حرصنا على إقامة «الموسيقى العربية» فى موعده لأنه ملك الجمهور ومسرح النافورة رئة جديدة عملنا على أن يخرج المهرجان فى شكلة الكلاسيكى المعروف عنه بانطلاق مهرجان الموسيقى العربية فى دورته ال 29 التى تختتم فى العاشر من نوفمبر الحالى، دخلت دار الاوبرا تحديا جديدا، فى كيفية مواجهة الازمات بالفن والغناء، العالم كله مازال يعانى من انتشار جائحة كورونا خاصة مع بداية الموجة الثانية له، بينما إدارة المهرجان قررت أن تقبل التحدى وتقدم دورة استثنائية، واستطاعت أن تقدم على أرض الواقع ما يدل على قوة الإرادة المصرية، حيث شيدت مسرحا يتسع لما يقرب من 1300 مقعد، مع الاخذ فى الاعتبار عملية التباعد الاجتماعى، وبهذا لاول مرة يخرج المهرجان للساحة الخارجية وفى الهواء الطلق، وبذلك كسبت الاوبرا مسرحا جديدا يعد بمثابة رئة جديدة للاوبرا وللثقافة المصرية. جهود الاوبرا لم تتوقف عند المسرح فقط بل ان اللجنة التحضيرية للمهرجان برئاسة جيهان مرسى مدير المهرجان بذلت جهودا كبيرة لإقناع النجوم المشاركة خاصة العرب منهم للحضور والمشاركة، مستندين إلى وعى الدولة المصرية فى مواجهة الموجه الأولى من كورونا. فى هذا الحوار تحدثنا مع مجدى صابر رئيس الاوبرا والمهرجان لنتحدث معه عن تلك الدورة الاستثنائية. ** فى البداية سألته كيف استطاعت دار الأوبرا الخروج بمهرجان الموسيقى العربية إلى النور رغم الظروف التى يعيشها العالم أجمع بسبب فيروس كورونا؟ لابد فى البداية أن أشكر وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم على دعمنا لعودة الأنشطة الفنية. وهنا أنوه إلى أن دار الأوبرا كان لها السبق فى خلق بيئة صحية تكفل الحماية للفنانين والجماهيروالعاملين بها، لاحتواء الفيروس عند استئناف الأنشطة الفنية، لأننا جميعا كان لدينا إيمان بأنها فترة وستزول، تم استثمار فترة توقف الأنشطة فى أعمال الصيانة والتطويرورفع كفاءة المواقع والمبانى الثقافية، فكرنا طويلا لاطلاق مهرجان الموسيقى العربية فى موعده، لأنه ليس مهرجانا عاديا بسبب رسالته الأصيلة التى تهدف إلى احياء التراث الغنائى، وتم الاستقرار على تدشين مسرح مكشوف جديد كبير قادر على استيعاب وفود كبيرة من الجمهورمع مراعاة التباعد الاجتماعى، بخلاف اتباع الإجراءات الاحترازية التى حددها مجلس الوزراء. ** هناك مهرجانات مهمة بأوروبا تم تعليقها وأخرى تأجلت والبعض الآخر تم إطلاقها أون لاين.. لماذا حرصتم على إطلاق دورة مهرجان الموسيقى العربية هذا العام؟ لأن مهرجان الموسيقى العربية أصبح ملك الجمهور وهو ليس مجرد مهرجان عادى يمر مرور الكرام على الجمهور وصُناع الموسيقى وأهل المغنى، فهو عرس للموسيقى، يهدف إلى إحياء التراث الفنى الأصيل، وتعريف الأجيال الجديدة والشابة بتراث مصر الفنى، خاصة بعدما نجح المهرجان فى استقطاب فئة الشباب بعد أن كانت فعالياته مقتصرة على جيل الكبار، لذا كنا حريصين على إطلاقه هذا العام، مع مراعاة تطبيق جميع الإجراءات الوقائية التى تكفل الحماية التامة للمواطنين والفنانين والعالمين بدار الأوبرا. أما فيما يخص بالمهرجانات الأخرى التى تم إلغاؤها والبعض الآخر قام بتأجيلها، وهناك مهرجانات تم تدشينها أون لاين لأن الوضع فى أوروبا متفاقم عكس مصر الوضع لدينا مستقر بشكل كبير، وهو ما حفزنا وشجع جميع المهرجانات على اقامة دوراتها هذا العام، لما تحمله من قيمة فنية كبيرة. كما أن قرار عودة المهرجانات يأتى فى إطار جهود الدولة لاستعادة الشكل الطبيعى للحياة فى مصر. ** بالتأكيد كانت هناك صعوبات واجهتكم أثناء الاستعداد لدورة المهرجان؟ يجب أن نعترف أن دورة هذا العام استثنائية بكل المقاييس، وأعتقد أن الجمهور يلمس ذلك خلال الفعاليات المقامة على مدار 10 أيام بداية من أول نوفمبر، ورغم ذلك حرصنا على الاحتفاظ بشكل المهرجان الكلاسيكى، ونجومه الذى اعتاد الجمهور على رؤيته. التحديات كانت عديدة أبرزها اقامة دورة أمنة وناجحة، لذا فكرنا فى تدشين مسرح كبير بالنافورة داخل حرم دار الأوبرا المصرية، يستوعب جمهور المهرجان، حتى يتسنى لنا تطبيق نسبة ال50% بشكل جيد، على مستوى الضيوف لم نجد أزمة أو مشكلة فى دعوتهم، فالجميع كان مرحّبًا بالمشاركة إلى جانب أبناء المهرجان الذين كانوا حريصين على إطلاقه أكثر منا وهم النجوم على الحجار ومدحت صالح وهانى شاكر، إلى جانب النجوم العرب وائل جسار وعاصى الحلانى، وصابر الرباعى. **على ذكر الفنانين المشاركين فى دورة المهرجان.. هل وجدتم صعوبة فى الاتفاق مع الفنانين العرب؟ إطلاقا، لأنهم مؤمنون برسالة المهرجان، ودوره وأهميته فى الحفاظ على الأغانى الجادة وإحياء التراث الغنائى الأصيل، فهم باتوا جزءا من المهرجان، مثل النجم الكبير صابر الرباعى ووائل جسار وعاصى الحلانى وجميعهم رحبوا بالمشاركة. وجودهم بجانب النجوم المصريين أبناء المهرجان كان السبب فى اطلاق دورة مميزة واستثنائية. وهنا لابد أن اشكر اللجنة التحضيرية والعلمية للمهرجان على ما قدموه من جهد كبير لخروج المهرجان للنور. ** بعد خروج المهرجان من المسرح الكبير للنافورة.. هل تم خفض أسعار تذاكر الحفلات؟ أولا هذا المسرح يعد رئة جديدة للفنون المصرية، كما ذكرت فى كلامك معى قبل الحوار، أما بالنسبة لسؤالك حرصنا على ألا نرفع أسعار التذاكر عن الدورات السابقة، مراعاة للظروف، هناك حفلات تم تخفيضها وأخرى احتفظنا بسعر تذكرة العام الماضى. ** هل شعرت بالقلق إزاء الدورة الحالية؟ قلت إنها دورة استثنائية بكل المقاييس، ولأول مرة يتم نقل المهرجان إلى خارج المسرح الكبير، كنت قلق من تقبل الجمهور للفكرة، ومن أجواء الطقس، لأن المسرح مكشوف، ومن التزام الجمهور بالإجراءات الاحترازية المتمثلة فى ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعى. لكن الحمد لله الامور تسير بشكل جيد بعد مرور 8 أيام من المهرجان. ** الحفلات التى تم إطلاقها على مسرح النافورة قبل تطويره بهذا الشكل، لاقت تجاوب الجمهور معها وبالتالى شجعتكم على خروج المهرجان من المسرح الكبير؟ أكيد، لكن الحفلات التى تم إطلاقها على مسرح النافورة الجديدة كانت صيفية، عادة نجرى الحفلات فى الموسم الصيفى على المسارح المكشوفة، لكن الأمر هنا مختلف نحن نتحدث عن موسم الخريف الذى احيانا يشهد بعض التقلبات الجوية، وعن مهرجان الموسيقى العربية الذى اعتاد الجمهور طوال ال28 عاما على حضوره فى المسرح الكبير، لكن الحمد لله الأمور تسير بشكل جيد. ** رغم خفض الميزانية المقدمة للمهرجان، تم زيادة قيمة الجوائز المسابقات مقارنة بالدورات الماضية؟ بالفعل جائزة الكبار الأساسية أصبحت قيمتها 100 ألف جنيه، وهى تشترط عدم تخطى المتسابق لسن 45، كما جرى رصد جوائز للفائزين من الشباب بالمراكز الثلاثة الأولى بقيمة إجمالية 75 ألف جنيه، وهى التى تشترط أن يكون عمر المتسابق من 17 حتى 35 عاما، أما جوائز المراكز الثلاثة الأولى من مسابقة الأطفال فتبلغ قيمتها الإجمالية 45 ألف جنيه. ** المسرح الجديد يشبه أجواء مهرجان محكى القلعة الذى تم إلغاؤه هذا العام بسبب كورونا؟ بالفعل أجواء محكى القلعة حاضرة فى الدورة التاسعة والعشرين من الموسيقى العربية، ولكن بشكل جديد ومختلف. ** تم تفعيل الحجز الإلكترونى منذ أربع سنوات.. هل لمست جدواه هذا العام فى ظل الظروف الراهنة التى يعانى منها العالم؟ بالتأكيد، قرار الحجز الالكترونى الذى اتخذناه منذ اربع سنوات، أثبتت الايام والسنوات أنه كان قرارا صائبا، فقد ساعدنا الحجز الالكترونى على نجاح حفلاتنا لأنه سهل المهمة على الجمهور تحديدا القادمين من الأقاليم والمحافظات، الذين كانوا يضطرون النزول مرة للحجز، وأخرى للحفلة، وهو الأمر الذى كان مرهقا بالنسبة لهم، كما بات بإمكانهم اختيار الفئة والمقاعد بكل أريحية، وفيما يخص ظروف فيروس كورونا تم تفادى الازدحام على شباك التذاكر. إلى جانب مزاياه الأخرى فقد نجحنا من خلاله فى استقطاب شرائح جديدة من الجمهور وهم الشباب الذين يجيدون التعامل مع التكنولوجيا، فالأعداد التى تأتينا من خلال الحجز الالكترونى تفوق الحجز التقليدى. ** دار الأوبرا المصرية التى حولت أزمة كورونا إلى فرص للاستمتاع بحفلات قديمة هل لمست مردود ذلك؟ مصرحققت السبق والريادة فى التحول بالأنشطة إلى الواقع الافتراضى من خلال المنصات الإلكترونية على شبكة الانترنت وإتاحتها مجانًا ما شجع على الإسراع فى التحول الرقمى، كما أسهم فى تحقيق العدالة الثقافية، فقد تم الوصول بالمنتج الفنى لدارالأوبرا المصرية إلى مختلف الفئات فى جميع أنحاء مصر ومن ثم اطلع مواطنو أكثرمن 28 دولة حول العالم على ألوان من الإبداعات المصرية. حصلت على مردود المشاهدين من خلال تعليقاتهم على السوشيال ميديا الذين أشادوا بدور وزارة الثقافة بشكل عام والأوبرا بشكل خاص. إلى جانب أنه تم استثمار فترة اغلاق المسارح بسبب كورونا بناءً على تعليمات مجلس الوزراء فى صيانة المسارح، وإنشاء مسارح جديدة. ** بعد نجاح قناة وزارة الثقافة على اليوتيوب.. هل ستواصلون عرض كنوز الأوبرا أون لاين؟ نجاح عروضنا وحفلاتنا على اليوتيوب، يحمسنا لتقديم كنوز مكتبة الأوبرا المصورة وتقديمها للجمهور؛ لأنه يهمنا أن يشاهد العروض أكبر عدد من الناس. ** ما حجم الإقبال على حفلات وعروض الأوبرا بعد عودة الأنشطة؟ بعد عودة الأنشطة بنسبة 25%، كانت الحفلات كاملة العدد، وكذلك الأمر بعد السماح للحضور بنسبة 50% من الجمهور. ** ما آخر تطورات العمل على واحة الثقافة فى السادس من أكتوبر؟ جار العمل على المشروع الذى أشرف عليه بنفسى، والشركة المكلفة تعمل بشكل ملتزم، وعلى مستوى عالمى، حيثُ تم الانتهاء من أكثر من 70% من المشروع. ** ومتى سيتم افتتاحه؟ حتى الآن لم يتم تحديد موعد افتتاح المشروع؛ لأنه لا يزال فى طور التحضير، حيثُ يتبقى منه نحو 3 أو 4 مراحل. ** عرضتم أوبرا عايدة فى أماكن مفتوحة من قبل وحققت نجاحا على مستوى دولى، فهل هناك نيّة لإعادة تقديمها قريبا؟ أوبرا عايدة من المشروعات الفنية الناجحة والمميزة، لكن إعادة تقديمها يحتاج لإمكانات مالية كبيرة جدا. ** هل ترى ان شبح كورونا سيظل يواجه حفلات الأوبرا؟ نحن معترفون أن العالم يعانى من وباء خطير وليس سهلا، ولكن بطبعنا كمصريين نحب الحياة، لذا لا خشى على حفلات الاوبرا من وباء كورونا، والتجربة خير برهان، فقد نجحت حفلاتنا الفنية التى تم اطلاقها عقب استئناف الانشطة الفنى.