القول المعروف «مصائب قوم عند قوم فوائد» هو أبلغ توصيف لما يعيشه سوق الغناء هذه الأيام وخصوصا بعدما أُعلنت حالة التأهب القصوى فى شركة روتانا الأكبر والأضخم فى هذا العالم والتى ظلت تتباهى بأنها صاحبة المائة وخمسين مطربا وأنها تنتج ألبوما غنائيا كل 6 أيام وتصور فيديو كليب كل ثلاثة أيام. وفى مفاجأة توقعها كثيرون يثار الآن العديد من الأقاويل حول «قائمة سوداء» تضم نحو 45 فنانا من مطربى الشركة سوف يتم فسخ تعاقداتهم أو عدم التجديد معهم لتقليل الخسائر حسبما اشترطه الشريك الجديد فى روتانا وهو الملياردير اليهودى روبرت ميردوخ فى مؤسسة «نيوزكورب» وهى المؤسسة التى تملك كبريات وسائل الإعلام فى العالم ومنها «الصنداى تايمز» وشبكة قنوات فوكس وناشيونال جيوجرافيك وغيرها من المؤسسات الإعلامية فى العالم.. وكانت روتانا قد دخلت فى مفاوضات مع هذه المؤسسة منذ عام 2006 وسيبدأ تفعيل الشراكة مع بداية العام الجديد على تملك نيوزكورب 20٪ من روتانا لمدة عام ونصف العام وبعدها يكون من حقها زيادة حصتها أو انتقاصها حسب سير العمل والأرباح. وكانت أهم الخطوات التى أعلن عنها إعادة هيكلة مؤسسة روتانا بشكل عام بقنواتها بشركاتها وموظفيها ومكاتبها فى العالم ولكن ما يخصنا هو روتانا للصوتيات والمرئيات وهى الشركة المسيطرة على مستقبل 150 مطربا هم بلا مبالغة الأهم فى العالم العربى كله. وبدأ الحديث عمن سيتم استبعادهم وعن القائمة السوداء التى يتم إعدادها الآن ولم ينف سالم الهندى الرجل الأول فى روتانا مسألة القائمة السوداء واكتفى بالقول «أرجو أن نرجئ الحديث عن القائمة السوداء قليلا وسنتحدث عنها فى حينها». ومع مصائب روتانا ومطربيها ستزيد فوائد شركات الكاسيت الأخرى فالمطربون المستبعدون من روتانا لن يجلسوا فى بيوتهم وإنما سيذهبون لهذه الشركات وهذا ما بدأ بالفعل، فبعد ان رفضت لطيفة الاستمرار مع روتانا وفق المعايير الجديدة ذهبت إلى شركة بلاتينيوم ريكود وكذلك نوال الزغبى التى استقبلتها روتانا قبل عامين بالورود والأفراح بعد انفصالها عن محسن جابر إلا أنها تركت الشركة لتوقع مع ميلودى ومن قبلها رامى عياش. كما أعلنت أصالة انفصالها عن روتانا ورفضها شروط الشركة لتوقيع العقد، ومن جانبه صرح الهندى بأنه لن يقبل بعودة هؤلاء المطربات مرة أخرى حتى ولو لم يتقاضين أجرا من الشركة، وذهبت أصالة للعمل من خلال شركة زوجها طارق العريان. وهناك شركات كثيرة داخل سوق الكاسيت تنتظر بفارغ الصبر إعلان روتانا للقائمة السوداء لتبدأ فى التفاوض مع كل من ستتضمنهم القائمة وليس فى مصر وحدها ولكن فى الخليج ولبنان والمغرب العربى فالقائمة لن تبقى إلا من ترى روتانا أنهم يحققون أرباحا. وتناثرت أخبار من داخل الشركة عن أن أسس التقييم تعتمد على عدة معايير أهمها تحقيق المطرب لنجاح على مستوى الحفلات لأن سياسة الشركة تتجه الآن إلى التعاقد على إدارة الأعمال والإنتاج والحصول على نسبة من عائدات الحفلات. ومن سيبقى فى روتانا سيتم تقسيمهم إلى ثلاث فئات الفئة الأولى هم كبار النجوم الذين يحققون أرباحا أمثال عمرو دياب ونجوى كرم والفئة الثانية وهم من سيتم التعامل معهم فى إدارة أعمالهم فقط، أما الفئة الثالثة فهم الشباب الذين يتوقع أن يحققوا أرباحا خلال الأعوام القليلة المقبلة. والأهم ان بعض من لن تتضمنهم القائمة السوداء وتبقى عليهم روتانا لن يبقوا هم على روتانا بسبب عدم موافقتهم على الشروط الجديدة ومن أبرز الأسماء المرشحة لأن تغادر روتانا بإرادتها المطربة أنغام وشيرين وصابر الرباعى وفضل شاكر وعاصى الحلانى وغيرهم من نجوم الصف الأول الذين كانوا مدللين فى روتانا أو الذين تركوا شركاتهم من اجلها. وهذا ما يعنى أن بعض الشركات ستعود مرة أخرى للإنتاج الكثيف وخصوصا الشركات المصرية عالم الفن وجودنيوز وفرى ميوزيك فهى المستقبل للمستبعدين من روتانا وخصوصا من الشباب فهناك عدد من المطربات المصريات يواجهن صعوبات فى روتانا مثل مى كساب وزيزى عادل وياسمين وأميرة أحمد وستكون وجهتهن بعد إعادة الهيكلة إلى شركات مصرية لأن الشركات الخليجية لن تقبل على المطربين الشباب وهو ما يعنى أن سوق الكاسيت ستدخل مرحلة جديدة مع بداية عام 2010.