«اضحك الصورة تطلع حلوة»..«اضحك للدنيا تضحكلك»، مقولات يتدولها الناس على ألسنتهم لتخفيف حدة الحزن ودعوة للتفاؤل والبهجة، ولكن هل يمكن أن يكون لهما تفسير نفسي، وأن الابتسامة أو الضحك -حتى وإن كان مفتعلاً- قد يؤدي لحالة مزاجية جيدة؟. ذلك ما حاول بحث جديد، التأكد منه وإثباته من خلال دراسة حديثة قام بها مجموعة من الباحين من جامعة جنوبأستراليا، للبحث عن دليل على أن فعل الابتسام قد يخدع عقلك ويوحي له بالسعادة، وفق ما ذُكر في موقع "سيكولوجي توداي" المتخصص في الصحة النفسية. قال الدكتور فرناندو مارموليجو راموس، أحد القائمين على الدراسة، في بيان صحفي: "عندما تقول عضلات وجهك أنك سعيد، فمن المرجح أن ترى العالم من حولك بطريقة إيجابية، وإذا تمكنا من خداع الدماغ لإدراك المنبهات على أنها سعيدة فيمكننا استخدام هذه الآلية للمساعدة في تعزيز الصحة العقلية". وفسر راموس، قائلا: "نظرًا لأن أنظمتنا الإدراكية والحركية متشابكة، فإن نشاط عضلات وجهك يغير كيفية إدراكك لتعبيرات الوجه والجسم للأخرين، يساهم تنشيط الابتسامة ببساطة في رد فعل عصبي إيجابي، بمعنى آخر، عندما تقول عضلات وجهك أنك سعيد، فمن المرجح أن يرى عقلك العالم من منظور أكثر إيجابية". وأضاف: "لذلك من المفضل عندما تشعر بالحزن يسيطر عليك ابدأ يومًا سعيدًا من خلال الابتسامة، ذكر نفسك أن العبوس والخوف يزيدان من شعورك حتى لو اضطررت إلى التظاهر بالإبتسامة، اقنع نفسك أن مواجهة يوم سيء هو جزء من أيام جيد قادمة". وقد دعمت نتائج دراسات سابقة، ما يقوله راموس وآخرون مشاركون في البحث، حيث وجدت دراسة سابقة في جامعة روتشستر، يؤدي تغيير وضعية الجسم وأنماط التنفس والتوتر العضلي وتعبيرات الوجه والإيماءات والحركات والكلمات ونغمة الصوت إلى إطلاق مواد كيميائية يمكن أن تغير حالتنا المزاجية الداخلية وتؤثر فيها. ووجدت دراسة أخرى، أجراها مايكل لويس وفريقه البحثي في جامعة كارديف، أن الأشخاص الذين تلقوا حقن البوتوكس التجميلية، مما يضر بقدرتهم على العبوس والتعبير عن مشاعر الحزن على وجوههم، أفادوا بأنهم أكثر سعادة من الأشخاص الذين يمكنهم العبوس بشكل طبيعي. حيث قام الباحثون بإدارة استبيان القلق والاكتئاب على 25 أنثى، نصفهن قد تلقين حقن البوتوكس المانع للتجهم، أبلغ متلقو البوتوكس عن شعورهم بالسعادة. ويقول براين روبنسون، أستاذ الصحة العقلية بجامعة نورث كارولينا، أن الأطباء حاولوا التعامل مع الإستراتيجية القديمة المتمثلة في "التصرف كما لو"، وهي أداة بسيطة لكنها قوية، وهي تقوم على أنه يمكنك تحسين مزاجك من خلال التصرف كما لو كنت تشعر بالفعل بتحسن. وقام بتوضيح ذلك، قائلاً: "أنت تعطي لنفسك أداءً معينًا كما لو كان هذا ما تشعر به بالفعل، عندما تتصرف كما لو يصبح المزاج الذي تتخيله حقيقة، على سبيل المثال افترض أنك غاضب من شخص أساء إليك ولكنك تريد أن تسامح، يمكنك أن تبدأ في الشعور بالتسامح من خلال التصرف كما لو كنت متسامحًا فعلاً، وهكذا وهي طريقة لخداع العقل لحد ما".