زرقة تميز سبب الوفاة بهذه الطريقة تشريحيًا.
ولفتت أستاذ الطب الشرعي إلى أن لون الرسوب الرمي في هذه الحالة يكون أزرق قاتمًا ويظهر في الشفتين والأظافر، قائلة إن سبب وفاة الأطفال قد يتعلق بغاز قاتل صامت، حال عمل السيارة أثناء تواجدهم داخلها.
وأوضحت أن عمل السيارة مع وجود نوع من التسريب الداخلي يؤدي إلى انتشار غاز أول أكسيد الكربون القاتل الصامت، الذي يتفاعل مع هيموجلوبين الدم ويكون مركب «كربوكسي هيموجلوبين» الذي يمنع الأكسجين في الجسم كله.
ونوهت الزاهد، إلى أن الشخص يفقد وعيه حال وصول نسبة المركب 50% في الجسم، متابعة: «لو وصلت نسبته 80%، خلال ربع ساعة الطفل يتوفاه الله، وفي هذه الحالة يكون لون الرسوب الرمي أحمر قاني».
وكان اللواء إبراهيم عبدالغفار، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء دكتور أيمن مطر، حكمدار الجنوب يفيد بورود بلاغ بمصرع 4 أطفال 3 ذكور وبنت، أعمارهم تبدأ من 3 سنوات حتى 6 سنوات، خنقًا داخل سيارة بعزبة الثابت التابعة لقرية ميت ربيعة بمركز بلبيس.
وانتقل رجال الشرطة والإسعاف لمكان الواقعة، قبل وصول فريق النيابة العامة لمعاينة موقع الواقعة ومناظرة الجثث، فيما أفادت المعاينة الأولية بعدم وجود شبهة جنائية في الوفاة.
وتبين من التحريات الأولية أن الأطفال الأربعة أبناء عمومة، اثنين منهم أشقاء، وطفلة ثالثة هي ابنة عمهما، والرابع هو نجل عم والد كلٍ منهم لكنه أصغرهم سنًا، وأنهم لقوا مصرعهم مختنقين داخل السيارة، والتي كانت مركونة في خلفية منزل الأسرة بعيدًا عن الطريق العام ببضعة أمتار.