عشية حلول ذكري عامين على الحريق المدمر الذى نشب في "كاتدرائية نوتردام"، التي تعتبر من أبرز المعالم التاريخية في باريس، ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن تكلفة تأمين الكاتدرائية أعلى بكثير من التبرعات التى تم جمعها من أجل ترميم تلك الأيقونة المعمارية. وأوضحت الصحيفة، أنه بعد عامين من حريق الكاتدرائية العريقة، أوشكت المرحلة الأولى من ترميم كاتدرائية نوتردام دي باريس على الانتهاء، مشيرة إلي أن أعمال الترميم لن تكتمل في غضون خمس سنوات، ولكن سيتم إعادة النصب التذكاري للعبادة بحلول 16 أبريل 2024، وهو اليوم الذي سيتم فيه الاحتفال بالقداس الأول في صحن الكنيسة، بحسب ما أعلن الجنرال جان لويس جورجلين مدير مشروع ترميم الكاتدرائية في ديسمبر الماضى. ومن جهته، قال رئيس مؤسسة التراث، جيوم بويترينال، إن القماش المشمع وعمليات تركيب الدعائم وتركيب سقالات لتصل إلى قمة الصحن المدمر، وكل العمليات التي نفذت منذ الكارثة تكلفت أكثر من 100 مليون يورو، بينما بلغت تكاليف تأمين الكاتدرائية خلال العامين الماضيين 165 مليون يورو، ويتجاوز هذا المبلغ بالفعل جميع التبرعات التي قدمها 338 ألف فرد شاركوا في الجهد المالي لإعادة بناء المبنى القوطي. وأوضح بويترينال، أنه تم جمع ما يقرب من 833 مليون يورو لإعادة بناء الكاتدرائية بما في ذلك 233 مليونا من قبل مؤسسة التراث وحدها، وجاء المبلغ بشكل أساسي من الشركات والعديد من المانحين الرئيسيين مثل المليارديران فرانسوا بينو وبرنارد أرنو، موضحا أنه يراقب الاستخدام المناسب للأموال التي تجمعها المؤسسة، وهو مبلغ يُفترض استخدامه فقط لأعمال الترميم. وفي سياق متصل، أعلن قصر الإليزيه في بيان، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور موقع إعادة بناء الكاتدرائية غدا الخميس، وهي الزيارة الأولى إلى مكان الحادث المأساوي منذ عامين، مضيفا أن هذه الزيارة فرصة "لشكر كل أولئك الذين جعلوا من الممكن إنقاذ الكاتدرائية من النيران، وجميع العاملين على إعادة بنائها "النجارين، وحاملى السقالات، ومشغلو الرافعات، وبناة المبنى، وصانعو الزجاج، والمرممون في الرسم والنحت، وعلماء الآثار والباحثون"، بالإضافة إلى 340 ألف متبرع من جميع أنحاء العالم جعلوا هذا المشروع ممكنا". وسيرافق ماكرون وزيرة الثقافة روزلين باشلو، ورئيسة باريس آن هيدالجو، وممثله الخاص لإعادة الإعمار الجنرال جان لويس جورجلين، وكبير مهندسي الآثار التاريخية فيليب فيلنوف، والأسقف ميشيل أوبيتيت، رئيس أساقفة باريس، والمطران إريك أومونييه، ممثلاً لأبرشية باريس وعميد الكاتدرائية المونسنيور باتريك شوفيه.