اتفقت إسرائيل وحلف شمال الأطلسى «الناتو» على أن ترسل تل أبيب فى غضون أشهر سفينة حربية للانضمام إلى القوة البحرية التابعة للحلف المخصصة لمكافحة الإرهاب ومنع تهريب أسلحة الدمار الشامل وتحسين الأمن الملاحى فى المنطقة. وتمت مناقشة هذه الخطوة بين قائد أركان الجيش الإسرائيلى جابى أشكنازى وقائد «الناتو» جامباولو دى باولا خلال زيارة الأخير إلى إسرائيل الأسبوع الماضى. واعتبر مسئولون إسرائيليون أن المشاركة الإسرائيلية فى هذه القوة تشكل «خطوة مهمة فى العلاقات بين الجيش الإسرائيلى والناتو». ويطلق على هذه القوة اسم مهمة «اكتيف انديفور» (الجهد النشط)، وقد أنشأها «الناتو» بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001، ومنذ إنشائها راقبت هذه القوة أكثر من 100 ألف سفينة تجارية، وفتشت نحو 148 سفينة مشبوهة. ولن تكون إسرائيل الدولة الوحيدة غير العضوة فى الحلف التى تشارك فى هذه الدوريات، فقد سبقتها روسيا وأوكرانيا، وسيقتصر دورها على إجراءات المراقبة والرصد والتنسيق والاتصالات. وتشارك كل أساطيل الحلف، بما فيها الأسطول السادس الأمريكى، فى مهمة «اكتيف انديفور»، التى تتضمن مراقبة الممرات المائية من جبل طارق إلى باب المندب، فضلا عن محاربة القرصنة فى السواحل الصومالية. وأفادت تقارير صحفية بأن «الناتو» سيعمل على إيجاد حل للحيلولة دون اقتراب القطعة الحربية الإسرائيلية من المياه الإقليمية لدول عربية لا تربطها بتل أبيب علاقات دبلوماسية كسوريا وبعض دول شمال أفريقيا. وقالت مصادر بجامعة الدول العربية إنه «بناء على استفسارات من الجامعة أبلغ الحلف الجامعة بمعلومات تفيد بأن هذا النشاط لا علاقة له بالأحداث السياسية فى المنطقة». وشددت المصادر على أنه «من حق الدول العربية المطلة على المتوسط أن ترفض دخول قوات الناتو إلى مياهها الإقليمية». بينما وصف مصدر فلسطينى بالقاهرة، طلب عدم الكشف عن هويته «المشاركة الإسرائيلية سابقة خطيرة يجب ألا تمر»، وتساءل مستنكرا: «كيف تحتل إسرائيل أراضى عربية وفى نفس الوقت تكون شريكا فى الحفاظ على أمن البحر المتوسط؟!». أما اللواء متقاعد طلعت مسلم فقال إن «مصر والدول العربية الأخرى المطلة على البحر المتوسط لا تستطيع منع إسرائيل من المشاركة فى دورية الناتو». وأضاف أن «هذه المهمة بدأت قبل سنوات ولم يكن هناك أى اعتراض عربى، فلماذا هذه الضجة عندما يقوم الناتو بالتفتيش بمعونة إسرائيلية؟!». فى حين قال الخبير العسكرى صفوت الزيات ل«الشروق»: «إننا أمام منظومة عربية مقابل تسلل وتسرب نفوذ إسرائيل للوصول إلى أكبر منظومة عسكرية». وأضاف الزيات أن «لدى إسرائيل هواجس شديدة خلال العامين الماضيين من منطقة غرب المتوسط لتمادى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى، والخشية من إمكان تنفيذها عمليات ضد السفن التجارية الإسرائيلية، فضلا عن تطور كبير فى البحرية الجزائرية». واعتبر أن «من أهم أسباب انضمام إسرائيل إلى دورية الناتو هو رفض تركيا إجراء مناورات فى المنطقة، ولكن هذا لا يعنى إنهاء التعاون العسكرى بين تركيا وإسرائيل». وأضاف الزيات أن «الناتو يرى أن ضم إسرائيل يعنى ضبط أعمال البحرية الإسرائيلية فى المتوسط بعد قيامها باعتراض سفن سياحية فى شرق المتوسط وغربه»، مشيرا إلى أن «إسرائيل تطمح فى الوصول إلى صفة مراقب مع الناتو». وفى وقت سابق من هذا الشهر أعلنت اعتراضها سفينة قرب سواحل اليونان، وسحبها إلى ميناء أشدود، مضيفة أنها صادرت مئات الحاويات الممتلئة بالأسلحة كانت فى طريقها من إيران إلى سوريا، وهو ما نفته كل من طهران ودمشق، متهمتين تل أبيب بممارسة «القرصنة البحرية».