أمر المحامي العام الأول لنيابة الدخيلة الكلية في الإسكندرية، اليوم الأربعاء، بحبس 3 تلميذات، 16 عامًا، مقيدات بالصف الثالث الإعدادي، 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ لاتهامهن بالتسبب في مقتل إحدى زميلاتهن، وإصابة اثنتين، إحداهن بمرض مُزمِن "فشل كلوي"، بعد تقديم قطع "جاتوه" مُسممة لهن؛ بدافع الغيرة وبغرض عرقلة مسيرة تفوقهن عليهن في الدراسة، مع استمرار تحريات المباحث حول الواقعة. جاء قرار النيابة في أعقاب كشف ضباط وحدة البحث الجنائي بقسم شرطة ثانٍ العامرية، أمس الثلاثاء، النقاب عن ملابسات واقعة تسمم 3 تلميذات ووفاة إحداهن، وتدعى "إسراء ك." متأثرة بحالة تسمم، وأصيبت زميلتها الأخرى بفشل كلوي، فيما نجت الثالثة، رغم مرور عام على الواقعة، حيث تبين أن 3 تلميذات أخريات، دفعتهن الغيرة للتخلص من المجني عليهن قبل الامتحانات. بداية الواقعة كانت مع بلاغ تلقاه مدير أمن الإسكندرية بتاريخ 23 يناير 2020، يفيد بتسمم 3 تلميذات داخل مدرسة أبو بكر الصديق الكائنة في نطاق دائرة قسم شرطة ثانٍ العامرية، وتم نقلهن إلى المستشفى الأميري الجامعي لتلقي العلاج. وبانتقال الشرطة إلى المستشفى للاستماع للمصابتين، أفادتا بأنهُن، وعقب انتهاء اليوم الدراسي، وأثناء استقلال 8 تلميذات مركبة "تروسيكل" للعودة إلى قريتهم، تناول 6 منهن وجبة "جاتوه" وأصيبت 3 تلميذات منهن بحالة إعياء شديد، فتم تحرير محضر بالواقعة، وبإحالته للنيابة العامة، قررت تشريح جثة المتوفية، وسؤال المصابات، وزميلاتهن الأخريات. وجاء في التحقيقات أن الفتيات تناولن وجبة "جاتوه"، وأصبن بعدها بحالة إعياء، ولم يحدد تقرير الطب الشرعي الذي تسلمته النيابة العامة حينها سبب الوفاة بدقة، أو نوع المادة الغريبة المأخوذة من أمعاء المتوفية، فأمرت باستمرار تحريات المباحث حول الواقعة، لبيان ما إذا كان هناك شبهة جنائية وراء الواقعة من عدمه. وأثناء سير التحقيقات وإعادة مناقشة المصابتين وباقي التلميذات اللائي كن تستقلن "التروسيكل" أثناء العودة إلى المنزل، ومدى علاقتهن ببعض، توصلت تحريات المباحث إلى وجود تنافس وغيرة بين الفتيات ال3 الناجيات، وبين المتوفية، وكذلك إحدى المصابات من ناحية أخرى؛ بسبب تفوقهن الدراسي. وباستدعاء إحدى التلميذات التي كانت مصابة، ونجت من الواقعة، وتدعى "شيماء م."، أقرت بأنها و2 من زميلاتها شعُرنّ بالغيرة من المجني عليهن؛ بسبب تفوقهن، فقررن تعطيلهن عن دخول الامتحان، حتى لا يكون بالقرية متفوقات غيرهن، فاتفقت مع زميلاتها "دنيا س."، و"نادية ن." على دس السم في الطعام للتلميذات المتفوقات. وأضافت "شيماء" أنها وقبل الحادث بيوم، توجهت إلى أحد محال تصنيع الحلوى، والكائن في قرية مصطفى كامل التابعة لنطاق دائرة قسم شرطة ثانٍ العامرية، وطلبت من صاحبة المحل إحضار 8 قطع "جاتوه"، وكيس من مادة "لانك" شديدة السمية، ثم وضعته "أخفته" داخل 3 قطع "جاتوه" وحددتها بعلامة، وتركت باقي القطع لتتناولها وصديقاتها، حتى لا يتم اكتشافها. وأوضحت التلميذة أنها وبمجرد استقلال "التروسيكل" أخرجت "الجاتوه" وقدمت لزميلاتها القطع الخالية من السم، وأعطت الأخريات القطع التي حددتها سلفًا، ما أدى إلى إصابتهن بالتسمم، مؤكدة إصابتها هي الأخرى، كون القطعة التي تناولتها لامست إحدى القطع المسممة، لكنها خرجت من المستشفى عقب تلقي العلاج. وأشارت التلميذات المتهمات في التحقيقات، إلى أنهن لم تكن تعرفن أن تصرفهن سيؤدي إلى وفاة زميلتها، وأن كل ما خطر ببالها هي وأصحابها، دار فقط حول رغبتهن في تعطيل زميلاتهن الأخريات عن التفوق عليهن، فتم القبض عليهن، وأحلن إلى النيابة العامة، التي تباشر التحقيق.