ذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم أن المسئولين الأمريكيين والأفغان بدءوا في مساعدة عدد من الميليشيات المناهضة لطالبان والتي حملت بشكل مستقل الأسلحة ضد متمردي الحركة في أجزاء عديدة من أفغانستان بما يبعث على الأمل في حدوث عصيان قبلي على نطاق واسع ضد طالبان. وقالت الصحيفة الأمريكية في موقعها على الانترنت أن ظهور هؤلاء المسلحين شجع المسئولين الأمريكيين والأفغان على التخطيط للعمل على دعم جماعات مسلحة مماثلة عبر معاقل طالبان في الأجزاء الجنوبية والشرقية من البلاد على غرار قوات الصحوة في العراق. ويقول مسئولون أمريكيون وأفغان أنهم يأملون في أن تعمل هذه الخطة والتي تسمى "مبادرة الدفاع المجتمعية" على جمع الآلاف المسلحين لحماية أحيائهم ومناطقهم من مقاتلي طالبان، موضحة أن هناك بالفعل المئات من الأفغان الذين يعملون بصفة خاصة ضد طالبان. وقالت الصحيفة أن هذا المسعى يمثل أحد أكثر الخطط طموحا وأيضا احد أكثرها خطورة لاستعادة زمام المبادرة ضد طالبان الذين يحاربون بشكل أكثر نشاطا عن أي وقت آخر منذ 2001. ووفقا للصحيفة، فان مسئولين أمريكيين وأفغانا يأملون من خلال الاستعانة بهؤلاء المسلحين، في التعجيل بزيادة عدد الأفغان الذين يقاتلون طالبان حيث يمكن أن يكملوا عمل القوات الأمريكية والأفغانية هناك وكذلك أي عدد من القوات الأمريكية التي ربما يقرر الرئيس باراك أوباما إرسالها. ولفتت الصحيفة إلى أن هؤلاء المسلحين يمكن أيضا أن يساعدوا في سد هذه الفجوة بينما يواصل الجيش الأفغاني تدريباته وزيادة عدده وهو مشروع قد يستغرق أعواما لكي يؤتي ثمارا. توجد مخاطر لاحتمال انقلاب بعضهم على بعض إلا أن صحيفة نيويورك تايمز قالت إن زيادة عدد المسلحين المناهضين لطالبان يحمل بين طياته مخاطر لاحتمال انقلاب بعضهم على بعض أو على الحكومتين الأفغانية والأمريكية. ونقلت الصحيفة عن الأمريكيين قولهم أنهم سيبقون على هذه المجموعات صغيرة وسيقصرون أنشطتها على حماية القرى وشغل نقاط التفتيش. وحتى الآن، لا يساعد المسئولون في تسليح هذه المجموعات لأنه لديها أسلحة بالفعل كما يقول الأمريكيون أنهم سيربطونهم مباشرة بالحكومة الأفغانية. وقالت الصحيفة إن هذه المراجعات والتدقيقات تهدف إلى تجنب الأخطاء المتكررة في الماضي وهي إما خلق مزيد من أمراء الحرب الذين تحدوا سلطات الحكومة لسنوات أو تسليح متشددين وبعضهم عادوا إلى استهداف وتعقب الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة إن هذه الخطة الأمريكية هي تكرار لتحرك مماثل أعلن في العراق بدءا من أواخر عام 2006 حيث انقلبت فيه قبائل السنة ضد المتطرفين المتشددين. قبائل أفغانستان أضعف بكثير من نظرائها في العراق وذكرت الصحيفة إن هذه الحركة التي أطلق عليها اسم "قوات الصحوة" السنية جلبت عشرات الآلاف من المتمردين السابقين في ميليشيات تحت إشراف الحكومة وساعدت بشكل كبير في الحد من العنف في العراق بيد أن الصحيفة قالت إن عصيانا على نطاق مماثل يبدو غير مرجح في أفغانستان في جانب كبير لان القبائل في أفغانستان أضعف بكثير من نظرائها الموجودة في العراق. وقالت الصحيفة إن المرحلة الأولى من هذه الخطة الخاصة بأفغانستان والتي يجري الآن تنفيذها من جانب القوات الخاصة الأمريكية، تقضي بتشكيل ميليشيا أو توسيعها في مناطق ذات كثافة سكانية تبلغ مليونا. ويقول مسئولون أمريكيون إنهم يخططون لاستخدام هذه الميليشيا في كبح هجمات طالبان وتمكينهم من استدعاء الجيش أو الشرطة إذا خرجت الأمور من بين أيديهم.