القرضاوى: يا حسرة على قوم جعلوا من لعبة معركة

أعلن الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لاتحاد علماء المسلمين، تبرؤه من الأحداث الكروية الأخيرة، وقال إننى «أبرأ إلى الله من هذه الأحداث، وأشهد الله أننى أحب مصر والجزائر، وأحب التهدئة بدلا من أجواء صب الزيت على النار»، وأضاف «إن هذا الحشد والتجييش كأننا داخلون على معركة مثل بدر أو معركة صلاح الدين فى حطين».
وقال القرضاوى خلال خطبة الجمعة بالعاصمة القطرية الدوحة إنه يتألم كثيرا ويشعر بألم وحسرة على ما آل إليه وضع الأمة بسبب مباراة لكرة القدم، وأضاف «إن عينى لتذرف بالدمع ومن حقها أن تذرف، وقلبى يتمزق لما جرى فى الأيام الأخيرة بين مصر والجزائر من أجل كرة القدم.. أمة تمزق روابطها من أجل لعبة.. اسمها لعبة وليست من الضروريات».
ورأى القرضاوى فى خطبته الذى نقلها موقع إسلام أون لاين أن الرياضة الفردية أفضل من لعبة الكرة، لأن «الألعاب الفردية يستفيد بها الفرد»، وتساءل عن الفائدة التى يجنيها الناس من اللعبة التى تفرقهم فهذا أهلاوى، وذاك زملكاوى، وهذا مصراوى، وهذا جزائرى».
وتساءل: «ماذا ستستفيد الأمة من هذه اللعبة، هل ستحل مشكلاتنا، هل ستطعم جوعانا، هل ستحل مشكلات البطالة؟»، وواصل «هذه اللعبة لا تستحق أن يتقاتل الناس من أجلها»، مشيرا إلى أن إسرائيل هى المستفيد الوحيد من تلك الأحداث، تسخر منا وتقول انظروا إلى العرب إنهم يرسلون أبناءهم بالطائرات للملاعب ليتقاتلوا، هؤلاء هم العرب».
وقال القرضاوى إن المسئول الأول عن الأحداث الأخيرة «التى نزلت بالأمة ومزقت أبناءها» هو الإعلام غير المسئول.. وأضاف «يا حسرة على قوم جعلوا من لعبة معركة حتى تصبح الأمة ممزقة، وتؤدى إلى أزمات دبلوماسية».
وأضاف: «ماذا أقول يا قوم؟ أى أمة نحن؟ فبدلا من أن ننشغل بمصائبنا ننشغل بمباراة لكرة القدم.. ونسينا المسجد الأقصى الأسير الذى يُمنع المصلون من دخوله ويعتقل فيه المعتكفون، وقطاع غزة المحاصر والذى لم يعمر فيه حتى الآن ما هدمته إسرائيل»، وطالب القرضاوى فى ختام الخطبة بأن يتم توجيه هذه الحماسة نحو قضايا تهم الأمة الإسلامية مثل إطعام الجوعى وعلاج المرضى، وقال: «المشكلات تملأ الأمة هنا وهناك، وأضاف: «أربأ بأمتى أن يكون حالها هذا الحال، خصوصا فى هذه الأيام المباركة، وأسأل الله أن يزيح عنها هذه المصيبة، وأن يرزقها حسن البصيرة، حتى تنظر إلى الأشياء نظرة حقيقة ولا تضخمها».