حض مسئولون عرب وغربيون يوم الجمعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على العودة عن قراره بعدم الترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقبلة التي ستشهدها الأراضي الفلسطينية ، مشيدين بدوره في عملية السلام. يأتي ذلك بعد أن أعلن عباس يوم الخميس أنه لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات الفلسطينية العامة المقررة في يناير المقبل ، معربا عن شعوره بالإحباط بسبب تجميد عملية السلام مع إسرائيل. وحض الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عباس يوم الجمعة على العودة عن قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية ، كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. وقالت الوكالة إن موسى أكد في محادثة هاتفية مع عباس مساء يوم الخميس دعمه له وطلب منه العودة عن قراره. وأعلن المسئولون في منظمة التحرير الفلسطينية أنهم لا يزالون يدعمون رئيس السلطة الفلسطينية كمرشحهم للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 يناير 2010. وستجري هذه الانتخابات مبدئيا في الوقت نفسه مع الانتخابات التشريعية ، لكن القادة الفلسطينيين أنفسهم يبدون شكوكا حول إمكانية تنظيم هذه الانتخابات بسبب الانقسامات الداخلية. وفي باريس ، دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الرئيس الفلسطيني الى "مواصلة مسيرته نحو السلام". وأعلن كوشنير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو أنه سيزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية في الايام المقبلة. وقال "سأصر على محمود عباس حتى يواصل مسيرته بمثابرة نحو السلام أي قيام دولة فلسطينية. وأظن أنه لا بد لذلك أن يتوقف الاستيطان (اليهودي) أو على الأقل أن تستأنف المفاوضات السياسية حول كافة المواضيع". وتابع "ان جيل ابو مازن (محمود عباس) هو القادر على صنع السلام". ولا تزال عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين معطلة منذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في أواخر عام 2008. ويشكل الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية العائق الأساسي أمام استئنافها ، وخصوصا مع فشل الولاياتالمتحدة في إقناع الإسرائيليين بالإحجام عنه. وبدوره ، اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن لعباس دورا كبيرا يؤديه في المستقبل في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال ميليباند على هامش زيارة رسمية لساراييفو إن "الرئيس عباس مارس دورا حاسما جدا وأساسيا، دورا مهما بدعمه عملية سلمية للشعب الفلسطيني". وتابع "اظن ان من المهم جدا أن نقول بوضوح أنه لم يحقق من وجهة نظرنا إنجازات فحسب، بل له أيضا دور كبير في المستقبل". وأضاف أنه لا يريد التكهن حول "القرارات الصعبة" التي تنتظر عباس ، لكنه شدد على أن الرئيس الفلسطيني يحظى باحترام كبير جدا عبر العالم.