ويلات الديون فى دبى العالمية هى أحدث ضربة توجه لسوق العقارات الإماراتية. ولكن حكاية انحدار عقارات دبى حكاية طويلة بالفعل، حيث تعود إلى أصولها إلى انهيار ليمان براذرز فى العام الماضى. وقد كان هناك إجماع بين المحللين مؤخرا على أن الأحداث الأخيرة سوف تزيد من تفاقم ما تعانيه السوق من مصاعب بالفعل. قال شين جاردنر رئيس أبحاث الشرق الأوسط فى مورجان ستانلى بدبى: «أرى أن الأيام القليلة الأخيرة خلقت اتجاها سلبيّا آخر فى السوق. صحيح أن الرهن العقارى كان منخفضا، ولكن الذين كانوا يتحدثون عن بعض العلامات المبكرة للاستقرار يرون أن ما حدث سوف يربك العملية». وكانت هذه المشكلة فى قطاع دبى العقارى تعتمل منذ وقت طويل. فقبل عام قالت أملاك وتمويل، وهما شركتا تمويل عقارى متعثرتان قادتا خلق فقاعة الإمارات العقارية، إنهما سوف تندمجان، وهو ما لم يتم حتى الآن. كما أنهما لم تستأنفا الإقراض منذ ذلك الحين. وبعد ذلك، وخلال الصيف، أعلنت إعمار، وهى شركة تنمية عقارية مدرجة فى البورصة، عن اندماج آخر لم يتم مع شركات تنمية عقارية أقل جودة من حيث إدارتها هى دبى للعقارات وسما دبى وتطوير، وهى شركة التنمية العقارية التى تقف وراء مدينة ملاهى دبى لاند. وهى من بين ضحايا أزمة العقارات التى شهدت انهيار الأسعار الهائل بالنسبة للعقارات التجارية والمنزلية بنسبة 50 بالمائة على الأقل. وسط الاحتجاج بشأن رد قيمة صكوك قيمتها 4 مليارات دولار واجبة السداد فى الشهر المقبل، تعرض نخيل، وهى شركة تابعة لدبى وورلد، على المستثمرين الذين قاموا بالشراء على الخرائط عقارات بديلة. وقد انتهت بالفعل من واحدة من ثلاث جزر نخيل، وهى نخلة جميرة، ولكن بقية الجزر إما معلق العمل فيها أو أُلغى بالفعل. مازال المستقبل غير معروف على وجه التأكيد. قالت كولييرز انترناشونال فى تقرير لها هذا الشهر إن أسعار المنازل ارتفعت بنسبة 7 بالمائة فى الربع الثالث. ولكن إيان ألبرت، المدير الإدارى، حذر من أنه ليس من الحكمة الأخذ بأرقام فترة واحدة. كما قال إن بعض المؤسسات المالية التى تتطلع إلى إمكانية العودة سوف تُحبط الآن. وقال السيد ألبرت: «الخوف الآن من أن البنوك ستضطر لوضع شروط إضافية». أكثر التقديرات تحفظا يجهل عدد المعروض من المنازل الجديدة الواردة إلى السوق على مدى العامين المقبلين 40 ألفا. وهذا أمر غاية فى السوء، ولكن طبقا لتقديرات أخرى، فإن حوالى 25 بالمائة من الوحدات السكنية فى الإمارات خالية. وقال نيكولاس ماكلين من سى بى ريتشارد إليس إنه لا يزال هناك طلب على المساحات التجارية فى مناطق دبى الممتازة مثل طريق الشيخ زايد وأن المدينة لا تزال ميناء التوقف الأول بالنسبة للأعمال التى تبحث خدمة المنطقة الأوسع. ولكنه حذر من أنه من غير المرجح أن تكون المناطق البعيدة قد شهدت الأسوأ. كانت الأمور تتحسن. ففى سبتمبر افتتحت دبى المرحلة الأولى من شبكة المترو بها، وهى الخط الأحمر الذى يربط جبل على فى الشمال بخور دبى فى الجنوب. ويجرى حاليا الانتهاء من ثانى محطة لمعالجة الصرف الصحى. كما اكتمل مبنى الركاب 3 فى المطار الدولى، ومن المقرر افتتاح برج دبى وهو أعلى مبنى فى العالم، مع تأخير طفيف، فى العام الجديد. ولكن سعود مسعود من يو بى إس قال إن هبوطا شديدا بنسبة 70 بالمائة فى أسعار العقارات، وهو ما تنبأ به للنصف الثانى من عام 2011، سوف يعجل به الآن. وأضاف السيد مسعود: «إذا حدث هذا الشىء بالشكل الذى يخشى كثيرون أن يحدث به، فإن ذلك قد يحدث خلال ستة أشهر أو تسعة أشهر». FINANCIAL TIMES