وسط مظاهرات فى عدد من دول العالم النامى والمتقدم، تبدأ أعمال مؤتمر الأممالمتحدة للتغيرات المناخية والذى تستضيفه العاصمة الدنماركية كوبنهاجن اليوم، وذلك فى إطار مساعى التوصل إلى اتفاق ملزم للجميع للحد من الانبعاثات الضارة، والذى يحل محل بروتوكول كيوتو الذى ينتهى العمل به فى عام 2012. وتركز طلبات المتظاهرين على دفع الدول المتقدمة لفاتورة تلويثها للبيئة، ففى بريطانيا رفع متظاهرون من منظمات المجتمع المدنى لافتات تطالب تلك الدول بعدم دفع الدول النامية إلى تحمل أعباء فاتورة التقدم الصناعى. وهذا هو نفس الموقف الذى تتبناه الدول النامية التى ستحضر المؤتمر خاصة التى أصبحت قوى اقتصادية لها ثقل على الساحة العالمية، وعلى رأسها الصين والهند والبرازيل، بالإضافة إلى بعض الدول الأفريقية والعربية مثل جنوب أفريقيا والسودان، وستعمل على حث الدول المتقدمة لمنح التمويل والتكنولوجيا المناسبين لمساعدة الدول النامية لمحاربة ارتفاع درجة الحرارة. ورغم مساعى الصين، إلا أنها ترى أن أى اتفاق سيتم التوصل إليه فى مؤتمر كوبنهاجن لن يحدث إلا تطورا محدودا فى مساعى الحد من أضرار التلوث الناجم عن استخدام مصادر الطاقة الملوثة للبيئة. وقال يو كوينجاتى المبعوث الخاص للصين فى المؤتمر، «إن مفتاح المشكلة فى مؤتمر كوبنهاجن لا يتمثل فيما نتحدث عنه ولكن ما سنفعله، وإذا لم نستطع تنفيذ ما نتفق عليه فلن نشهد مستقبلا مشرقا». ومع ذلك ترفض الصين التوقيع على اتفاق خفض الانبعاثات الضارة إلا أن كوينجاتى اتهم الدول النامية بعدم الوفاء بالتزاماتها ناحية بروتوكول كيوتو. وتعد الصين من أكبر الدول التى تقذف مصانعها انبعاثات ضارة، إلا أن مبعوثها فى المؤتمر يقول إنها لا ترقى إلى مستوى الدول المتقدمة، حيث إن معدل الانبعاثات الصينية لا يتجاوز ثلث أو خمس ما يخرج من الدول المتقدمة. وأضاف كوينجاتى أن الدول المتقدمة لم تلتزم أيضا بتمويل المشروعات التى تهدف إلى التحول إلى التكنولوجيا النظيفة، بدليل أن خفض الانبعاثات الضارة لم يشهد إلا قليلا من التقدم، رغم أن البروتوكول تم توقيعه قبل عدة سنوات (أطلق البروتوكول عام 1997، ووقعته 37 دولة حتى الآن). وتشير الإحصاءات إلى أن الدول الأوروبية التى وقعت على البروتوكول حاولت طوال السنوات الماضية التحايل على القوانين التى سنتها لمحاربة التلوث الصناعى عبر نقل الاستثمارات الملوثة للبيئة إلى كثير من الدول النامية، وبنظرة إلى مصانع الأسمنت فى مصر يتم اكتشاف أن معظمها أوروبية. وكانت الولاياتالمتحدة قد اتخذت موقفا مماثلا للصين من بروتوكول كيوتو قبل عدة سنوات، ورفضت التوقيع عليه خشية التأثير سلبا على صناعتها ورفاهية شعبها، إلا أن تقريرا حديثا تم نشره فى عدة صحف حذر أمريكا من الفيضانات وارتفاع درجة الحرارة نتيجة لتغيرات المناخ. وقال إن أمريكا التى رفضت من قبل التوقيع على بروتوكول كيوتو بحجة أنه سيؤثر على ترسانتها الصناعية، تعد من المتضررين بشدة من تدهور المناخ، فبعد 30 عاما من تلويث المصانع الامريكية للبيئة، بدأت تجتاح الولايات المختلفة ظواهر طبيعية مدمرة، مثل ارتفاع مستوى النهر وارتفاع درجة حرارة موسم الصيف عن المعتاد.