بعد أسابيع من الخلاف والتناقضات التى سيطرة على مكتب الإرشاد حول موعد الانتخابات، قرر مجلس شورى الجماعة إجراء انتخابات مكتب الإرشاد فى أقرب وقت دون تأجيل، ومازال الخلاف قائما حول موعد انتخاب المرشد الجديد خلفا لمهدى عاكف المرشد الحالى الذى سيغادر منصبه منتصف الشهر المقبل. وأكد د.محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة أن مجلس شورى الجماعة الحالى انتهى إلى أنه المنوط به انتخاب أعضاء مكتب الإرشاد الجديد، وحول موعد انتخاب المرشد الجديد، ذكر حبيب أن منصب المرشد يحتاج إجراءات خاصة ولا يمكن الانتهاء منها قبل منتصف يناير المقبل. وأوضح أنه سيتم تأجيل انتخاب المرشد الجديد لحين الانتهاء من الإجراءات التى تبدأ باستطلاع رأى أعضاء مجلس شورى الجماعة، ثم الرجوع لمجلس الشورى العالمى للتصديق على من يقع عليه اختيار مجلس شورى الجماعة، وحول موقف مكتب الإرشاد من هذا الاختيار، ذكر أن مكتب الإرشاد ليس له دخل بانتخاب المرشد. وعلى عكس هذا، أكد د.محمد البلتاجى عضو الكتلة البرلمانية للجماعة أن انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد ستتم فى أقرب فرصة وسيكونان متلازمين ولن يتم تأجيل انتخاب المرشد قائلا "يقينا انتهى مجلس الشورى العام إلى إتمام الانتخابات للمرشد ومكتب الإرشاد معا دون تأجيل". ونفت مصادر من قيادات الجماعة عدم وجود لجنة قانونية تدرس الخلاف، وأن القرار فى يد مجلس شورى الجماعة وليس رجال القانون فى هذا الحال، وذكرت المصادر أن الخلاف حول التأجيل والإجراء للانتخابات كان بسبب بعض الأعضاء من مكتب الإرشاد، لأنهم تعاملوا بشكل خاطئ مع الإعلام ومع القضية، وأراد كل منهم الظهور الإعلامى، وذكر مصدر خاص بالجماعة أن البعض طالب بالتحقيق مع عدد من أعضاء مكتب الإرشاد، إلا أن القرار النهائى سيتم مناقشته يوم السبت المقبل خلال الاجتماع الخاص بتحديد موعد انتخابات مكتب الإرشاد. ومن جانبه، برر عبد المنعم عبد المقصود محامى الجماعة التعجيل بانتخابات مكتب الإرشاد حاليا، بسبب الظرف القهرى لمغادرة المرشد منصبه، موضحا أن البعض طالب بالتأجيل للضغط على المرشد للحرص على بقائه وإثنائه عن قراره إلا أن المرشد أصر على موقفه، مضيفا أنه من الصعب أن يظل منصب المرشد وهو رأس الجماعة شاغرا لفترة طويلة. ومن جانب آخر، اعترف د.محمود عزت الأمين العام للجماعة فى حوار لبرنامج بلا حدود على قناة الجزيرة بوجود أزمة فى الجماعة، قائلا "لا أريد أن أهون مما حدث، وأقول إنه ليس هناك أزمة، وفى نفس الوقت لا يجب إخراج الأمور عن سياقها الطبيعى، فنحن مصممون على تطبيق الشورى"، مضيفا أنه تم عرض الأمر على مجلس الشورى بناءً على توصية مكتب الإرشاد، وسيتم حسمه قبل 13 يناير المقبل، معبرا عن سعادته بتعدد الآراء داخل الجماعة، مؤكدًا أن هذا مظهر من مظاهر قوتها، ويتناسب مع حجمها الكبير وما تقوم به، لافتًا إلى سعادة المرشد أيضا، مشددا على أن الأمر فى النهاية يرجع إلى مكتب الإرشاد، ويكون قراره ملزمًا ومرضيًّا للجميع مهما اختلفوا فى الرأى، نافيا وجود صراع داخل الجماعة على القيادة، مؤكدًا أن الآليات والنصوص واللوائح هى من تختار قيادات الجماعة، مشيرًا إلى أن الوضع الأدبى لمصر وثقلها فى العالم الإسلامى وثقل الدعوة بها؛ هو ما يبرر أن يكون المرشد مصريًّا. نافيًا أن رئاسة المرشد العام لمجلس الشورى تجعله متحكمًا ومسيطرًا على قراراته، مشيرًا إلى أن المجلس يستطيع حساب المرشد وعزله فى أى وقت، والجماعة على أتم الاستعداد لبذل كافة التضحيات لتطبيق ممارسة الشورى داخلها، مشيرًا إلى أن مجلس شورى الجماعة وحده سوف يختار المرشد العام المقبل، وسوف يختار مكتب إرشاد جديدًا، مشددا على أن الاختلاف داخل الجماعة لا يمكن أن يكون نابعًا من أحقاد أو خلافات شخصية؛ لأن المنظومة الأخلاقية التى هى فى أولها إنسانية، ثم إسلامية تمنع هذا الحديث، مشيرًا إلى أن التاريخ حافل بالعقبات والأزمات التى واجهها الإخوان، والتى كانت أصعب بكثير من الأزمة الحالية. وكشف عزت أن موعد انتخابات مجلس الشورى ليس بعد 6 أشهر، بل كان المفترض إتمامها قبل انتخابات 2008 التكميلية التى اختير فيها 5 أعضاء جدد، وهذا قرار مجلس الشورى لا مكتب الإرشاد، وعليه تم التوصل لقرار مجلس الشورى بإجراء الانتخابات فى أسرع وقت، وأن مكتب الإرشاد يستطلع الميل العام لدى مجلس الشورى (يبلغ عددهم نحو 100 شخص) فى مرشحه لمسئولية المرشد العام.