صرح مسئول بارز في الإدارة الأمريكية أن الولاياتالمتحدة لاحظت تحولا استراتيجيا خلال الأشهر التسعة الماضية في القتال الذي تشته باكستان ضد مسلحي طالبان. وبضغط من الولاياتالمتحدة تشن باكستان سلسلة من الهجمات على مخابئ طالبان، بعد أن وصفت واشنطن منطقة القبائل شمال غرب البلاد بأنها اكبر معقل للقاعدة وبأنها تمثل اكبر خطر على العالم. وقال المسئول الذي فضل عدم ذكر اسمه أنه خلال الأشهر التسعة الماضية رأينا تحولا استراتيجيا مهما في باكستان .. وهو قرار قوات الأمن الباكستانية التحول للقتال ضد الطالبان الباكستانيين. وشن الجيش الباكستاني هجمات في منطقة القبائل التي يغيب عنها القانون والواقعة على الحدود الأفغانية حيث يعتقد أن العديد من زعماء طالبان والقاعدة يتمركزون. وأشار المسئول الأمريكي بشكل خاص إلى الوضع في وادي سوات في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان. وقال أنه إذا ذهبوا اليوم إلى سوات سيجدون فرقتين من الجيش الباكستاني تشن (عمليات) في مواجهة عصابات المتمردين بالمعنى التقليدي"، في حين كان مسئولون أمريكيون يشتبهون في أن عناصر أجهزة الاستخبارات الباكستانية يساعدون المتطرفين، أو أن إسلام أباد تتقاعس في محاربة المتمردين. والثلاثاء أشاد قائد القيادة الأمريكية المركزية الجنرال ديفيد بترايوس بالإنجازات المهمة التي حققتها باكستان في سوات، والتي تمثلت خاصة باعتقال عدد من قادة حركة طالبان. وأدت عملية مداهمة على مدينة كراتشيالباكستانية إلى القبض على القائد العسكري لطالبان الأفغان الملا عبد الغني برادار. وأشار مسئول أمريكي آخر إلى انسحاب عدد كبير من المقاتلين أو القادة من ميدان المعركة خلال الأشهر الماضية والى أن إلقاء القوات الباكستانية القبض على عدد من قادة طالبان الأفغان "دليل على تقلص الملاذات الآمنة المتاحة لهم للاختباء" في باكستان. وقال أن عددا كبيرا من هذه المجموعات الإرهابية أو الأفراد باتوا منشغلين أكثر بتامين سلامتهم الشخصية منه بالتخطيط لشن هجمات"، مشيدا بالتعاون المتزايد من جانب باكستان وكذلك أفغانستان في مواجهة المتمردين. وفي إشارة إلى القبض على الملا برادار، قال المسئول الأمريكي أن تعاون إسلام أباد مع الولاياتالمتحدة متين. وقال: نعمل عن كثب مع الباكستانيين (للقبض على) أفراد إرهابيين. التوجه جيد، ايجابي. نحن راضون ونحن نرى الباكستانيين قادرين على الوصول إلى أماكن كانت تشكل ملاذات آمنة للمتمردين. وتقوم الإستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر الماضي على ربط نجاح الحرب في أفغانستان بضرب مخابئ طالبان في باكستان. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء أن السلطات الباكستانية ألقت القبض على الملا عبد الكبير احد قادة طالبان والمسئول العسكري الذي يحارب القوات الأمريكية في شرق أفغانستان. والقي القبض على أربعة من قادة طالبان الأسبوع الماضي في باكستان وفق وسائل الإعلام الأمريكية التي اعتبرت ذلك ثمرة لجهود واشنطن في إقناع باكستان بالتحرك ضد الطالبان الأفغان على أراضيها.