رحلتى إلى العالمية بطلها فرشة وشوية ألوان وأم كلثوم لا يضايقنى لقب " نقاش " لأن من يعمل فى مجالنا لازم تكون "نفسه حلوة" في إحدى المرات دخل عميل وكنت أقف على السلم وبيدى الفرشة والألوان وقال لى :" الله ينور يا أسطى"
شريف مهدى .. شاب استطاع أن يخطو تجاه العالمية بخطوات ثابتة, لم يعمل بشكل تقليدى ولكنه فكر خارج الصندوق واتخذ من الرسم علي الحوائط طريقا الي الشهرة التي بدأها منذ أن كان طالبا بكلية الفنون الجميلة ، ولم ينتظر حتي التخرج ليبدأ حياته العملية بعد تخرجه في قسم الجرافيك, وفكر أن يعمل بيده حتي يشعر بقيمه لمساته في نفوس الناس وأصبح واحدا من أهم رسامي الديكور باليد ولمساته موجودة داخل أفخم الشقق والقصور والمعارض ، التفاصيل في السطور التالية .
كيف كانت البداية؟ تخرجت في كلية الفنون الجميلة عام 2001 ومنذ أن كنت في الفرقة الثالثة أى قبل عامين من التخرج, وتحديدا عام 1999, كنت أفكر في عمل استقلالية في عملي بعيدا عن الأجواء النمطية التقليدية والمعتادة لخريجي القسم, وحبي لمجال الرسم جعلني أفضل العمل بنفسي, وطبعا بعدما درست تطوير الجرافيك بداية من الحفر علي الحجر والزنك والخشب , وبالتالي تعرفت علي طريقة عمل الاكلاشيهات وطباعة الالوان ومعرفة أبعادها .
و هل ترسم مباشرة من خيالك أم أن هناك خطوات لاعداد هذه الرسومات وتنفيذها علي الحائط؟ أقوم بتصميم الرسمة أولاً علي الورق وأقوم بطباعتها علي 3 ألوان , وفي كل مرحلة أقوم بطباعة 100 نسخة , وهذا يحدث في الخشب أو الجلد أو الزنك "الاحماض" وبالتالي تعرفت علي الموضع كاملا من الناحية الأكاديمية , وربما قلت جدوي هذه الأمور بعد أن أصبحت البرامج هي الأداة الرائدة في تنفيذ أي رسومات للفنان ولكن التعرف علي أساسيات العمل يختلف ويفرق كثيرا خاصة أنني أحب عمل "الهاند ميد" أو الاعمال اليدوية , لأن الآلة تخرج لنا منتجاً جيداً ولكن الشغل باليد يعطي روحاً مختلفة للعمل.
هل الرسومات وأشكالها تتغيروفقا لمساحة المكان والتي تختلف فيها الشقق عن الفيلات أو القصور الواسعة..أم أنها لا تختلف كثيرا؟ بالطبع تختلف فكلما كانت المساحة واسعة ومصادر الإضاءة فيها كبيرة كلما كان أكثر إبرازا لما أقدمه , وهذا يختلف كثيرا, وانا عامة أحب أن أطور من نفسي فلا أحب أن أكون متكررا في أي عمل أقوم به , وبالتالي ابتعد بقدر الإمكان عن شغل "الاسطبات" أو النماذج الواحدة لأنها تخنق الفكرة والابتكار, ومراحل الشغل التي أقوم بها 5 مراحل أولها التصميم وبعدها الطباعة , وإذا قمت بعمل تصميمات وكررتها سيكون بالنسبة لي من الناحية التجارية مربحا جدا وأقل في الوقت والمجهود, ولكنه سيكون فقيرا.
