قد تكون قطع الحجر الجيري من كهف في المكسيك أقدم الأدوات البشرية التي تم العثور عليها على الإطلاق في الأمريكتين، وتشير إلى أن الناس عرفوا القارة لأول مرة قبل 33 ألف سنة، في وقت أبكر بكثير مما كان يُعتقد. ونشرت أوراق بحثية حديثة، تشمل اكتشاف أدوات حجرية، تتحدى فكرة أن الناس دخلت لأول مرة أمريكا الشمالية على الجسر البري بين سيبيريا وألاسكا من الجليد في المناطق الداخلية من القارة، كما ذكرت مجلة "نيتشر" العلمية البريطانية. وقال سيبريان أرديلين، عالم الآثار بجامعة زاكاتيكاس المستقلة في المكسيك، المؤلف الرئيسي لإحدى الأوراق البحثية، إن الاكتشافات كانت نتيجة سنوات من الحفر الدقيق في كهف تشيكويت في شمال وسط المكسيك، وذكر أن الكهف شديد الانحدار مرتفع على جانب الجبل ومليء بطبقات من الحصى. أثمرت الحفريات باكتشاف ثلاث قطع من الحجر الجيري - حجر مدبب واثنين من رقائق القطع- التي قد تكون أقدم أدوات بشرية تم العثور عليها حتى الآن في الأمريكتين. وقال أرديلين إن القطع تعود إلى وقت يبدو فيه أن القارة قد احتلت من قبل مجموعات قليلة من البشر الأوائل، وتم العثور على الأدوات في أعمق طبقة من الرواسب التي تم التنقيب عنها، والتي يعود تاريخها إلى ما يصل إلى 33 ألف سنة، وقبل هذا الاكتشاف كان الوقت الشائع لوصول أول شخص إلى أمريكا الشمالية منذ حوالي 16 ألف عام. ويشير بحثهم إلى أن أعدادًا قليلة جدًا من البشر ربما عاشوا في أجزاء من أمريكا الشمالية قبل العصر الجليدي الأخير وأثناءه وبعده مباشرة، لكن عدد السكان ازداد بشكل كبير بعد فترة من الاحتباس الحراري العالمي المفاجئ الذي بدأ قبل حوالي 14.700 ألف عام. ويُعتقد أن الأدوات الحجرية وربما الحمض النووي البشري القديم من ذلك الوقت يمكن أن تكون مختفية، وتدل على أن عددا من السكان عاشوا في أمريكا الشمالية بعد العصر الجليدي الأخير. ويحذر علماء آخرون من مدلولات البحث الجديد، حيث قال عالم الأنثروبولوجيا ماثيو دي لوريرز، من جامعة ولاية كاليفورنيا، الذي لم يشارك في الأبحاث الحديثة، إن الأوراق البحثية دفعت المعرفة حول وصول الإنسان المبكر إلى الأمريكتين، وهو أمر جيد. لكنه تساءل كيف كان بإمكان الأشخاص القدماء الذين كانوا في الأمريكتين لأكثر من 25 ألف عام أن يظلوا غير مرئيين للباحثين والمنقبين في مجال الآثار على مدار آلاف السنين، لأكثر من 10 آلاف عام!