أكتب هذه السطور بعد التداعيات المأساوية للمباراة الفاصلة بين مصر والجزائر فى الخرطوم، وقد خطر لى بهذه المناسبة أن أتناول من زاوية مختلفة، هى الزاوية الفنية، تحليل ما جرى فأتعرض لأبرز الأعمال السينمائية التى تناولت الساحرة المستديرة. أشهر هذه الأعمال وأفضلها فى نظرى فيلم (الهروب إلى النصر) وهو إنتاج بريطانى عام 1981 وقام ببطولته العديد من أساطير الكرة مثل (بيليه) الجوهرة السمراء و(بوبى مور) معشوق الجماهير البريطانية و(أوسفالدو أرديلس) الساحر الأرجنتينى، بالإضافة إلى (سيلفيستر ستالونى) نجم هوليوود والسير (مايكل كين) الممثل الإنجليزى المخضرم. وكانت تدور أحداث الفيلم حول مباراة كرة أقيمت بين الفريق القومى الألمانى ومساجين حرب أثناء الاحتلال النازى لفرنسا. وعُدت مشاهد الكرة أفضل ما فى الفيلم وأمتعه بسبب المهارات الفائقة التى يتمتع بها (بيليه) ورفاقه. وعلى الجانب الآخر، ونظرا لقدرات (ستالونى) الكروية المتواضعة، لم يجد مخرج الفيلم بدًا من جعله يقوم بدور حارس مرمى فريق المساجين. كما أتذكر أيضًا فيلم (حولها مثل بيكهام) الذى تناول قصة فتاة هندية تفر من أهلها المتعصبين لتحترف لعب كرة القدم فى ألمانيا. والجدير بالذكر أن هذا الفيلم كان بمثابة بوابة النجومية للممثلة البريطانية المراهقة آنذاك (كييرا نايتلى)، حيث قامت بعده ببطولة العديد من الأفلام المهمة مثل سلسلة (قراصنة الكاريبى) و(التكفير). ومن (آسيا) هناك فيلم (كره شاولين) وهو إنتاج (هونج كونج) عام 2001 ويحسب لهذا العمل تضمنه العديد من المشاهد شديدة الابتكار، حيث مزج فيها (ستيفن شاو) مخرج الفيلم وبطله بين مهارات الكرة وفنون (الكونغ فو). وحديثًا تم إنتاج ثلاثية (جول) التى تابعت رحلة صعود فتى منذ أن كان يلعب الكرة فى أزقة المكسيك حتى احترافه بأكبر أندية أوروبا. وبسبب كونها اللعبة الشعبية الأولى، قام العديد من المخرجين المصريين بإنتاج أعمال تتناول أسرار عالم الكرة وخباياها. فهناك بالطبع فيلم (غريب فى بيتى) من إخراج (سمير سيف). وهناك فيلم يا رب ولد الذى قام ببطولته (اكرامى) حارس مرمى الأهلى الشهير. ومنذ بضعة أشهر تم عرض فيلم (العالمى) الذى أكد أن السينما هى أفضل محاكاة للواقع، فقد تنبأ بانحسار فرصة الصعود إلى المونديال فى كل من مصر والجزائر. و هناك الفيلم الكوميدى 4-2-4 من بطولة (سمير غانم) و(نجاح الموجى) و(يونس شلبى) الذى كان يقوم فيه البطل بدور شاب يحاول انتشال النادى الذى ورثه عن والده من محنته. وفى إطار محاولاته الحثيثة لإنقاذ ناديه، قام الشاب بالاستعانة بأرواح عظماء الكرة من أمثال (بوشكاش)، لعلهم يساعدون لاعبى فريقه على الأداء بشكل أفضل. وبالرجوع إلى مباراة مصر والجزائر، وعلى العكس من فيلم (العالمى)، حاد واقعنا المرير عن السينما وانحرف عنها. فبدلاً من استلهام مشاهير الكرة، قام إعلاميو الوطن العربى وجماهيره باستحضار أطياف (بروس لى) و(أرنولد شوارزينجر) ليتمكنوا من الفتك ببعضهم البعض وايذاء أوطانهم أبلغ الأذى.