وما آليات التطوير خاصة وأنت تعمل منذ 17 عاما ولا تعتمد علي التكرار في تصميماتك؟ أهم شيء بالنسبة للفنان الإطلاع فضلا عن أن عين الفنان لازم تسجل اللقطات الجمالية , ومنذ أن كنت طالبا كنت دائم التردد علي المعارض الفنية ومنها معرض الأهرام لبهجوري والطراوي وحضرت العديد من المعارض في المعادي والتحرير والزمالك , فكل هذه المعارض جعلتني أسجل بعيني كل اللمحات التي تعجبني , وحتي الآن ومع استخدام الانترنت أتابع كل المعارض الفنية في العالم كله , ولي صداقات كثيرة صنعتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي .
وهل يمكنك ان تقتبس أعمالا أخري من خلال اطلاعك علي الفنون العالمية ..أم تولد لديك ابتكار جديد من خلال رسوماتك علي الحائط؟ أحاول أتعلم ما يعجبني وما تم التقاطه بعدسة العين أحاول أخزنها وأضيف وأطور بلمستي الخاصة ودائما أطور من نفسي وأعمل تحديثا في الشغل, لأن كل فنان له بصمته الخاصة وألا يتحول من فنان الي نقاش.
هل سمعت أو أطلق عليك أحد الزبائن أنك " نقاش " ؟ كنت في البداية أستغرب لأنني فنان وكلما كان الفنان إحساسه بفنه عال يحب من يقدر هذا الفن, وكانت الكلمة غريبة جدا كلما سمعتها ولكنني لم أهتم لأن مجالنا من يعمل فيه لازم تكون "نفسه حلوة" وهناك من زملائي من كان يفكر أنه درس بالكلية 5 سنوات وحصل علي بكالوريوس وفي الآخر يقف علي السلم يشتغل وهذا تفكيرهم , وأتذكر في إحدى المرات دخل عميل وكنت أقف علي السلم وبيدي الفرشة والألوان وقال لي: " الله ينور يا أسطي", ومع الوقت بدأت أحظي بشهرة وسط الأوساط التي أتعامل معها ويعرفون أنني فنان وخريج كلية الفنون الجميلة, ولم أعد أهتم كثيرا بالالقاب ولكن المهم أنني أقدم عملا متميزا في النهاية, وأنا أحب هذا العمل وأعمل بيدي وأقف علي السلم.
في مصر لدينا طبيعة عملية أكثر...هل هناك من يطلب هذا الفن ويقدره؟ بالتأكيد هناك الكثير ممن يقدرون هذا الفن خاصة أنني اتعامل مع طبقات معينة وبالتالي هذا يسعدني جدا أن أجد قبولا ورواجا فالشغل الذي يتحدث عني وعمل لي اسما في هذا المجال وبصمتي الخاصة, لذا لا أحترم من يقول لي: المتر بكام , لأنني ولكن تقدير الشغل والمجهود يفرق ويختلف كثيرا معي , فربما أصمم لوحة تحتاج مني أربعة أيام مثلا, وأخري قد تتطلب ربع ساعة فقط وبالتالي صعب ان أحدد مبلغا معينا للمتر خاصة أن الخامات المستخدمة تختلف مع كل لوحة فنية .
ما أكثر الصعوبات التي واجهتك خلال فترة عملك مع عملائك؟ نحن شعب يحب اللمسات الخاصة والجميلة وذواق جدا للفن , ولكن أكثر ما يزعجني عندما أتعامل مع العملاء هو أن يشاهد أحدهم عملا لي قمت به في بيت صديق أو قريب له ويقول لي: أنا عايز زي دي, وطبعا أرفض وأقول له أنا ممكن أعمل الروح الموجودة ولكن بما يتناسب مع المكان بتاعك لأن إحداثيات المكان وأبعاده تفرق كثيرا في جو العمل , كما أن ألوان المكان والحوائط والكرانيش والأسقف تختلف كثيرا وبالتالي يكون العامل المؤثر في شغلي, وأنا عامة أحب الالوان الهادئة السادة تساعدني كثيرا علي اختيار مفردات أكثر حيوية للمكان.
