أكدت أبحاث طبية حديثة، أهمية توفير مرافِق لرعاية الصحة النفسية، في الوقت الذي تتزايد فيه معدلات القلق والاكتئاب بين الناس، في ظل الانتشار المطرد لفيروس كورونا المستجد، واستمرار تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي، فضلا عن مواجهة العديد من عيادات الرعاية الأولية -خاصة في المناطق الريفية- احتياجات متزايدة للمرضى. وأفاد الباحثون في كلية الطب بجامعة واشنطنالأمريكية -وفقًا للنتائج التي نشرت في مجلة "حوليات طب الأسرة"- بأن أطباء الرعاية الأولية وموظفي العيادات الريفية شعروا بمهارة أكبر في توفير الرعاية للصحة العقلية حال استخدامهم نموذجا يعرف باسم "الرعاية التعاونية". في النموذج البحثي، يحتفظ أطباء الرعاية الأولية بالمسؤولية الأساسية عن علاج اضطرابات الصحة السلوكية، بدعم من اثنين من أعضاء الفريق هما مدير رعاية وطبيب نفسي استشاري، ويقدم الأطباء النفسيون الاستشاريون توصيات بشأن رعاية المرضى من خلال المراجعات الأسبوعية لعدد الحالات التي تتم عبر الإنترنت. وقال الدكتور مرهف الأشقر أستاذ طب الأسرة في كلية الطب بجامعة واشنطن: "وجدنا أن أطباء الرعاية الأولية المشاركين في هذا التعاون أصبحوا أفضل في التشخيص والوصفات الطبية، فضلا عن العمل كفريق". وفي الدراسة النوعية الحالية، أجرى الباحثون مقابلات مع 17 فردا من الطاقم الطبي وطاقم الدعم والطاقم الإداري في 3 عيادات ريفية في ولاية واشنطن، وقال المشاركون في الدراسة إن الاستشارات عملت على تحسين كفاءتهم في تحديد الاضطرابات النفسية وعلاجها. وخلص الباحثون إلى أن المراجعات المنهجية الأسبوعية للحالات باستخدام استشارات الطب النفسي عن بعد تعمل كنموذج لرعاية المرضى وكاستراتيجية لتدريب وتطوير القوى العاملة. وأضاف الأشقر: "كان التعلم ثنائي الاتجاه، لقد تعلم أطباء الرعاية الأولية كيفية العمل بشكل أفضل مع المرضى، فيما تمكن مديرو الرعاية من تقدير مدى تأثير المشكلات الطبية على الصحة العقلية وكيفية تشخيص وتقييم مشكلات الصحة العقلية، في حين تعلم الأطباء النفسيون الاستشاريون كيفية تدريب فريق الرعاية الأولية".