تصاعدت حدة الخلاف داخل جماعة الإخوان المسلمين، بعد إعلان الدكتور محمود عزت أمين تنظيم الجماعة أن انتخابات المرشد ومكتب الإرشاد القادم سيتم حسمها قبل 13 يناير المقبل، مستندا إلى نتيجة استفتاء لأعضاء مجلس الشورى العام أجرى خلال الأيام القلية الماضية ولم تعلن قيادات الجماعة بنتيجته إلا من خلال تصريحات عزت فى فضائية الجزيرة أمس الأول، الأمر الذى ينذر ببوادر انشقاق داخل صفوف الجماعة على حد تعبير أحد كوادرها. وقالت مصادر ل«الشروق» إن عزت مارس ضغوطا على أعضاء مجلس الشورى، الذين كانوا قد صوتوا لصالح تأجيل الانتخابات الأسبوع قبل الماضى حتى يغيروا من رأيهم وتجرى الانتخابات نهاية الشهر الجارى، وهو ما نجح فيه خاصة فى غياب د.عبدالمنعم أبوالفتوح الذى سافر إلى لندن فى رحلة علاج. وتابعت المصادر أن أعضاء مكتب الإرشاد الحاليين لم يجيبوا عاكف عندما سألهم هل سيعتذر أى منهم عن الترشح فى الانتخابات المقبلة؟ كما رفضوا اقتراحه بأعمال تعديل اللائحة، الذى نص على عدم استمرار عضو مكتب الإرشاد أكثر من فترتين: وطالب عاكف أعضاء المكتب بأن تكون هناك لجنة محايدة للإشراف على الانتخابات المقبلة من خارج الأمانة العامة. وتوقعت تلك المصادر أن يستبعد كل من الدكتور محمد حبيب والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من تشكيل مكتب الإرشاد القادم، وان يتم تصعيد د. عصام العريان لتجاوز الأزمة التى نشبت بسببه بعد وفاة محمد هلال. وفى تصريحات مقتضبة قال محمد مهدى عاكف مرشد الجماعة ل«الشروق»: ما الجديد فى كلام د.عزت؟، الكلام ده معروف من زمان، الإخوان يعملوا اللى يعملوه، إنتو مش شايفين احنا ملاحقين إزاى؟ احنا نعمل اللى احنا عايزينه، وكل واحد يقول اللى عايز يقوله» وفيما يبدو أنه محاولة للتشكيك فيما أعلنه عزت قال الدكتور محمد حبيب ل«الشروق»: «لا أحد يستطيع أن يحدد ما إذا كان ما قاله الدكتور عزت هو الحقيقة أم أنه اجتهاد منه». وأضاف: «أن هناك نقطة أخرى وهى أن عاكف سيرحل فى 13 يناير المقبل، وأقول أن القرار النهائى بشأن الانتخابات هو قرار مجلس الشورى وافترض أن مجلس الشورى قال تتأجل، وإنا قلت لا فمن سيكون صاحب القرار فى هذا الوقت، كان من الممكن للدكتور محمود عزت أن يتريث ويرد الأمر إلى صاحبه وهو مجلس الشورى». وتابع حبيب: «لا يستطيع كائن من كان أن يبسط سطوته وسيطرته على أعضاء مجلس الشورى فهم ليسوا تلامذة فى (kg1) ويملكون خبرة فى الشئون التنظيمية والإدارية». وأضاف حبيب: «ربما أراد الدكتور عزت أن يطمأن الناس، ويقول لهم هناك ثمة خطوات عاجله لحل الموضوع»، مضيفا «أريد أن أؤكد نقطتين أساسيتين، وهما السرعة والاتقان بمعنى أننا نريد أن نأخذ خطوات سريعة وعاجلة، لكن متقنة». ورفض الدكتور عزت التعليق على كلام حبيب وقال ل«الشروق»: ما قولته الدنيا كلها سمعته بوضوح وحبيب يقول اللى عايز يقوله «وانتقد الدكتور جمال حشمت عضو مجلس شورى الجماعة إعلان رأى مجلس الشورى فى قناة الجزيرة قبل أن يعلمه أعضاء المجلس أنفسهم أو قيادات الجماعة». وقال باستنكار «إن عزت بذلك يكون قد فعل شيئا جديدا فى الجماعة وهو أن يعلن فى القنوات عن القرارات الداخلية قبل أن يعرفها مجلس الشورى أو أن يعرفها أعضاء الجماعة وهو بذلك يكون معاتبا».