التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 17 وظيفة بمصلحة الطب الشرعي    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 في مصر للقطاعين العام والخاص.. هل تم تحديده رسميًا؟    الطماطم ب 22 جنيها.. أسعار الخضروات اليوم في أسواق المنيا اليوم الاثنين    «الحكومة»: قفزة قياسية في تحويلات المصريين العاملين بالخارج    وزير الإنتاج الحربي يستقبل السفير الأرميني لبحث أوجه التعاون المشترك    «منها عدم وجود أي دور لقطر في غزة».. 6 خطوط حمراء ستناقش في البيت الأبيض لإنهاء الحرب    ليفربول ضد كريستال بالاس.. مواعيد مباريات الدور الرابع لكأس الرابطة    القبض على 12 مسجلا خطرا بتهمة استغلال 15 طفلا في أعمال خارجة عن القانون في القاهرة    ضبط قضايا اتجار بالعملات الأجنبية بقيمة 10 ملايين جنيه بالمحافظات خلال 24 ساعة    آخر تطورات الحالة الصحية للفنان منير مكرم بعد نقله للمستشفى    «القاهرة للطفل العربي» يعلن أسماء أعضاء اللجنة العليا ل دورته الثالثة    ضمن الدور المجتمعي لأجهزة وزارة الداخلية.. «أمن البحر الأحمر» تنظم حملة للتبرع بالدم    «الرعاية الصحية» تدشن أول وحدة متكاملة للتخاطب والتأهيل النفسي والتكامل الحسي بجنوب سيناء    لترشيد الكهرباء.. تحرير 113 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق خلال 24 ساعة    عاصفة بوالوي تودي بحياة ما لا يقل عن 12 شخصا في فيتنام    سعر الدينار الكويتى اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 بمنتصف التعاملات    معسكر الزمالك للقمة.. جلسات مكثفة للجهاز الفني مع اللاعبين    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام الدحيل بدوري أبطال آسيا    أليجري بعد الفوز على نابولي: روح ميلان كانت رائعة.. ومودريتش يلعب بذكاء    تشكيل الهلال المتوقع لمواجهة ناساف في دوري أبطال آسيا    سعر الدينار الكويتي اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 أمام الجنيه    شعبة النقل: محطة سفاجا 2 تستعد لاستقبال 2 مليون حاوية و7 ملايين طن بضائع سنويا    إصابة 13 شخصا في حادث تصادم سيارة أجرة وملاكي بالفيوم    ضبط شخص لإدارته ناديا صحيا واستغلاله فى ممارسة الأعمال المنافية للآداب بالقاهرة    المدير التنفيذي لصندوق دعم مشروعات الجمعيات: نفتح شراكة جديدة مع القطاع الخاص ونعزز دور المجتمع الأهلي    مجلس جامعة بني سويف يقرر تنظيم دورة عن الذكاء الاصطناعي بكلية الآداب    الأهلى والزمالك.. كتب تحدثت عن قطبى الكرة المصرية    من القاهرة إلى الصعيد.. الثقافة تعيد إحياء مسرح العرائس لمواجهة الألعاب الإلكترونية    سفير النرويج بالقاهرة: مكتبة الإسكندرية أيقونة حضارية ومنارة للعلم    دار الإفتاء توضح حكم ممارسة كرة القدم ومشاهدتها وتشجيع الفرق بها    إعلان نتائج اختبارات المعاهد الفنية للالتحاق بالجامعات للعام الجامعي 2025 / 2026    كوريا الشمالية والصين تتوصلان إلى توافق تام حول القضايا الدولية والإقليمية    رئيس المجلس الأوروبي: مولدوفا اختارت أوروبا على روسيا في الانتخابات    الصحة: 5500 متبرع بالدم خلال 4 أيام لدعم مرضى سرطان الدم ضمن الحملة القومية    مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يكشف عن جوائز دورته السادسة    متحدث مستشفى شهداء الأقصى: المرضى بغزة أصبحوا هياكل عظمية    الانتهاء من إصلاح كسر في خطوط مياه الشرب بمدينة طور سيناء وعودة ضخ المياه    الحوثيون يعلنون تنفيذ عمليات نوعية على أهداف للاحتلال    أندية وادى دجلة تواصل حصد الإنجازات الرياضية الدولية في مختلف الألعاب    طقس الإسكندرية اليوم: أجواء خريفية وحرارة عظمى 30 درجة    الأزهر للفتوى قبل لقاء القمة : التعصب الرياضي والسب حرام شرعا    «الداخلية» تنفي مزاعم إضراب نزلاء أحد مراكز الإصلاح: «أكاذيب إخوانية»    «الأمن» يحدد المحظورات في «مباراة القمة».. وتشديدات لمنع الشماريخ والليزر    غرق السودان يكشف خداع إثيوبيا، وخبير مائي: فيضانات