يُقال إن الخيال غالبا ما يكون أجمل من الحقيقة. لكن، كيف لو تحول الخيال إلى حقيقة؟ هذا ما فعله "شريف مهدي"، الذي أتقن فن الرسم على الجداريات، حتى استطاع نسج لوحات بديعة من الخيال تظهر لمن يشاهدها كما لو كانت حقيقية وملموسة، بينما في الواقع ليست سوى صورة. تداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة ل"شريف" خلال رسم أحدث جدارياته، وهي عبارة عن إطار بارز يزين تجويف حائط، يحمل بداخله زهرية زرقاء من الورود. الغريب هو أن الزهرية بدت للبعض ضمن أثاث المنزل بسبب ظلالها الموجودة على الحائط، لكنها في الحقيقة ليست سوى صورة رُسِمت باتقان بالغ ضمن فن الخداع البصري. يقول "شريف" من القاهرة، ل"الشروق"، إن الإطار البارز هو حقيقي ومصنوع من الجبس، لكن الزهرية والتجويف رسمة بالظل ضمن الخداع البصري، "استغرقت 4 أيام، واستخدمت خلالها ألوان الإكريليك". اكتشف شريف موهبته في الرسم منذ كان طفلا يبلغ من العمر 8 سنوات: "والدي لم يكن رساما ولا فنانا، فقد كان هاويا يحب شراء الرسومات، وكنت أنبهر به في طفولتي عندما أشاهده يعلق اللوحات على الحائط في منزل جدتي، ومن هنا بدأ تعلقي بالرسم". خاض شريف أولى محاولاته للرسم، باستخدام قلم رصاص وورقة بيضاء: "تحول الرسم لهوايتي المفضلة بفضل تشجيع والدي، فأصبحت أرسم بالألوان الخشبية بعد القلم الرصاص، ثم تطور الأمر لفرشاة وألوان مائية رسمت بها شخصيات معروفة، حتى التحقت بكلية الفنون الجميلة وصولا لما أنا عليه الآن". وأضاف شريف، أنه دخل مجال الرسم في عام 1999، عندما تعرف على أحد العاملين في المجال وعمل معه، ثم بعدها استقل بذاته بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة بالجيزة دفعة 2001. يستوحي شريف أفكار رسوماته الجدارية من رؤيته البصرية: "الرسام لابد أن يحظى بعين لماحة لما حوله؛ حتى يستطيع إنجاز تصميم جميل يناسب طبيعة المكان وذوق الزبائن، فمثلا دائما ما أجري معاينة للمكان والعناصر المحيطة به حتى تتناسب الجدارية مع طبيعة المكان وذوق العميل سواء في الفيلات أو الشقق". أنجز شريف جداريات كثيرة لأشخاص عديدة، بينها شخصيات فنية مشهورة وبارزة، بحسب قوله. ولفت شريف إلى أنه يحظى بمتابعة العديد من الأفراد المهتمين بمجال فن الجداريات والخداع البصري حول العالم، مثل إيطاليا وإسبانيا وروسيا وأمريكا: "أغلبهم قال لي إنني أقوم بعمل مختلف عن البقية حول العالم، حتى أن البعض في دول أخرى أصبح يقلد تصميماتي". يقول شريف إن كثرة العمل جعلته محترفا، وأن الاحتراف يستدعي الحب والصبر، موضحا أنه استطاع تحقيق التميز في هذا المجال لأن كل رسام له شخصيته: "أطمح للشهرة والانتشار والوصول للعالمية، وتمثيل مصر في المحافل الدولية".