وما الفرق بين الزبون المصري والجنسيات الأخري؟ كثيرا من المصريين يعتقدون أن الدهان هو أساس الديكور وأنه يمثل 100% من الجو النفسي للمكان وهذا الأمر خاطىء تماما, فالدهانات مكملة للديكور وبنسبة 30 % فقط , لأن لدينا أجزاء أخري تخلق أجواء مختلفة للمكان مثل النجف والستائر والموبيليا والسجاجيد , والاباليك والاكسسوارات والتابلوهات , وبالتالي أعتمد أن تكون الدهانات خلفية للشغل بتاعي .
وما هي أدواتك لعمل لوحة ابداعية علي الحائط؟ قلم رصاص وفرشة وألوان وشوية ورق والسلوتيب, هى كل أدواتي التي استخدمها في عملي لأصنع لوحة مجسمة من يشاهدها يجب أن يقوم بلمسها ليتأكد أنها ملساء ولكن تفاصيلها يوحي أن لها ابعادا وهذا اكثر مشهد يعجبني عندما أنتهي من عملي .
لكل مهنة مخاطرها.. فما أكثر المخاطر التي تتعرض لها خلال عملك؟ الدكتور منعني من الوقوف علي السلم لأن الفقرة السابعة عندي "متآكلة" , وعندما شاهد الأشعة قال لي أن الفقرة دي لعمر شخص عنده 65 سنة , ومنعني تماما لفترة من الوقوف علي السلم , ولكني أجد سعادتي في العمل بيدي رغم أن لدي فريقا من المساعدين إلا أن متعه العمل وجودته لن تتم الا بيدي, وقد تعرضت من قبل للسقوط من اعلي سقالة بارتفاع دورين , مما أدي الي تركيب شرائح ومسامير, وتعالجت علي أثرها عامين , وكل هذه الأمور كانت وحدها كفيلة أن أبطل شغل , ولكن مسئولياتي كزوج وأب , فضلا عن شغفي الدائم بالشغل جعلني أنزل الي العمل حتي رغم انني كانت رجلي بالجبس ونزلت الي مواقع العمل , وأعتبرها أصعب اللحظات التي مرت علي خلال فترة عملي,وكانت من أصعب الظروف التي مررت بها فترة الثورة وعدم العمل لمدة سنة وكان من الممكن أن أغير مجال شغلي ولكنني ظللت مفضلا الانتظار حتى الأمور تمشي ويتحرك السوق مرة أخري.
وكيف جاءت شهرتك العالمية؟ منذ عامين فقط قررت أن أنشر كل صور أعمالي علي الفيس بوك وأن أنضم لجروبات الرسم ووجدت تعليقات كثيرة من الزملاء والفنانين من دول كثيرة مختلفة وامتدت شهرة أعمالي الي الخارج بعد أن شاهدوا عملي وبدأوا يطلبوني للعمل , وبالفعل سافرت لعمل تصميمات جدارية في قصور عدد من الأمراء في بيروت وبالدول العربية , فضلا عن تصميماتي الموجودة بفلل وقصور كبار رجال الأعمال والمسئولين بالتجمع ومشاهير الفن والكورة , وربما أشهر من قمت بعمل تصميمات لهم أبو تريكية, وهادي خشبة, وبالتالي الفيس بوك كان أحد أهم اسباب شهرتي بعد شغلي طبعا , فهو مفيد جدا في التسويق بلا مجهود.
وما هدفك بعد وصولك الي العالمية ؟ زمان كان هدفي ان أصبح رقم واحد في مصر , والحمد لله تقريبا اقتربت من هذا الهدف , ولا يوجد هيئة أو مسابقة تقيم هذا إلا العمل لذي أقدمه ومدي شهرتي والطلب علي, والحمد لله أصبح عندي هدف أكبر وهو الوصول الي العالمية وأصبح رقم واحد في العالم. #