الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
تعرف على سعر الدينار البحريني أمام الجنيه في مصر اليوم الأربعاء 31-12-2025
أمم إفريقيا، منتخب الجزائر يلتقي غينيا الاستوائية في مواجهة تحصيل حاصل
تجديد حبس عاطلين قتلا مالك كافيه رفض معاكستهما لفتاة في عين شمس
اليوم.. نظر محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة الإرهابية
اليوم.. نظر ثاني جلسات محاكمة المتهم بقتل أسرة اللبيني
أخبار مصر: اليوم مواعيد جديدة للمترو، اسم مدرب الزمالك الجديد، تحذير من زلزال كبير خلال أيام، صدمة عن سعر الذهب في 2026
دميترييف يسخر من تمويل أوروبا المتحضرة للمنظمات غير الحكومية لغسل أدمغة الناس
طقس اليوم الأربعاء.. تنبيه هام بشأن أجواء ليلة رأس السنة
طاجن خضار بالجبنة في الفرن، وجبة صحية وسهلة التحضير
ارتفاع أسعار الذهب في بداية التعاملات بالبورصة.. الأربعاء 31 ديسمبر
وفاة إيزايا ويتلوك جونيور نجم مسلسل "The Wire" الشهير عن 71 عاما
تمهيدًا لسحب الجنسية، واشنطن تجري تدقيقًا بشأن "أمريكيين صوماليين"
نتنياهو: عواقب إعادة إيران بناء قدراتها وخيمة
حملة مكبرة لإزالة مخازن فرز القمامة المخالفة بحرم الطريق الدائري بحي الهرم
نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة
هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على موسكو
وخلق الله بريجيت باردو
حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر
محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين
وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية
ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان
قوات التحالف تنشر مشاهد استهداف أسلحة وعربات قتالية في اليمن وتفند بيان الإمارات (فيديو)
د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!
حمادة المصري: الأهلي مطالب بالموافقة على رحيل حمزة عبدالكريم إلى برشلونة
"25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة
«قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»
خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم
«مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي
تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة
التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات
المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى
من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة
دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك
مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد
شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان
استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس
الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026
رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج
الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر
لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل
ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس
"البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز
د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية
الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية
ملامح الثورة الصحية فى 2026
هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب
هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب
جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات
خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا
خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة
أمين البحوث الإسلامية يتفقّد منطقة الوعظ ولجنة الفتوى والمعرض الدائم للكتاب بالمنوفية
الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر
رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات
الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025
الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء
معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر
نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
أَمْوَاءٌ.. وَأَمْوَاهٌ (3)
صادق عبد العال
نشر في
الشروق الجديد
يوم 27 - 10 - 2020
بِدَايَةُ وَنِهَايَةُ مَقَالَةُ اليَوْمِ، قَوْلٌ يُقْصَدُ مِنْهُ مَعْنَى مُلاَزِمًا لِلْمَعْنَى الحَقِيقِيِّ لِلِسَانِ الفَمِ، قَوْلٌ نَابِعٌ مِنْ أَقْوَى عُضْوٌ عَضَلِيٌ بِالِجسْمِ، تِلْكَ الكُتْلَةُ اللَحْمِيَّةُ العَضَلِيَّةُ وَالمُكَوَّنَةُ مِنْ 16 عَضَلَةَ، أَرْبَعُ أَزْوَاجٍ مِنْ العَضَلاَتِ الدَاخِلِيَّةِ، وَأَرْبَعُ أَزْوَاجٍ مِنْ العَضَلاَتِ الخَارِجِيَّةِ المُرْتَبِطَةِ بِالفَكِّ تُؤَمِّنُ لَهُ حَرَكَتَهُ وَعَمَلَهُ، مُغَلَّفٌ سَطْحُهُ بِغِشَاءٍ مُخَاطِيٍّ تُغَطِّيهُ عَشْرَةُ آلاَفُ مِنَ الحُلَيِّمَاتِ الصَغِيرَةِ التِى تحْتَوِى فِى أَطْرَافِهَا نِهَايَاتٍ عَصَبِيَّةٍ بمَثَابَةِ حَاسَةِ التَّذَوُّقِ، وَيَكُونُ سَطْحَهُ مُبَلَّلا بِاللُعَابِ مِمَّا يُبْقِيهِ رَطِبًا.. فَلِسَانِ الفَمِ لاَ يُؤَازِرُكَ فَقَطْ فِى شُرْبِ المَاءِ، تَذَوُّقُ الطَّعْمِ وَبَلْعُ الطَّعَامِ، بَلْ يُسَانِدُكَ فِى النُّطْقِ بِقَولِ الحَقِّ وَالتَّصْوِيتِ بِكَلِمَةِ الصِّدْقِ، فِى أَكْثَرِيَّةِ الوَقْتِ قَبْلَ الرَّبْطِ والَلَجْمِ. فَقَدْ رَطُبَ لِسانِى أَى أكثَرْتُ مِن المَدْحِ والإِشَادَةِ بِذِكْرِ نِعَمَةِ ومِنَّةِ اللهِِ عَلَيْنَا فى المَقالَتَيْن السابِقَتَينِ، وَلَن يَجِفُّ فِى هَذَا الشَأنِ لِيَومِ السَّاعَةِ.. الحَيَاةُ قَاطِبَةٌ خُلِقَتُ رَطِبَةٌ بِلا جَفَافٍِ ولَا حَتَّى جَفَاءٍ، بِفَضْلِ سَلاسَةِ مَجْمُوع المَاءِ وَالمِيَاهِ: أَمْوَاءٌ وَأَمْوَاهٌ..
بِرَحْمَةِ الخَالِقِ، تَبْدَأُ الحَيَاةُ الرَحِمِيَّةُ.. أَيّ دَاخِلُ الرَحِمِ أَنْتَ مُحَاطٌ بِمَاءِ الجَنِينِ، سَائِلٌ لَزِجٌ يَغْمُرُكَ وَيْحْمِيكَ مِنَ الصَدَمَاتِ، تُخْلَقُ فِيهِ عِبْرَ مَرَاحِلٍ ثَلاَثَةٍ (النُطْفَةُ، العَلَقَةُ والمُضْغَةُ)، يُنَفَخُ فِيكَ الرُّوحُ الإلَهِيَّةِ بَعْدَ تَمَامِ المَرحَلَةِ الثَالِثَةِ أى بَعْدَ مُرُورِ 120 يَوْمًا مِنَ الحَمْلِ، تَنْمُو وَتُشَكَّلُ مِن خِلالِ الحَبْلِ السُّرِّى العَائِمِ فِيهِ والمُوَفِّرُ لَكَ الماءَ والعَنَاصِرَ الغِذَائِيَّةِ والأُكسِجِينَ مِنَ مَشِيمَةِ الأُمِ، ذَلِكَ الكِيسُ المَلِيءُ بِسَائِلٍ مُعْظَمُهُ مَاءٌ يَتَرَاوَحُ حَجْمُهُ مِنْ نِصْفِ لِتْرٍ إِلَى لِتْرَيْنِ.. تَشْرَبُ مُباشَرَةً مِنْ مَاءِ الجَنِينِ بَعْدَ 77 يَومًا مِنَ الحَمْلِ، وتَتَبَوَّلُ أَيْضًا فِيهِ بَعْدَ اِكْتِمَالِ نُضوجِ الكُلْيَتَينِ مَعَ مُرُورِ 112 يَوْمًا مِنَ الحَمْلِ، يَتَكَوَّنُ 90٪ مِنْ جِسْمِكَ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ اِنْقِضَاءِ 22 أُسبُوعًا مِنَ الحَمْلِ أيّ 154 يَوْمًا، وَزْنُكَ وَقْتَئِذٍ لاَ يَزِيدُ عَنْ نِصْفِ كِيلُوجْرَامٍ وَأَنْتَ فِى بَطنِ أُمِكَ.. ثُمَّ تَنْزَلِقُ بَعْدَهَا «طَبِيعِيًا» نَحْوَ حَيَاةِ المَشَقَّةِ وَمُكَابَدَةِ الشَدائِدِ، تَرتَوِى لها مِن حِينٍ لآخَرِ بِمَاءٍ رَوِيٍّ، تَتَخَلَّصُ عادَةً مِن مِياهِ المَثانَةِ لا اِرَادِيًّا فِى كُلٍّ مِنْ مَطْلَعِ العُمُرِ وَآخِرِهِ.. وَبِالرَّوِيَّةِ لِأُمُورِ الحَياةِ أَيّ بِالبَصِيرَةِ وَالتَفْكِيرِ فِيهَا، تَتَدَارَكُ أَنَّكَ بَعْدَ عُمْرٍ مَدِيدٍ، سَتَخْتُمُ حَيَاتَكَ الدُنْيَاوِيَّةِ بِمِيَاهِ غُسْلٍ طَهُورٍ، تَبْدَأُ بِهَا حَيَاةَ الآخِرَةِ وَالطَهَارَةُ الكَامِلَةُ، تَشْرَبُ فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوضُوعَة..
أَمَّا عَلَى المَقْلَبِ الآخَرِ، جَفَّ رِيقُ فَمِى مِنْ كَثْرَةِ الحَدِيثِ عَن صحَّةِ الأَطْفَالِ وَأُسَرِهِمْ، والاِرْتِقَاءِ بِالصِّحَةِ الخَاصَةُ قَبْلَ العَامَةِ – إِلَى مُسْتَوَى العَافِيَةِ، الصِّحَّةُ الشُمُولِيَّةُ الأَكْثَرُ إِيجَابِيَّةٌ، أَمَامُ صَلاحِيَّةُ مَاءُ الشُّربِ وَأَيْضًا صَلاحِيَّةُ عَادَةِ التَخَلُّصِ مِنْ مِيَاهِ البَدَنِ..
رَأَيْنَا كَيْفَ تَنَضُّحُ العَينُِ وفَوَرَانُهَا بِمَاءِ الدَمْعِ إِذَا قَرِحَ الجَنَانُ أى القَلْبُ، كَمَا سَبَقَ أَنْ تَحَدَّثْنَا عَنْ نَضْحُ مِيَاهُ العَرَقِ مِنْ خِلاَلِ جِلْدِ البَدَنِ.. وَلاَ يَزَالُ رِيقُ فَمِى يَجِفْ، فِى حِينِ تُفْرِزُ ثَلاثَةُ أَزْوَاجٍ مِنَ الغُدَدِ اللُعَابِيَّةِ الكَبِيرَةِ بِتَجْوِيفِ الفَّمِ اللُعَابُ، الذِى يَتَرَاوَحُ حَجْمُهُ مِنْ لِتْرٍ إِلَى 2 لِتْر يَوْمِيًا عَلَى مَدَارِ الأَرْبَعِ وَالعِشْرِينَ سَاعَةِ، وَالمُكَوَّنُ أَسَاسًا مِنَ المَّاءِ وَبَعْضَ الكِيمَاوِيَّاتِ.. فَمِنْ ضِمْنُ وَظَائِفُ اللُعَابِ الخَمْسِ وَهُم تَرْطِيبُ الطَّعَامِ وَتَسْهِيلُ عَمَلِيَّةِ البَلْعِ، وَهَضْمُ النَشَوِيَّاتِ، وَتَنْظِيفُ الأَسْنَانِ وَمُقَاوَمَةُ الاِلْتِهَابَاتِ بِالفَمِّ أَيْضًا َوَظِيفَةُ تَرْطِيبُ اللِّسَانِ لِسُهُولَةِ تَذَوُّقِ الطَّعَامِ وَالمُسَاهَمَةُ فِى تَكْوِينِ وإِخْرَاجِ أَصْوَاتِ الكَلِمَاتِ، وَبِالأَخَصِّ الكَلِمَاتِ التِى تَخُصُّ الصِّحَّةِ الاِسْتِبَاقِيَّةِ إِزَاءِ دَوْرَاتِ كِلاَ الأَمْواءِ وَالأَمْوَاهِ.
الحَيَاةُ سَلَفٌ وَدَيْنٌ حَتَّى فِى شَتَّى مَجَالاتِ الصِّحَّةِ.. هُنَاكَ سُلْفَةٌ «مَحْفُوفَةٌ» بِالمَخََََاطِرِ المَائِيَّةِ عِنْدَ الحَدِيثِ عَنْ الصِّحَّةِ السِيَاسِيَّةِ Political Heath. فَلاَ دَاعِيَ لِتَوْكِيدِ مَا هُوَ مُدْرَكُ تَمَامًا، أَنَّ المَنْطِقَةَ العَرَبِيَّةَ الصَحْرَاوِيَّةَ هِيَ الأَسْوَأُ وَالأَفْقَرُ مَائِيًا عَلَى مُسْتَوَى العَالَمِ، فَنَصِيبُهَا أَسَاسًا لاَ يَتَعَدَّىَ نِسْبَةُ 0، 4٪ مِنْ اِجْمَالِى المِيَاهِ الجَارِيَةِ العَالمَِيَّةِ بَيْنَمَا المِسَاحَةُ الكُلِّيَةُ لِلْعَالَمِ العَرَبِى تَبْلُغُ حَوَالِى 3٪ مِنْ مِسَاحَةِ اليَابِسَةِ.. كَمَا لا يَجِبُ أَلاَّ تَفُوتُنَا شَارِدَةً وَلاَ وَارِدَةً، بَِأنَّ نَصِيبُ الفَرْدِ عَلَى الصَعِيدِ العَرَبِى سَيَنْخَفِضُ عَنْ 566 مِتْرٍ مُكَعَّبٍ، بينما المُتَوَسِّطُ العَالَمِى لِنَصِيبِ الفَرْدِ مِنْ المِيَاهِ المُتَاحَةِ يَبْلُغُ 4000 مِتْرٍ مُكَعَّبٍ. إضافةً، مُعْظَمُ الدُوَلِ العَرَبِيَّةِ مُتَرَاهِنَةٌ مَائِيًّا لِدُوَلِ أَعَالِى الأَنْهَارِ، إِذْ 50٪ مِنْ مَصَادِرِهَا المَائِيَّةِ تَأْتِى مِنْ خَارِجِ أَرَاضِيهَا الغَيْرِ عَرَبِيَّةِ.
لاَ أَتَصَوَّرُ أَنَّ أَخْطَرَ أَنْوَاعِ التَّصََحُّرِ المَائِى هُوَ بِالجُغْرَافِى فَقطْ.. مُعْتَبِرًا إِيَاهُ اِبْتِلاَءٌ مِنَ اللهِ، سَتَنْجَحُ بِلا أَدْنَى شَكٍْ الحُكُومَاتُ العَرَبِيَّةُ مُتَضَامِنَةً فِى التَخَطِّى بِشُعُوبِهَا فَوْقَ أَيِّ سَدِّ مِنْ «سُدُودِ النَهْضَةِ«، إِذْ أَنَّ عِلاَجَ التَّصَحُّرِ البَدَنِيِّ العَرَبِيِّ بَاتَ مَرْهُونًا بِالتَوَسُّعِ فِى تَحْلِيَةِ مِيَاهِ البِحَارِ، وَالتَركِيزِ فِى مُعَالَجَةِ مِياهِ الصرفِ «الغَيْرُ صِحِّيٌّ« سَوَاءً معالجةً ثُلاَثِيَّةً أَوْ رُبَاعِيَّةً لِلْمِيَاهِ الرُمَادِيَّةِ وَهِيَ المِيَاهُ التِى تَنْتُجُ عَنْ الاِسْتِعْمَالاَتِ الَمَنْزِلِيَّةِ كَالِاِسْتِحْمَامِ وَ غَسْلِ المَلاَبِسِ وَالأَطْبَاقِ، أَوْ لِلْمِيَاهِ السَوْدَاءِ وَالتِى تَنْتُجُ عَنْ اِسْتِخْدَامِ المَرَاحِيضِ وَدَوْرَاتِ المِيَاهِ.. لَكِنْ كَارِثَةُ البَشَرِيَّةِ الكُبْرَى، وَهِيَ مَا تُعْرَفُ بِالتَّصَحُّرِ العَقْلِى Cerebral Desertification لِلْثَمَانِيَةِ مِلْيَارِ نَسَمَةِ قَاطِنِى سَطْحِ كُرَتِنَا «المَائِيَّةِ، الأَغْنِيَاءِ مِنْهُمِ قَبْلَ الفُقَرَاءِ، الشَّارِدِينَ مِنْهُم بِيئِيََّا وَالمُتَغَيِّبِينَ أَبْجَدِيًا، فَالمَنَاخُ المُحِيطُ بِنَا يَتَغَيَّرُ، وَدَوْرَةِ المِيَاهِ العُظْمَى تُخْتَلُّ خَاصَةً مَعَ بُزُوغِ ظَاهِرَةِ تَحَمُّضِ المُحِيطَاتِ أَيّ تَزَايُدِ نِسْبَةِ الحُمُوضَةِ فِيهِ، لمِاَ تَمْتَصُّهُ البِحَارُ مَا بَيْنَ 25٪ إِلَى 30٪ وَمَا يُطْلِقُهُ البَشَرُ مُتَصَحِّرُ العَقْلِ، مِنْ غَازِ ثَانِيَ أُكْسِيدِ الكَرْبوُنِ فِى الغُلاَفِ الجَوِّيِ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مُسْتَوَاهُ مَا قَبْلَ الثَّوْرَةِ الصِنَاعِيَّةِ، فَتَسَبَّبَ مُؤَخَّرًا فِى تَغْيِيرِ التَرْكِيبِ الكِيمِيَاِئى لِلْمُحِيطَاتِ، مُشْكِلَةٌ خَطِيرَةٌ لِلْكَائِنَاتِ البَحَرِيَّةِ التِى تحْتَاجُ إِلَى قَلَوِيَّةِ كَرْبُونَاتِ الكَالْسِيُوم لِتَشْكِيلِ أَصْدَافِهَا، بَدْءًا مِنَ الشُعَابِ المُرْجَانِيَّةِ إِلَى القِشْرِيَاتِ المَعْرُوفَةِ، وَالتِى تُشَكِّلُ جُزْءًا هَامًٍا مِنْ أَسَاسِ شَبَكَةِ الغِذَاءِ لِلْمَمْلَكَةِ السَمَكِيَّةِ وَالمُتَجَاوَزُ عَدَدُهَا عَنْ 27 أَلْفٍِ نَوْعٍ.
وَهُنَاكَ سُلْفَةٌ «مَرَضِيَّةٌ» للصِحَّةِ العِلاجِيَّةِ، حَيثُ لاَ يَزَالُ الكَثِيرُونَ مِنَّا يَرْزَحُونَ أَيّ يَضْعَفُونَ تحْتَ وَطْأَةِ كِلاَ عِلَّةِ الدَّاءِ وَتكْلِفَةِ الدَوَاءِ، والحديث عنها مرهق ومكلف.. وَهُنَاكَ سُلْفَةٌ نَقْدِيَّةٌ «صِحِّيَّةٌ« لِلْصِحَّةِ الوِقَائِيَّةِ بِإِقَامَةُ الحَوَاجِزَ الحَمَائِيَّةَ Protectionist Barriers لِلتَحْصِينَاتِ، خَاصَةً عِنْدَ الحَاجَةِ إِلَى لجْمِ اِنْتِشَارُ دَّاءٌ وَبَائِيٌّ عَالَميٌّ، وَعِنْدَمَا تَتَسَارَعُ وَتِيرَةُ تَفَشِّى تَدَاعِيَّاتِهِ السِيَاسِيَّةِ والاِقْتِصَادِيَّةِ.. أَمَّا السُلْفَةُ «المَجَّانِيَّةُ» بِدُونِ دَيْنٍ، وَهِىَ فِى جَلِيَّةِ الأَمْرِ «الأَكْثَرُ صِحَّةٌ» وَِمَا تَنْتَهِجُُهُ الصِّحَّةُ الِاِسْتِبَاقِيَّةُ PREEMPTIVE HEALTH مِنْ سَبِيلٍ، فَهِيَ مُمُاَرَسَةٌ «طَبِيعِيَّةٌ» لَاَ يَنْضَبُ الشَغَفُ بِهَا، جَاءَتُ بِالأَسَاسِ لاِسْتِبَاقِ الأَحْدَاثِ، وَالْتَهَيُّؤُ المُبَكِّرُ لِتَدَابِيرِ أَكْثَرِ عُمْقًا فِى البَصِيرَةِ وَأَكْثَرُ اِحْتِرَازًا فِى الوَتِيرَةِ.. فَمَثَلا أَنْتَ تَسْتَنْشِقُ الأُكْسِجِينَ وَتُخْرِجُ بَعْدَهَا غَازَ ثَانِيَ أُكْسِيدُ الكَرْبُونِ كَسُلْفَةٍ لِلْأَشْجارِ تُرَدُّ لَكَ لَاحِقًا، فَالشَجَرَةِ النَّاضِجَةِ الخَضْرَاءِ تُنْتِجُ فِى الفَصْلِ الوَاحِد كَمِّيَةً مِِنَ الأُكْسِيجِينِ تَكْفِى عَشْرَةِ أَشْخَاصٍ لِسَنَةٍ كَامِلَةٍ. وَعَنْهُ، زَرْعُ فِى عَقْلِ الأَطْفالِ قَبْلَ الكِبَارِ ثَقَافَةُ المَوجَةِ الخَضْرَاءِ بِالمَدَارِسِ والشَّوَارِعِ والأَزِقَّةِ، تُعْتَبَرُ سُلْفَةٌ اِسْتِبَاقِيَّةٌ مَجَّانِيَّةٌ.. وَنَفْسُ الشَيْءِ، عِنْدَمَا تُدْخِلُ الطَعَامَ فِى بَدَنِكَ، وَتَتَخَلَّصُ تِبَاعًا ِمنْ مُخَلَّفَاتِكَ الصَلْبَةِ، لِكَيّ تُخْصِبُ فِى نِهَايَةِ المَطَافِ الأَرْضَ الزِرَاعِيَّةَ، وَالتِى تُوَفِّرُ لَكَ بَعْدَهَا كَرَدِّ دَيْنٍِ طَعَامُكَ النَباتِيُّ أَو الحَيَوانِيُّ، تَعِيشُ عَلَيْهِ يَوْمِيًّا لِأَبَدَ الدَّهْرِ.
أَخِيرًا وَلَيْسَ آخِرًا، هُنَاكَ سُلْفَةٌ خَامِسَةٌ «غَيْرُ تَوَافُقِيَّةٌ» لِلْصِحَّةِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ Social Health، تَتَعَلَّقُ بِمَدَى اِرْتِيَاحِنَا كَمُجْتَمَعِ فِى التَّكَيِّفِ مَعَ المَوَاقِفِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ ذَاتِ المَرْدُودِ الصِّحِّيِّ أَوْ المَرَضِيِّ، وَبِمَدَى قُدْرََتِنَا كَأَفْرَادِ عَلَى التَّفَاعِلِ السَّوِيِّ مَعَ «الأَزَمَاتِ» الصِّحِّيَةِ أَوْ المَرَضِيَّةِ، وبِمَدَى تَكْوِينُ سَوِيًا عِلاَقَاتٌ اِجْتِمَاعِيَّةٌ ذَاتَ مَغْزَى مَعَ الآخَرِينَ لَهَا تَأْثِيرٌ عَلَى صِحَّتِنَا النَفْسِيَّةِ، العَقْلِيَّةِ وَالجَسَدِيَّةِ.. وَمِن ثَمِّ، لَقَدْ أَصَبْتَ كَبِدَ الحَقِيقَةِ أيّ صُلْبَهَا، عِنْدَمَا نَرْتَوِى بِالماءَ ثُمَّ نَرْوِى بَعْدَهَا «مِيَاهُنَا» فِى شَتىَّ مَصَارِفِ دَوْرَتِنَا المَائِيَّةِ، أَو فِى «دَورَاتِ المِيَاهِ» كَمَا جَرَى العُرْفُ عَلَى تَسْمِيَتِهَا.. وَهُنَا مَكْمَنُ المُعْضِلَةِ غَيْرِ التَوافُقِيَّةِ: تُدْخِلُ مَاءٌ صَالِحٌا لِلْشُرْبِ فِى بَدَنِكَ، وتَتَخَلَّصُ مِنْ مِيَاهِ بَدَنِكَ بِأُسْلُوبٍ غَيْرِ صَالِحٍ.. فَحَدِّث بِلاَ حَرَجٍ عَنْ المُخَلَّفَاتِ «الطَبِيعِيَّةِ» لِلْبَشَرِ وَكَذَا مُخَالَفَاتِهِ «غَيْرِ الطَبِيعِيَّةِ».
وَلْنَبْدَأُ أَوَّلا بِالتَعَرُّفِ عَلَى دَوْرَةِ الِاِتِّزَانِ المَائِى دَاخِلَ جِسْمِ الإنْسَانِ وَالتِى تَتَرَتَّبُ أَسَاسًا عَلَى أَرْبَع عَوَامِلٍ: 1 دَرَجَةُ حَرَارَةُ كِلاَ الجِسْمِ وَالمَنَاخِ المُحِيطِ لَهُ. 2 كِمِّيَةِ المِيَاهِ المُكْتَسَبَةِ مِنْ شَرَابٍ وَطَعَامٍ، حَيْثُ يَتِمُّ بَعْدَهَا تَوْزِيعُ المَاءَ دَاخِلِ الجِسْمِ عَلَى النَحْوِ التَالِى: 60٪ فِى بَلاَزْمَا الدَمِّ وَالمُخِّ وَالعَيْنِ وَالمَفَاصِلِ وَالجِهَازِ الهَضْمِيِّ، 40٪ دَاخِلِ خَلاَيَا الجِسْمِ ذَاتِهَا. 3 كِمِّيَّةِ المِيَاهِ المُسْتَخْدَمَةِ فِى عَمَلِيَّةِ التَمْثِيلِ الغِذَائِيِّ أَوْ مَا يُعْرَفُ بِالأَيْضِ أيّ عَمَلِيَّةِ الطَهْيِ دَاخِلِ مَطْبَخِ الخَلِيَّةِ. 4 مُخَلَّفَاتُ البَشَرِ «الطَبِيعِيَّةِ» أَيّ كِمِّيَةِ المِيَاهِ المُفْتَقَدَةِ مِنْ الجِسْمِ، وَهِيَ 50٪ عَبْرَ مُعَدَّلُ تَنَفُّسِ الرِّئَتَيْنِ بِالدَقِيقَةِ الوَاحِدَةِ وَمَا يَنْتُجُ عَنْهُ مِنْ تَبَخُّرِ المَاءِ مِنْ خِلاَلِ الرِّئَتَيْنِ وَعَرَقِ الجِلْدِ، 50٪ عَبْرَ النُفَايَةِ السَائِلَةِ (البَوْلُ)، 10٪ عَبْرَ النُفَايَةِ الصَّلْبَةِ (الغَائِطُ).. وَلَقَد اِعْتَضَدْتُ أى اِسْتَعَنْتُ بِتِلْكَ الدَوْرَةِ التَوَافُقِيَّةِ لِلْاِتِّزَانِ المَائِى لِلْإِنْسَانِ يَشْرَبُ بِتَحَضُّرٍ بَالِغٍ مَا يَربُو عَنْ 10 لِتْراتٍ يَومِيًا ثُمَّ «يَتَخَلَّفُ» أَكْثَرُ مِنْ نِصْفِ مُخَلَّفَاتِهِ الطَبِيعِيَّةِ (60٪) َبعْدَهَا، مُجْمَلُهَا نُفَايَاتٌ سَائِلَةٌ مِنْ أَجْلِ تَعْضِيدِ أيّ نُصْرَةِ مَوْقِفِى إِزَاءِ مَكْمَنِ المُعْضِلَةِ الغَيْرِ تَوافُقِيَّةِ لِلْإِنْسَانِ!
ومن مُخَالَفَاتِ البَشَرِ «غَيْرِ الطَبِيعِيَّةِ» عَلَى سَبِيلِ الذِكْرِ وَلاَ الحَصْرِ، تُسْتَهَلُّ ِالحَيَاةِ مَعَ اِسْتِبْدَالِ لَبََنِ الأُمِّ بِلَبَنٍ غَيْرِ طَبِيعِيٍّ مَخْلُوطٍ بمِيَاهٍ تَكُونُ فِى غَالِبِ الأَحْيَانِ غَيْرِ مُعَقَّمَةِ مُقَارَنَةً بِلَبَنِ الأُمِّ، ثُمَّ اِسْتِبْدَالِ عَادَةُ شُرْبُ المَاءِ الصَّالِحِ بِالمَشْرُوبَاتِ السُكَّرِيَّةِ الغَازِيَّةِ عَلَى «مَاءِ.دَةِ» الطَعَامِ، ثُمَّ الاِسْتِغْنَاءِ عَنْ الخُضْرَوَاتِ وَالفَوَاكِهِ الطَبِيعِيَّةِ وَالغَنِيَّةِ بِالمَاءِ «المَخْلُوطِ» إلَهِيًا بِالمُحَفِّزَاتِ الحَيَوِيَّةِ لِمِنَاعَةِ جِسْمَكْ (الڤِيتَامِيناَتِ الشَامَلِةِ وَالمَعَادِنِ «النَفِيسَةِ» وَمُضَادَاتِ الأَكْسَدَةِ وَغَيْرِهِ)، وَالتِى تحْميِكَ مِنْ رَهْبَةِ المَوْجَاتِ الڤَيْرُوسِيَّةِ المُوسِمِيَّةِ أَوْ غَيْرِهَا، وَمِنْ كَارِثَةِ اِسْتِبْدَالِهَا بِالَمَأْكُولاَتِ سَرِيعَةِ الإعْدَادِ أَوْ المُغَلَّفَةِ.. فَيَكْفِيكَ أَنْ تُدْرِكَ، عَزِيزِى القَارِئِ، أَنَّ وَفْرَةَ هَذَا المَاءِ «المَخْلُوطِ» عِنْدَ الفَاكَهَانِى وَالخُضْرَوَاتِى بِآخِرِ الشَّارِعِ، يُسْهِمُ ِاسْهَاما جَلِيلا فِى تَفْسِيرِ فَرْقِ الإصَابَاتَ وَالوَفِيَّاتِ بِڤَيْرُوسِ كُورُونَا، مُقَارَنةً مَعَ الدُّوَلِ «المُتَقَدِّمَةِ» وَالغَنِيَّةِ بِوَجَبَاتِهِم وَمَشَارِيبِهِم «غَيْرِ الصِحِّيَّةٍ» بِأَنْوَاعِهَا، مُفْتَرِضًا أَلاَّ تُغْسَلُ بمَاءِ التِرْعَةِ وَالمُلَوَّثَةِ بمُخَلَّفَاتِ الإنْسَانِ مَعَ رَوَثِ الحَيَوانِ.
أَمَّا التَّصَحُّرِ الذِهْنِيُّ الآخَرِ لِلبَشَرِ فِى «دَوْرَاتِ المِيَاهِ العَامَةِ» بِالمَدَارِسِ أَوْ بِالمَصَالِحِ الحُكُومِيَّةِ أَوْ الأَمَاكِنِ العَامَةِ يُعْتَبَرُ حَقًا «حَدَثٌ» مُنْكَرٌ.. فَقَضَاءِ الحَاجَةِ لِلإنْسَانِ سَوَاءٌ الحَدَثِ الأَكْبَرِ أَوْ الأَصْغَرِ، أَمْرٌ طَبِيعِيٌّ لاَ خِلاَفَ عَلَيْهِ، فِى حِينَ أَنَّ مَا يَحْدُثُ يَوْمِيًّا فِى دَوْرَاتِ المِيَاهِ العَامَةِ للدُوَلِ النَاميَةِ، أمرٌ سُلُوكِيٌّ غَيْرُ طَبِيعِيٌّ، مُخَالِفٌ بِحَقِّ لِكُلِّ الأَعْرَافِ الصِّحِّيَةِ.. كَمَا أَنَّ مَا يَحْدُثُ مُؤَخَّرًا مِن قِبَلِ الإِنْسَانِ «المُتَحَضِّرِ» فِى الدُوَلِ الغَنِيَّةِ أَمْرٌ مَصِيرِيٌّ شَاذٌ مُخَالِفٌ ِلِكُلِّ المُثُلِ الإنْسَانِيَّةِ وَالأَعْرَافِ «الآدَمِيَّةِ».. فَالأَوَّلِ خُلِقَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَمَعَ اِخْفَاقِ وصول التَوْعِيَةِ الصِّحِّيَةِ الإعلامية المناسبة لَهُ، فَهُوَ بِأَشَدِّ الحَاجَةِ إلَى أَنْ نُحَضِّضَهُ أَيّ نَحُثَّهُ عَلَى الأَمْرِ الصَحِيحِ، أَلاَ وَهِيَ تَحْتَ رِعَايَةِ وَمُتَابَعَةِ أَطِبَّاءِ الوِحْدَةِ الصِحِّيَّةِ َتَشْجِيعِهِ عَلَى المُشَارَكَةِ الصِّحِّيَّةِ الاِسْتِبَاقِيَّةِ مَا قَبْلَ وُقُوعِهِ فِى بَرَاثِنِ الأَمْرَاضِ، فِى تَوْفِيرِ مُسْتَوَى صِحِّيٍّ مُلاَئِمٍ فِى بَيْتِهِ وَحَظِيرَةِ حَيَوَانَاتِهِ وَأَيْضًا مَكَانِ قَضَاءِ حَاجَتِهِ، عَلَى أَنْ تَكُونَ تِلْكَ المُشَارَكَةُ مَرْبُوطَةٌ أَوْ مَرْهُونَةٌ بِحِزَمِ الخَدَمَاتِ الزِرَاعِيَّةِ وَالتَمْوِينِيَّةِ المُقَدَّمَةِ لَهُ مِنْ قِبَلِ الحَكُومَةِ، وَهَذَا أَوَّلا وَأَخِيرًا لِمَصْلَحَتِهِ الشَخْصِيَّةِ وَلِمَصْلَحَةِ أُسْرَتَهُ الصِّحِّيَّةِ.. أَمَّا الثَانِى الذِى يَخْتَلِقُ اِفْتِرَاءً الجِنْسُ البَشَريُّ «الثَالِثُ»، ذاكِرًا أَنَّ هُنَاكَ الآن آدَمُ وَحَوَّاءُ والجِنْسُ الثَالِثِ، وَرَافِضًا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ وَلاَ اِمْرَأَةٌ، فَهُوَ يَدَّعِى أَنّهُ شَخْصٌ ذُو هَوِيَّةٍ جِنْسِيَّةٍ «ثَالِثَةٍ» تَخْتَلِفُ عَنْ الجِنْسِ المُقَدَّرِ لَهُ مِنَ الخَالِقِ عِنْدَ الوِلاَدَةِ. والنَكْبَةُ الكُبْرَى، أَنَّهُ تَمَّ التَصْدِيقُ بالإِجْمَاعِ فِى المَجَالِسِ النِيَابِيَّةِ لِعَِشَرَاتِ الدُوَلِ «المُتَحَضِّرَةِ» فِى هَذَا الأَمْرِ الشَائِنِ وَالمَعِيبِ، وَتَمَّ بِالفِعْلِ تَخْصِيِصِ لِهَذَا الجِنْسِ «الغَرِيبِ مِن نَوعِهِ» مَكَانٌ فِى دَوْرَاتِ المِيَاهِ العَامَةِ، وَأَضْحَى مَكْتُوبٌ عَلَى مَداخِلِ الأَبْوَابِ بِهَا: رِجَالِ، سَيِّدَاتِ، آخَرِين (لاَ رِجَال وَلاَ نِسَاء)!! كَمَا أَنَّهُ تَمَّ اِضَافَةُ رَسْمِيًّا فِى شَهَادَاتِ المِيلاَدِ المُوَثَّقَةِ لِتِلْكَ الدُوَلِ «المُتَحَضِّرَةِ» خَانَةٌ ثَالِثَةٌ لِهَذَا الجِنْسُ المُسْتَحْدَثُ، إِلَى جَانِبِ خَاَنتَيِّ الذَكَرِ وْالأُنْثَى. والعِيَاذُ بِاللهِ الخَالِقُ البَارِئُ!!
وَعَنْهُ، أَمْرُ فِى غَايَةِ الأَهَمِّيَّةِ، وَمَا قَبْلَ وُصُولِ هَذَا الَوبَاءُ المُدَمِّرُ فِى بِلاَدِنَا العَرَبِيَّةِ، أَنْ نُسْرِعُ اِسْتِبَاقِيًا وَنَتَّخِذُ زِمَامَ المُبَادَرَةِ مُبَكِّرًا، وَنُسْرِعُ فِى تَرْسِيخِ القِيَمِ «الآدَمِيَّةِ» الصَالِحَةِ فِى أَذْهَانِ أَوْلاَدُنَا قَبْلَ أَنْ تُلَوَّثَ مَعَ أَبْدَانِهِمْ.. وَلْتَكُنْ نَشْأَةُ أَوْلاَدُنَا مَدْعُومَةٌ دَوْمًا بِالدِينِ وَمَحْسُومَةٌ دَائِمًا بِالقِيَمِ.. وَالاِنْتِبَاهُ مِنَ الآنِ فَصَاعِدِ بِضَرُورَةِ التَعَامُلِ مَعَ الوَلَدِ كَذَكَرٍ، وبِالتَوَازِى تَنْشِئَةِ البِنْتِ كَالأُنْثَى، وَأَلا نَخْلِطُ الأُمُور الطَبِيعِيَّةِ.. فَلاَ تَرْبِيَةُ وَلَدٌ مُتَأَنِّثٌ وَلاَ تَشْجِيعُ بِنْتُ عَلىَ التَشَبُّهِ بِالرَجِلِ أَيّ الاِسْتِرْجَالِ، مُدْعِيًا إِيَاهُمَا بِالتَحَرِّرِ وَالتَّحَضُّرِ وَمُوَاكَبَةِ العَصْرِ.. كَفَانَا بِاللهِ عَلَيْكُم تحَضُّرُ المَظَاهِرِ الزَائِفًةِ وَتَقْلِيدِ ظَوَاهِرِ البَبَّغَاوَاتِ، حِِينَ تَتَشَنَّجُ عَضَلَةُ لِسَانُ الفَمِ العَرَبِيَّةِ عِنْدَ التَفَوُّهُ بِلُغَةٍ غَرْبِيَّةٍ، دُونَ أَنْ يَكْتَرِثْ هَذَا اللِسَانُ بِحُسْنِ تَلَفُّظِ كَلِمَاتِ اللُّغَةِ الأُمِّ، وَ بِالإنجِلِيزِيَّةِ Mother Tongue !
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
أَمْوَاءٌ.. وَأَمْوَاهٌ (2)
د.محمد سعيد رسلان يكتب : المباحان فِي الصِّيَام
تفسير سورة الفاتحة لابن كثير..تفسير موسع
تفسير سورة الفاتحة لابن كثير..تفسير موسع
تفسير سورة الفاتحة للإمام بن كثير
أبلغ عن إشهار غير لائق