زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج و نائبه أحمد معيتيق إلى روما، وتعيين مبعوث خاص إيطالي إلى ليبيا، وأخيراً استقبال القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر وفداً من الحكومة الإيطالية بقيادة رئيس وكالة المعلومات والأمن الخارجي الإيطالية الجنرال جاني كارافيللي، مؤشرات متتالية على تحركات إيطالية نشطة في الملف الليبي. وفي بيان اليوم الخميس، أعلن الجيش الوطني الليبي استقبال المشير خليفة حفتر في مكتبه بمقر القيادة العامة في بنغازي وفداً إيطاليا برئاسة الجنرال جاني كارافيللي، تناول أوجه التعاون وتعزيز العلاقات، فضلا عن سبل التعاون في ملفي مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والإجراءات الواجب اتخاذها من قبل الطرفين لمحاربة هذه الآفات والحد منها. الوفد الإيطالي، بدوره، أكد على دعم إيطاليا الكامل لإستقرار ليبيا ودعم العملية السياسية تمهيداً لإجراء انتخابات في نهاية هذا العام، مؤكداً على دعم جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وتوحيد المؤسسات في ليبيا والجهود التي ترعاها الأممالمتحدة لحل الأزمة. وأثنى حفتر على جهود إيطاليا من أجل الوقوف بجانب الشعب الليبي في حربه ضد الإرهاب وفي دعم استقراره سياسياً واقتصادياً. وكانت العاصمة الإيطالية روما قد استضافت مؤخراً اجتماعات مكثفة بشأن الأزمة الليبية، حيث زار السراج ونائبه أحمد معيتيق روما، وعقدا مشاورات مكثفة مع أعضاء الحكومة الإيطالية، في مسعى إيطالي لتعزيز ودعم الحوار السياسي الليبي. وبشأن الاستراتيجية الإيطالية في الملف الليبي حالياً، قال المحلل السياسي الإيطالي البارز والمستشار الاستراتيجي، دانيلي روفينيتي، في تصريحات ل"الشروق"، إن إيطاليا تريد العودة لدور القيادة في الملف الليبي، معتبرا أن زيارة السراج ومعيتيق إلى روما والوفد الإيطالي لبنغازي كلها أمور تضع إيطاليا في قلب المفاوضات في الملف الليبي. وأضاف روفينيتي أن إيطاليا تدفع المسار السياسي الليبي برعاية الأممالمتحدة، حيث من الضروري توحيد المؤسسات الليبية مثل البنك المركزي، مرجحاً استمرار روما في الحوار مع الشرق والغرب الليبي لتعزيز الحوار الليبي_ الليبي. من ناحيته، عبر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في تصريحات لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية عن الأمل بأن يكون هناك حضور أمريكي أكبر في البحر المتوسط وفي الملف الليبي في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن. وكانت روما قد أبدت ارتياحا بشأن نتيجة تصويت أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي بشأن آليات تعيين كبار الشخصيات في السلطة التنفيذية الموحدة ما سيقود ليبيا إلى انتخابات في ديسمبر المقبل، مشددة على أن الخطوة هذه تعد تطور مهم في المسار السياسي التوافقي لتحقيق الاستقرار في البلاد والمصالحة الوطنية. كونتي أكد أيضاً أمام مجلس الشيوخ الإيطالي هذا الأسبوع أن الاستراتيجية الإيطالية كانت وستكون متسقة مع مصلحة البلاد في تحقيق الاستقرار في البحر المتوسط، مع إيلاء اعتبار خاص لحل سياسي في ليبيا والاحترام الكامل للسيادة الوطنية. وشكل تعيين إيطاليا قبل أسبوع للسفير باسكوالي فيرارا مبعوثا خاصا إلى ليبيا، خطوة تعكس رغبة روما في ممارسة دور نشط في الملف الليبي، لاسيما وأن فكرة تعيين مبعوث خاص كانت رائجة وتصاعد الحديث عنها خلال العام الماضى. ووفقاً لوزارة الخارجية الإيطالية فإن فيرارا سيمثل إيطاليا وسيضمن مشاركتها الكاملة في جميع المبادرات المتعددة الأطراف لدعم العملية السياسية الليبية، بجانب تطوير الاتصالات المناسبة مع اللاعبين المحليين والدوليين الأساسيين الأكثر نشاطا في ليبيا. كما سيعكف على تعزيز التفكير الاستراتيجي سواء في إيطاليا أومع الخبراء الدوليين حول آفاق الاستقرار في ليبيا.