سد النهضة خطيرة وغير طبيعية    رئيس البرلمان الإيراني: الغرب أساء استخدام المفاوضات لتفكيك قدرات طهران الصاروخية    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 في بورسعيد    السكة الحديد تعتذر عن خروج عربات قطار عن القضبان.. وتؤكد: عودة الحركة كاملة خلال ساعات    قبل روجينا في «مفاجآت سارة».. نجوم شاركوا ب أعمال من توقيعات أبنائهم المخرجين    هل كل الأطعمة تحتاج إلى إضافة الملح لإكسابها نكهة أفضل؟.. «الصحة» توضح    موعد إجازة نصف العام لطلاب المدارس تبدأ 24 يناير وتنتهى 5 فبراير 2026    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 29-9-2025 في محافظة الدقهلية    مواعيد مباريات اليوم في دوري أبطال آسيا والقنوات الناقلة    أسعار اللحوم اليوم الاثنين 29-9-2025 في الدقهلية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-9-2025 في محافظة الأقصر    142 يومًا تفصلنا عن شهر رمضان المبارك 2026    رئيس محكمة النقض يستقبل عميد حقوق الإسكندرية لتهنئته بالمنصب    في الذكرى ال55 لرحيله.. مؤلفات جمال عبد الناصر بين الأدب والسياسة    الأربعاء.. مجلس النواب يبحث اعتراض رئيس الجمهورية على قانون الإجراءات الجنائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدلتا تغرق فى متر ماء
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 12 - 2009

يتوقع الخبراء أن تفقد مصر 20٪ من مساحة الدلتا خلال المائة عام المقبلة، لو ارتفع مستوى مياه البحر المتوسط لمتر واحد فقط، وربما يحدث ذلك بحلول عام 2100
«مصر واحدة من خمس دول هى أكثر الدول تعرضا للآثار السلبية للتغيرات المناخية فى العالم، سواء بارتفاع سطح البحر أو غرق أجزاء من الدلتا وما يعكسه كل ذلك من أضرار اجتماعية واقتصادية، ورغم ذلك فإن قضية تغير المناخ لم تؤخذ بجدية بعد فى مصر».
د. منال البطران، أستاذ التخطيط العمرانى والإقليمى بالمركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، تقول فى دراستها عن «أثر تغير المناخ على مصر» إن ارتفاع سطح البحر الأبيض بمقدار نصف متر، سوف يؤدى الى غرق مساحة كبيرة من الأراضى الساحلية لدلتا النيل.
الوجه البحرى يطرد سكانه
وكان تقرير صدر عن اللجنة الحكومية للتغير المناخى التى يرأسها نائب الرئيس الأمريكى الأسبق آل جور، ونشرته صحيفة الجارديان البريطانية مؤخرا، قد وضع دلتا مصر بين أكثر ثلاث مناطق فى العالم معرضة للغرق بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار نتيجة ذوبان الجليد من القطبين نظرا لارتفاع حرارة كوكب الأرض. وأشار التقرير إلى أن أكثر السيناريوهات تفاؤلا تحذر من أن غرق مساحات واسعة من الدلتا التى تعد واحدة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية سيؤدى إلى هجرة ملايين المصريين منها.
وتوقع الخبراء أن تفقد مصر 20% من مساحة الدلتا خلال المائة عام المقبلة، فى حال ارتفع مستوى مياه البحر المتوسط لمتر واحد فقط. أما السيناريو الأكثر تشاؤما فهو زيادة مستوى البحر لحده الأقصى المتوقع وهو 14 مترا، مما يعنى غرق الدلتا بالكامل ووصول البحر المتوسط للضواحى الشمالية للقاهرة.
الإسكندرية تفقد نصف مساحتها
أكثر المناطق تأثرا هى مناطق محافظتى الإسكندرية وبورسعيد والبحيرة وكفرالشيخ وجنوب البرلس وجنوب المنزلة على البحر المتوسط.
وحيث إن مدينة الإسكندرية وهى من أقدم المدن على ساحل البحر الأبيض، ومن أهم المدن السياحية والصناعية والتجارية، والتى تمتد على طول الساحل بنحو 60 كيلو مترا اعتبارا من خليج أبى قير شرقا إلى سيدى كرير غربا، ويتركز فيها نحو 40% من الصناعات المصرية، هى أكثر المدن تضررا من ارتفاع منسوب سطح البحر، فقد قام معهد الدراسات العليا بجامعة الإسكندرية بدراسة تفصيلية بمشاركة معهد بحوث حماية الشواطئ لتقييم الآثار المترتبة على ارتفاع سطح البحر فى المحافظة، وذلك باستخدام تكنولوجيا الاستشعار عن البعد وقواعد المعلومات الجغرافية بالإضافة إلى القياسات والبيانات الأرضية المتاحة.
وقد أوضحت السيناريوهات المصممة بناء على المعلومات المتاحة أن زيادة فى منسوب سطح البحر بمقدار 50 سنتيمترا، فى حالة عدم القيام بأى إجراء حماية للمناطق الساحلية المنخفضة عن سطح البحر أو سد للمنافذ المؤدية إليها، سوف يترتب عليها فقدان نحو 51% من جملة مساحة محافظة الإسكندرية، و48% من المواقع الأثرية، و20% من الأسواق التجارية، و90% من جملة الأراضى الزراعية بالمحافظة، و65% من جملة المصانع بالمحافظة. كما يترتب عن هذه الأضرار تشريد 1.5 مليون شخص فى الإسكندرية وحدها، كذلك فقدان نحو مائتى ألف وظيفة بحلول منتصف القرن، كما سيخسر القطاع السياحى نحو 55% من حجمه الحالى.
الملح والجفاف يهاجمان محافظات الشمال
وتلفت الدراسة النظر إلى أنه ربما يكون من المفيد فى بعض المواقع أن تستغل المناطق التى سيغرقها ارتفاع سطح البحر فى إنشاء المزارع السمكية بدلا من حمايتها، كما تؤكد أيضا على ضرورة تكرار مثل هذه الدراسة على محافظات البحيرة كفر الشيخ الدقهلية دمياط بورسعيد الإسماعيلية سيناء الشمالية والجنوبية السويس باستخدام أحدث الإمكانيات والبيانات الحديثة. وذلك حتى يمكن الحصول على صورة تفصيلية واضحة عن التأثيرات المتوقعة على جميع المناطق الساحلية وتحديد الاستغلال المناسب لاستخدام الأراضى فيها.
وهكذا تؤكد د. منال البطران أن تأثير التغيرات المناخية على شمال الدلتا أمر لا مفر منه، مشيرة إلى أن السيناريوهات المصممة بمعرفة «اللجنة الدولية الحكومية للتغيرات المناخية»، والمؤسسات البحثية الأخرى تدل على أن النطاق الساحلى فى مصر يقع ضمن مناطق الخطر الكبرى التى سينالها النصيب الأكبر من التغييرات المناخية فى العالم، ويمتد هذا النطاق الساحلى نحو 3500 كيلو متر طولا بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ويضم نحو 40% من عدد سكان مصر، والغالبية العظمى من هؤلاء السكان يتمركزون فى عدد صغير من المدن المطلة على السواحل مثل الإسكندرية وبورسعيد ودمياط ورشيد والسويس. وهذا النطاق الساحلى ذو أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية؛ فهو يضم نحو 80% من الصناعات المصرية.
وتتجسد خطورة التغيرات المناخية على مصر بصورة أوضح فى النطاق الساحلى الممتد شمال دلتا النيل بين بورسعيد شرقا والإسكندرية غربا، فهذا النطاق هو الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية وأهمها ارتفاع منسوب سطح البحر، نظرا لانخفاض سطحه من ناحية، وطبيعة تربته من ناحية أخرى، فهو يمثل القوس الشمالى لدلتا نهر النيل. وأراضى الدلتا هى أراض طينية رطبة، تتميز بوفرة المياه الجوفية بالقرب من السطح، وقابليتها للانخفاض المستمر بمرور الزمن.
وكما تضيف البطران، فإن الدراسات الحديثة فى مصر تؤكد أن أجزاء من أراضى الدلتا الواقعة حول البحيرات قد تملحت بالفعل، وأن مياه البحر قد تخللت التربة فى الأجزاء الشمالية من الدلتا مما قلل من كفاءة ونوعية المياه الجوفية هذا بالإضافة إلى عمليات التجريف التى أحدثتها يد الإنسان والتى أدت إلى تقليص المساحة المنزرعة.
حماية الشواطئ من النحر
أنسب الحلول فى الوقت الحالى هو التغذية الصناعية الدورية للشواطئ لحمايتها من النحر والارتفاع المتوقع لسطح البحر وقد تم سابقا إجراء هذه التغذية فى الإسكندرية وحساب تكلفتها.
ويلاحظ أن التغذية الصناعية سوف تحمى المنطقة من غرق المناطق المنخفضة فى جنوب المحافظة ولكنها لن تمنع الزيادة المتوقعة فى تغلغل المياه المالحة وارتفاع مستوى المياه الجوفية وامتداد تملح الأراضى وتطبيلها وفقدان إنتاجيتها تدريجيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.