عززت الشرطة المصرية من وجودها بالقرب من المعدات الخاصة بحفر الجدار الفولاذى على الشريط الحدودى المشترك بين قطاع غزة والأراضى المصرية. وعلمت «الشروق» من جهات رفيعة المستوى أن السلطات المصرية خاطبت قيادات حركة حماس بخصوص تعزيز أفراد الأمن التابعين للحركة فى الجانب الفلسطينى لمنع أى انتهاكات من الجانب الآخر من الحدود فى رفح الفلسطينية ومعرفة المتسببين فى حادث إطلاق الرصاص على الموقع مساء الخميس. ورجح مصدر أمنى رفيع المستوى أن يكون المتسببون فى إطلاق الرصاص من مهربى الأنفاق، الذين يخشون تأثر الأنفاق من عمليات الحفر المستمر، والمتجه شمالا نحو بوابة صلاح الدين. كانت معدات الحفر قد تعرضت لإطلاق النار من مجهولين من فوق الجدار الأسمنتى المقابل دون أن تسفر عن إصابات بين العاملين. جاء ذلك بعد وقت قصير من مرور وليد ناصر المشرف الأمريكى على إنشاء منظومة ضبط الحدود، وهو من أصل لبنانى، برفقة وفد أمنى رفيع المستوى. من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية فى غزة ل«الشروق» إن حالة من القلق والتوتر تسيطر على سكان القطاع مع تزايد التقارير التى تتحدث عن إقامة مصر جدارا فولاذيا تحت الأرض لوقف عمليات حفر أنفاق التهريب بين قطاع غزة وسيناء. وأكدت روايات متطابقة أنه مع انطلاق الآليات والمعدات الإنشائية التابعة لشركة المقاولون العرب فى تلك المنطقة راجت شائعات على نطاق واسع فى غزة تفيد بأن شريان الحياة الوحيد للقطاع، فى إشارة إلى الانفاق، ستتوقف فى ظل تراجع العوائد الاقتصادية الخاصة بتلك التجارة، التى ازدهرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة منذ فرض الحصار الإسرائيلى على القطاع، فضلا عن ضعف الطلب على عمال حفر الانفاق وحدوث بطالة فى صفوف هذه العمالة. من ناحيته قال محمود الزهار القيادى فى حركة حماس فى تصريح خاص ل«الشروق» إن فريقا فى الحركة يواصل جمع المعلومات عن الجدار الحديدى الذى تقيمه مصر على الجانب المصرى من الحدود مع قطاع غزة، ومن المنتظر أن يقدم هذا الفريق تقريره خلال أيام، حيث سيتم التباحث حول هذا الملف فى القاهرة فى أول زيارة ستقوم بها الحركة إلى مصر والتى لم يتحدد موعدها بعد. وفى سياق متصل تدخلت سلطة حركة حماس المشرفة على المعبر لإبعاد كل من يشتبه بهم فى الوصول إلى موقع الانشاءات، وقال غازى حمد مدير سلطة المعابر من جانب حماس ل«الشروق» إننا «ناشدنا الجانب المصرى العمل على فتح المعابر بشكل رسمى كأفضل السبل للقضاء على تلك التجارة، حتى تتم الحركة فوق الأرض وليس تحت الأرض لأن من يفعلون هذا الأمر مضطرون إلى ذلك فى ظل الحصار الراهن»، على حد تعبيره.