عندما قامت حكومة ألمانياالشرقية ببناء سور برلين عام 1961 لمنع مواطنيها من الرحيل، هرب البعض فوق السور عن طريق «البالون»، بينما أبحر آخرون حوله من خلال بحر البلطيق واستفاد البعض من الأرضية الرملية تحت الجدار لشق أنفاق تحت السور. واليوم بعد مرور 20 عاما على زوال الجدار، أصبحت هذه الانفاق من أبرز معالم حقبة الحرب الباردة فى برلين للسياح وأهل البلاد على حد سواء. ففى حديث للمرشد السياحى هاسو هيرتشل فى تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية قال إنه قام فى فترة الستينيات والسبعينيات بمساعدة العشرات فى الهروب عبر هذه الأنفاق، كما شارك فى حفر بعض منها. وكان هيرتشل الذى فر إلى ألمانياالغربية عن طريق جواز سفر مزور عام 1961، قد حفر عدة أنفاق أسفل السور أولها كان عام 1962، وكان مدخل النفق أحد المنازل فى الجهة الشرقية وهرب نحو 29 شخصا بهذه الطريقة، ويقول هيرتشل: «إن تهريب الأفراد عبر الأنفاق كان أمرا مربحا اقتصاديا، وكان طول النفق يتراوح ما بين 100 و600 قدم. وبعضهم كان مثل الأنابيب يستلزم الانحناء للسير فيه والبعض الآخر كان طويلا ما يكفى لسير فرد منتصب القامة. وكان يأخذ وقت حفر النفق من ثلاثة أيام إلى ستة أشهر. وقدر الباحثون وقتها أن نحو 136 شخصا قتلوا بعد محاولتهم عبور سور برلين ونحو 750 لقوا حتفهم على الحدود ما بين ألمانياالشرقيةوالغربية. وكان غالبا ما يتم اكتشاف الأنفاق قبل استخدامها عن طريق الشرطة السرية فى ألمانياالشرقية أو قوات حرس الحدود. وبعض الأنفاق انهارت أو غمرتها المياه الجوفية أو دفنت بفعل الطين. وكان هناك 71 نفقا 21% منها هدمت، وكانت معظم الأنفاق تحفر من ألمانياالغربية إلى الشرقية عن طريق الهاربين من النظام الشمولى فى ألمانياالشرقية، حيث كانوا يحاولون تهريب أسرهم. ومنذ القرن الخامس قبل الميلاد والقرن السادس عشر للميلاد بنى سور الصين العظيم، الذى يتلوى سور الصين كالتنين الهائل عبر الهضاب والصحارى والسهول والجبال من شرق الصين إلى غربها ليحمى حدود الصين ولعمل بنية دفاعية موحدة فى وجه قبائل المغول ومنعها من دخول الأراضى الصينية، لكن بعد اختراع البارود والأسلحة النارية فقد السور سيطرته الدفاعية. أما فى الكوريتين فيختلف الأمر. فالجدار هنا خط حدودى وهمى، فالمنطقة الحدودية بين الكوريتين المنزوعة السلاح يبلغ طولها 155 كم تقريبا وعرضها 5.2 كم تقريبا وتم تحديدها عام 1953 عقب الحرب الكورية. إلا أن منذ ترسيمها وحدثت العديد من العمليات الهجومية ومنذ عام 1974 تم اكتشاف ولأول مرة أنفاق بين الكوريتين ادعت وقتها كوريا الشمالية أنها أنفاق للفحم ولكن فى حقيقة الامر كانت أنفاق للغزو العسكرى من جانب كوريا الشمالية، حيث كانت كبيرة بما فيه الكفاية لمرور فرقة مشاه كاملة فى ساعة واحدة، ثم اكتشفت كوريا الجنوبية وجود أنفاق أخرى مماثلة عام 1975، 1978، و1990. أما «جدار نيقوسيا»، الذى قسم جزيرة قبرص منذ أكثر من 32 عاما، فتمت إزالته العام الماضى بالرغم من عدم توحيد الجزيرة، وكان يبلغ طول هذا الجدار الأسمنتى أربعة أمتار، ويمتد على طول شارع ليدرا التجارى القديم، ولابد من الإشارة إلى أن أى قسمه تحدث داخل منطقة جغرافية متصلة تعنى انشطار عائلات بأكملها إلى نصفين، وتعنى أن الأب أو الأم يمكن أن تعيش وتموت دون أن ترى أبناءها الذين يفصل بينها وبينهم جدار وسلك شائك يحرسه جنود مسلحون، تتلخص أو امرهم فى إطلاق نار على من يحاول اجتياز الجدار.