• محمد شعير: مشروع منصورة عز الدين قائم على الثقافة التراثية ناقشت الكاتبة والروائية منصورة عز الدين، أحدث مؤلفاتها الأدبية "بساتين البصرة"، الصادرة عن "دار الشروق"، في حضور مجموعة من المثقفين والقراء في أمسية ثقافية نظمتها مكتبة مصر الجديدة العامة، بالتعاون مع "دار الشروق"، يوم الاثنين.
أدار اللقاء الكاتب الصحفي محمد شعير، الذي استعرض خلال كلمته عوالم الرواية، مشيرًا إلى أن "بساتين البصرة" رواية عن الأحلام، استطاعت الكاتبة أن تمزج فيها بين الشخصيات الواقعية من التراث وشخصيات أخرى متخيلة، وأوضح أن مشروع الروائية منصورة عز الدين قائم على الثقافة التراثية، وهو ما يتضح من مؤلفاتها المختلفة.
بدورها، قالت "عز الدين"، إن علاقتها بالتراث العربي بدأت منذ الصغر، قبل أن تفكر في ممارسة الكتابة الأدبية، مشيرة إلى أن شغفها به لا يتوقف عند التراث العربي والمصري القديم، بل يمتد إلى التراث الإنساني على اتساعه، لافتة إلى أن التعامل مع كتب التراث العربي يتم بطريقتين مختلفتين ومتناقضتين، فالأولى إما التمجيد والتقديس المبالغ فيه إلى درجة تمنع المسائلة، والثانية بالتعالي عليه وأنه لا حاجة لنا به، فالمستقبل دائمًا مرتبط بالغرب.
وأوضحت أن فعل الكتابة بالنسبة لها كان بديلًا عن ألعاب الطفولة ومشوار الدراسة العلمية، متابعة أنها وجدت فيه هوايتها المفضلة والعمل الذي تحبه ويمنحها مساحة حرية كبيرة، مضيفة أنه على الكاتب أن يكون كائنا منفتحا؛ فالكتابة في الأساس هي عملية انفتاح ويد ممدوة للآخرين في كل مكان، والمؤلف عندما ينغرز في الكتابة عن أشياء محلية مع التركيز على التفاصيل والمشاعر البشرية المشتركة فإن ما يكتبه يصل إلى الثقافات الأخرى.
وأشارت إلى أن البناء النهائي ل"بساتين البصرة" اختلف تمامًا عن النسخة الأولى لها، وأنها حذفت ما يقارب من 12 ألف كلمة، كانت تمثل محورا كاملا خاص بإحدى شخصيات الرواية، لكنها قررت حذفها لتكون الرواية أكثر رشاقة، وأن الكتابة الصحفية علمتها الكتابة الموجزة، وفضيلة التخلص من النصوص الزائدة.
في "بساتين البصرة"، يشف الزمان وتضيق المسافات بين أبطال عالقين في لعبة مرايا تتصادى مع مقولة الرواية: "الزمن نهر سيَّال والمكان وَهم. مكاننا الحقيقي موطن أرواحنا".