أخيرا قرر أن يتوقف عن تفسير ما يقوله الملوك والرؤساء العرب للرؤساء الأمريكيين حول الحاجة للوصول إلى تسوية فى الشرق الأوسط، أو ضرورة ضبط الوضع فى العراق. قرر أن يتوقف عن نقل مطالب الرؤساء الأمريكيين إلى سلاطين العرب وملوكهم ورؤسائهم فى أن يكونوا أكثر كرما فى امداداتهم النفطية لواشنطن وأكثر استعدادا للتواصل مع إسرائيل. إنه جمال هلال، مترجم الرؤساء الأمريكى السابق الذى قرر التقاعد دون أن يبتعد عن التعامل مع العلاقات الأمريكية العربية، على العكس، فهو سيقود شركة استشارية أسس مكتبها الرئيسى فى العاصمة الأمريكيةواشنطن وربما ستكون لها فروع أخرى فى المستقبل فى منطقة الشرق الأوسط لتوفير النصح للتعامل الأوثق بين شخصيات أو شركات على الجانبين العربى أو الأمريكى تبحث عن تواصل مع الجانب الآخر. وفى هذا الاطار يستعد هلال، كما علمت «الشروق» من مصادر فى العاصمة الأمريكية، لرحلة لعدد من دول الخليج العربى خلال الأيام المقبلة لإجراء لقاءات مع مسئولين فى قطاعات اقتصادية وسياسية وهو صديق شخصى لكثير من هؤلاء بالنيابة عن اول عملاء شركة هلال للاستشارات، وهى عملاق النفط إيكسون موبيل. مهمة هلال ستكون فى طرح أفكار لمشروعات نيابة عن العميل والترويج لها وربما محاولة تعديل اطرها طبقا لما سيسمعه من المسئولين الذين سيلتقيهم. ويقول مقربون من هلال إنه بهذا سيكون مستمرا فى دوره موصلا بين العالم العربى والولاياتالمتحدة، ويشير هؤلاء إلى أن السرية ستبقى أساسا فى معاملات هلال الذى طالما استمع لأدق تفاصيل التفاوض الفلسطينى الاسرائيلى وقدم أدق الترجمات لأصعب الصياغات فى اتفاقات عديدة وقعها جانبا الصراع وأخرى لم يوقعوا عليها. هلال، كما قالت مصادر ل«الشروق»، يرتب أيضا أن يستغل زيارته للمنطقة للقيام بزيارة ربما تكون شخصية أكثر منها مهنية وكان هلال «مترجم اللغة العربية فى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية» السابق قدم استقالته ليتفرغ إلى إدارة شركة استشارية خاصة أسسها بنفسه. «لقد تشرفت بخدمة كثير من الرؤساء ونواب الرئيس والوزراء.. لكن كل شيء يجب أن ينتهى لإفساح المجال لبدايات جديدة». واختار جمال المولود فى أسيوط بصعيد مصر عام 1954، بداية جديدة بعد 19 عاما فى خدمة رؤساء ووزراء أمريكيين، كمترجم إلى العربية، حيث قدم خدمات الترجمة المباشرة إلى الرؤساء جورج بوش، وبيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، واخيرا باراك أوباما. وستظل صور جمال فى مجموعته الخاصة ومجموعة رؤساء الولاياتالمتحدة وغيرهم تذكر أن هذا الأمريكى، المصرى المولد، «شارك» فى معظم قمم السلام الكبرى، وأبرزها فى مدرير أكتوبر 1991، وأوسلو سبتمبر 1993، وواى ريفر بالولاياتالمتحدة. 1998، بالإضافة إلى محادثات كامب ديفيد عام 2000. هلال عمل أيضا كأحد كبار «استشاريى» الشرق الأوسط لجميع الرؤساء الذى عمل معهم، وحضر مئات الاجتماعات واللقاءات والجلسات المغلقة خلال فترات أربعة رؤساء للولايات المتحدة، و6 وزراء خارجية وخمسة وزراء دفاع. تخرج جمال فى كلية الزراعة، وكان يحلم بالعمل بالأمم المتحدة وبعد تخرجه عام 1979، سافر إلى الولاياتالمتحدة، حيث حصل على دبلوم فى الدراسات الدولية، ثم ماجستير فى التواصل بين الحضارات. وفى بداية الثمانينيات عمل هلال مع روزالين كارتر، زوجة الرئيس الامريكى عندئذ جيمى كارتر فى برنامج التبادل الثقافى بين مواطنى الولاياتالمتحدة والدول الأخرى، ثم تقدم للعمل بوزارة الخارجية الأمريكية فى مجال الترجمة الشفهية، قبل أن يتحول إلى حاضر دائم فى ابرز محطات العلاقات العربية الأمريكية.