على غرار ال «ديكاميرون» الشهيرة، رائعة الكاتب الإيطالى چيوفانى بوكاتشيو التى كتبها فى القرن الرابع عشر؛ وهى عبارة عن مجموعة من الروايات القصيرة التى يبلغ عددها 100 حكاية ترويها مجموعة مؤلفة من سبع شابات وثلاثة شبان يلتجئون إلى فيلا معزولة خارج «فلورنسا» هربًا من الطاعون أو الموت الأسود الذى أصاب المدينة ويبدأون فى سرد الحكايات لتزجية الوقت، قررت مجموعة من الكُتّاب المعاصرين، وعلى رأسهم الكاتب والصحفى الأمريكى دوجلاس بريستون، تأليف «ديكاميرون» عصري؛ تتألف من خلاله الشخصيات من مجموعة من الجيران يتجمعون فى أحد المنازل بولاية مانهاتن الأمريكية أثناء وباء «كورونا» لمناقشة تجاربهم الخاصة. وقال «بريستون» إن الفكرة خطرت له فى البداية من أجل دعم الكُتّاب الآخرين أثناء الوباء الذى أثر بالسلب على مبيعات الكتب، وقامت الكاتبة الكندية الحائزة على جائزة البوكر، مارجريت أتوود، بتحرير الرواية التى تحمل اسم «أربعة عشر يومًا.. تجمُّع غير مصرح به»، وتدور أحداثها خلال الأيام الأولى من وباء «كوفيد 19»، حيث تتجمع مجموعة من الجيران على سطح المبنى الخاص بهم بعد فرار الأثرياء من المدينة خوفًا من الإصابة بالفيروس، ويبدأون فى مشاركة قصصهم. وأردف «بريستون»: «لقد قرأت ديكاميرون فى سن المراهقة، وشرعت بالفعل فى كتابة رواية تجمع كل تلك القصص فى إطار سردى مثلها؛ حيث تلجأ مجموعة من الناس إلى مبنى معزول على ساحل ولاية مين أثناء تفشى الوباء، لكن عندما حاولت كتابتها كانت النتيجة غير مرضية بالنسبة لى، لذلك سرعان ما تخليت عن الفكرة»، وتابع: «ثم حدث ما لا يمكن لأحد توقعه حيث اندلع وباء بالفعل، فظهرت الفكرة على السطح مرة أخرى». وأفاد «بريستون» الذى يشغل منصب رئيس نقابة المؤلفين أن مجموعة الكُتّاب الذين وافقوا على المشاركة فى المشروع كانوا يفكرون فى البداية فى عمل قصص قصيرة لكنه رأى أن فكرة ال «ديكاميرون» المعاصرة، التى تتضمن شخصيات من ولاية «نيويورك» عالقون فى المنازل بسبب تفشى جائحة «كوفيد19»، ويتجمعون على السطح كل مساء لسرد القصص لتمضية الوقت ستكون أفضل بكثير، وأوضح أن الحكايات ستتناول شتى المواضيع على غرار ال «ديكاميرون» الأصلية؛ كالحب والجنس والعنف والرعب والتشويق والدراما والصراعات. ووافقت «أتوود» على العمل كمحررة رئيسية للكتاب بعد أن قام «بريستون» بدعوة مجموعة منتقاة من الكُتّاب من مختلف مجالات الكتابة للمساهمة فى مشروعه، وقال: «لقد اندهشت من عدد المؤلفين الذين تحمسوا الفكرة وأرادوا المشاركة»، وأضاف: «تعد الرواية نوعا من أنواع الاحتجاج على العُرف السائد الذى يميل لتقسيم الثقافة الأدبية المعاصرة حسب جنسية الكاتب»، وأكد أن القصص خفيفة ومسلية. وتابع: «لا أعتقد أن مثل هذه المجموعة الانتقائية من المؤلفين، أو الأعمال، قد تم جمعها معًا فى عمل واحد مثل هذا من قبل». وقالت «أتوود» إن الشخصيات التى صممها المؤلفون تملك رصيدا هائلا من الحكايات أثناء الوباء بالإضافة إلى الأحداث الحياتية العادية، وأضافت أن الشخصيات فى بعض الأحيان تدخل فى مناقشات أو مناظرات أو مشاجرات صريحة مع بعضها البعض، ثم ما تلبث أن تعود للنقاش الهادئ مرة أخرى من خلال حبكة أدبية قوية. وكشف «بريستون» عن أنه لن يقوم بالإعلان عن أسماء الكُتّاب المشاركين فى كتابة القصص حتى نشرها، كما لن يتمكن القارى من معرفة أى كاتب قام بكتابة أى فصل حتى يصل للصفحة الأخيرة، وقال: «قراءة الكتاب ستكون لعبة تخمين أدبية ممتعة، كما أنها ستحطم أصنام الشهرة؛ حيث تمكِّن القارئ من الاستمتاع بقراءة النص دون معرفة إن كان صاحبه كاتبا مشهورا أم لا»، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية.