نظم المعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI) بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة - شمال إفريقيا وجامعة الدول العربية، جلسة فنية بعنوان "الشروط الإطارية لإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة في المنطقة العربية - الدروس المستفادة من المناطق الفرعية للمشرق والمغرب العربي"، ضمن فعاليات اليوم الثالث من أسبوع القاهرة للمياه. وأكد الحضور ضرورة مناقشة إعادة استخدام المياه الصرف المعالجة ضمن الإطار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي العام، حيث تعد السياسات الوطنية بشأن المياه والحوافز المالية والاقتصادية وكذلك إشراك القطاع الخاص، قضايا محورية في الاتجاه المستقبلي وتطوير استخدام مياه الصرف المعالجة في الزراعة. كما سلط المشاركون الضوء على الشروط الإطارية الحالية لإعادة استخدام المياه الصرف المعالجة في المنطقة العربية ومراجعتها، ومقارنة البيئة المواتية في مناطق المشرق والمغرب العربي الفرعية الناتجة عن القوانين واللوائح والسياسات وقدرات المؤسسات المعنية كعناصر مركزية في تمكين إعادة الاستخدام. وخلال الجلسة جرى تحديد نقاط القوة والضعف التي تساعد في تطوير الاتجاهات المستقبلية لإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة في المنطقة. وفي هذا الصدد، استعرضت نسرين لحام، رئيسة مجلس إدارة منتدى الدراسات المستقبلية لإفريقيا والشرق الأوسط (FSF)، مشروع إعادة استخدام المياه المعالجة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن مياه الصرف المعالجة هي مصدر مياه متجدد ويزداد بزيادة السكان. وتابعت: "كما أن إعادة استخدام مياه الصرف المعالج حل لمشكلة المياه والغذاء والطاقة، ويحقق أهداف التنمية المستدامة"، كما أشارت إلى أن مصر من أعلى الدول كفاءة في إعادة الاستخدام. ومن جانبه، تناول فيصل شيتتي، إمكانات إعادة استخدام مياه الصرف المعالج ومياه المصارف لأغراض التنمية الزراعية في شمال إفريقيا، وكيفية زيادة الوعي والمعرفة عن أمان واستدامة إعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة. في حين تناول خالد أبو زيد، عضو المجلس العربي للمياه، آليات إعادة استخدام مياه الصرف المعالج في المنطقة العربية، موضحا أن مصر هي أعلى الدول العربية في إعادة الاستخدام. وأكد أبو زيد بضرورة تغطية الدول بمحطات معالجة الصرف حتى يتم جمع المياه ومعالجتها، وأن كثير من الدول العربي تعاني من نقص في إنشاء محطات المعالجة والصرف الصحي. كذلك أشار الدكتور حسين العطفي، وزير الري سابقا، إلى أن الدول العربية هي أكبر المناطق التي تعاني من ندرة المياه، وتناول في كلمته أهم تحديات إعادة استخدام المياه وتشمل التمويل، والأطر القانونية، وزيادة الوعي، وثقافة القبول المجتمعي. كما تحدث وليد عبدالرحمن، من المملكة العربية السعودية، عن تجربة المملكة في إعادة استخدام مياه الصرف الصناعي المعالج بالكامل داخل السعودية، واتخاذه نموذجا لباقي الدول العربية. وفي كلمتها، تحدثت لونا الحديدي، من المركز الوطني للبحوث الزراعية بالأردن، عن التحديات التي تواجه الأردن، حيث تعاني من ندرة مائية لذا تلجأ إلى المياه غير التقليدية، وأن هناك هيئة مستقلة لإعادة استخدام المياه تعمل على زيادة الوعي وعمل نشرات للقبول المجتمعي لاستخدام مياه الصرف المعالج. كما تحدث سيد عبدالحفيظ ممثل وزارة الزراعة المصرية، عن تجربة مصر في إعادة استخدام مياه الصرف المعالج في استصلاح أراضي جديدة في المنيا - قنا - جنوبسيناء، ومشروع مصرف بحر البقر والمحسمة لإعادة الاستخدام. كذلك تحدث رضا، ممثل وزارة الزراعة التونسية، عن التحديات التي تواجه تونس لإعادة الاستخدام وتشمل التمويل، وتمركز محطات معالجة الصرف في العاصمة تونس، لافتاً إلى أن القوانين والمعايير لإعادة الاستخدام في الزراعة صارمة وهناك عدم قبول لها لدى المزارعين. بينما أشار الدكتور محمود باريس، من المغرب، إلى أن عدم انتشار إعادة استخدام مياه الصرف المعالج في بلاده هوعدم وجود التنسيق بين الوزارات والتمويل.