كدت منظمة العفو الدولية اليوم الخميس تقارير بوقوع مذبحة في بلدة ماي كاديرا في شمالي إثيوبيا يوم الاثنين الماضي، حيث "طعن أو ذبح حتى الموت العشرات وربما المئات من الأشخاص". وقال ديبروز موشينا مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة شرق وجنوب أفريقيا إن الضحايا المدنيين "كانوا على ما يبدو عمالا بالأجر اليومي، ولم يشاركوا بأي حال من الأحوال في الهجوم العسكري الجاري" بإقليم تيجراي المضطرب، حيث تقع البلدة. وبينما، لم تتمكن المنظمة بعد من تحديد هوية أولئك المسؤلين عن الهجوم، تحدث شهود عيان عن قوات موالية لجبهة تحرير شعب تيجراي. وفي وقت سابق اليوم الخميس، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن الجبهة نفذت عمليات إعدام بحق جنود الحكومة في شمال البلاد. وقال إن الجيش استعاد السيطرة على بلدة شيري في منطقة تيجراي، وعثر على " جثث لجنود كانوا مقيدين وجرى إعدامهم" ، مضيفا أن " هذه القسوة تدمي القلب". ولم يقدم آبي، الذي كان يتحدث عبر تويتر، تفاصيل حول عدد القتلى. من ناحية أخرى، صوت برلمان إثيوبيا لصالح إلغاء الحصانة من المحاكمة الممنوحة ل 39 مسؤولا في تيجراي. وعلى الرغم من اعتبارها حركة متمردة، فإن جبهة تحرير شعب تيجراي تعد الحزب الحاكم للمنطقة. وصوت النواب لصالح إلغاء الحصانة الممنوحة لسياسيين من بينهم رئيس الإقليم ديبريتسيون جيبرمايكل " لحمله السلاح و مهاجمة الجيش الاتحادي وارتكاب جرائم أخرى ". وأعربت الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي عن قلقهم إزاء وقوع إثيوبيا في حرب أهلية، عقب أن أصدر آبي الأسبوع الماضي أوامره بفرض حظر تجوال وإرسال جنود لقمع ثورة جبهة تحرير شعب تيجراي. وقالت الحكومة في وقت سابق هذا الأسبوع إن قواتها قتلت نحو 500 من مقاتلي الجبهة. ويتدفق بالفعل لاجئون هربا من النزاع إلى الحدود مع السودان بحثا عن مأوى. وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن 7 آلاف لاجئ قد وصلوا بالفعل إلى هناك. ووفقا لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، يعيش حوالي 200 ألف نازح داخلي ولاجئ في منطقة تيجراي. ويحذر عمال إغاثة من احتمال حدوث أزمة إنسانية في الجزء الشمالي من إثيوبيا. وقال ماتياس سباث مدير منظمة فيلتهانجرلايف للإغاثة في إثيوبيا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن إقليم تيجراي أصبح معزولا بعد قطع طرق الإمداد عنه "وهناك أكثر من 600 ألف شخص يعانون من سوء تغذية مزمن، ولا يمكن الوصول إليهم الآن". وأضاف أن "أحد أكبر المخاوف في البلاد هو ... أن الصراع في تيجراي سيمتد إلى مناطق أخرى."