كثفت الحكومة اليونانية اليوم الجمعة، تواجد الشرطة في جزيرة ليسبوس في ظل تصاعد التوترات بمخيم "موريا" المكتظ باللاجئين عقب حريق مدمر به. ووصلت إلى ميتيليني، عاصمة الجزيرة, صباح اليوم عبَّارة على متنها عدة حافلات تقل قوات إضافية من شرطة مكافحة الشغب، ومدفعي مياه، بحسب ما عرضه التلفزيون اليوناني. وقضى أكثر من 12 ألف مهاجر ليلة ثالثة على التوالي في العراء، بعدما دمر الحريق المخيم المكتظ والمزري في الجزيرة. وأضرم البعض النار في الأجزاء المتبقية من المخيم والحقول المحيطة به، كما هاجموا الشرطة في الموقع. وأعلن قادة الاتحاد الأوروبي عن خطط لاستقبال القُصر غير المصحوبين و400 منهم في البر الرئيسي لليونان الآن، ولكن السلطات اليونانية قالت للبالغين مرارا إنه لن يتم السماح لهم بمغادرة الجزيرة بسبب الحريق. وذكر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أن تسع دول من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب ألمانيا، أعلنت حتى الآن استعدادها لاستقبال 400 لاجئ قاصر من المخيم. وأضاف زيهوفر أن ألمانيا وفرنسا تعتزمان استقبال معظم القُصر المتضررين من الحريق، بواقع ما يتراوح ما بين 100 و 150 قاصر لكل دولة. وسيتم تحديد الأعداد على نحو دقيق بمجرد اختتام المفاوضات مع جميع الدول. وقالت الحكومة الفنلندية اليوم الجمعة أنها سوف تستقبل 11 قاصرا غير مصحوبين من المخيم. وجرى ضم تلك المجموعة في حصة يبلغ قوامها 175 شخصا للمجموعات الأكثر عرضة للخطر كانت الحكومة الفنلندية قد أنشأتها أوائل العام الجاري. وحتى الآن، جرى نقل 72 شخصا من اليونان إلى فنلندا، بحسب الحكومة. وجاء تعزيز التواجد الشرطي أيضا استجابة لسكان الجزيرة الذين بدأوا يزدادون غضبا من الوضع. ويقول الكثير منهم، بما في ذلك كل العمد تقريبا، إنهم لا يريدون المزيد من اللاجئين في جزيرتهم بعد الحريق. وقال كوستاس موتزوريس، حاكم منطقة شمال إيجة، عبر التلفزيون اليوناني: "يجب أن يرحلوا جميعا. لا مخيمات في ليسبوس بعد اليوم". وهناك مخاوف من وجود تفش غير مسيطر عليه لفيروس كورونا في ليسبوس. وحتى الآن أظهرت النتائج إيجابية تحاليل 35 مهاجرا للفيروس. وبعد الحريق، لم تستطع الشرطة سوى تحديد مكان ثمانية منهم، بحسب تقارير رسمية. وقال زيهوفر: "إن ال 400 قاصر هم الخطوة الأولى وسيتبعهم آخرون بعد هذه الخطوة الأولى"، مضيفا أن العائلات التي لديها أطفال ستكون الأولوية التالية. وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها من المرجح أن تناقش قضية إصلاح سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي في اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين يوم الجمعة المقبل. وبدأت السلطات اليونانية اليوم الجمعة في إقامة مخيم مؤقت على أرض يستخدمها الجيش عادة كميدان رماية. ويقع الموقع على بعد بضعة كيلومترات شمال ميتيليني.و يوجد أيضا مخيم أصغر، يسمى كارا تيبي، بالقرب من الموقع وتديره المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومدينة ميتيليني.