في الوقت الذي تسجل فيه دولة جنوب أفريقيا ما يقرب من نصف إصابات فيروس كورونا التاجي في قارة أفريقيا، بوصولها 350 ألفًا و879 حالة إصابة، يوم الأحد، واحتلالها المركز الخامس عالميًا ضمن قائمة أكثر بلدان العالم إصابة بالفيروس، إلا أنها فتحت حدودها مع جارتها موزمبيق لاستقبال آلاف عمال المناجم. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن جنوب أفريقيا رفعت حصارها على السفر؛ ما سمح لآلاف عمال المناجم الموزمبيقيين بعبور الحدود والعودة إلى العمل.
وتم إغلاق الحدود بين جنوب إفريقيا وموزمبيق منذ مارس، ما خلق صعوبات اقتصادية لعائلات العاملين في مناجم جنوب أفريقيا البالغ عددهم نحو 28000 عائل، ممن لم يتمكنوا من عبور الحدود للعمل وإرسال التحويلات المالية لإعالة أسرهم.
يقول بول ديلون، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، لصحيفة "فويس أوف أميركا"، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين البلدين سيسمح للمهاجرين الذين يتم فحصهم بشكل صحيح للتحقق من سلامتهم من استئناف العمل في جنوب إفريقيا.
وأضاف أن الفحص يتم من قبل وكالة التوظيف وفي حال صحة الفحص يتم نقلهم بعد ذلك إلى جنوب إفريقيا ويتم عزلهم هناك من قبل وكالة التوظيف لمدة 14 يومًا.
وقال ديلون إن أول مجموعة مكونة من 500 من عمال المناجم مرت بهذه العملية وتلقت فحوصات صحية في مركز للصحة المهنية عبر الحدود، وبإدارة المنظمة الدولية للهجرة.
وأفاد المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة بأن 3000 عامل آخر سيتم فحصهم في المركز في الأسابيع المقبلة.
وتعتبر جنوب أفريقيا هي الدولة الأكثر تضررا من الفيروس في القارة السمراء، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 4800 شخص توفوا، وهذا يتناقض مع الوضع الوبائي في موزمبيق، التي تشهج حتى الان 1400 حالة، و 9 وفيات فقط.
وأشار ديلون إلى أن المنظمة الدولية للهجرة لديها عقود من الخبرة في مساعدة الدول الأعضاء في مجموعة من القضايا الصحية وإدارة الحدود، وأن الوكالة تأمل في استخدام هذه الخبرة لخلق فرص للموزمبيقيين ذوي المهارات الأخرى للعمل في جنوب إفريقيا أيضًا.
وتساهم مناجم الذهب والبلاتين في جنوب إفريقيا وحدها على توظيف ما يقرب من 45000 عاملا مهاجرا وتعتبر مهاراتهم ضرورية لاستئناف النشاط الاقتصادي هناك، ومن المأمول أن يكون الآلاف من العمال المهاجرين في موزمبيق، بمن فيهم العاملين في القطاع الزراعي بعقود في جنوب إفريقيا أن يطبق عليهم الوضع قريبا.
واستكمل: "موظفو المنظمة الدولية للهجرة يعملون مع سائقي الشاحنات لمسافات طويلة في معبري ريسانو جارسيا وماكيباندا منذ يونيو لتدريبهم على طرق حماية أنفسهم من الفيروس وقال إنهم زودوا قرابة 7500 سائق شاحنة برسائل وقائية باللغات المحلية وقدموا لهم نصائح عملية لغسل اليدين والإبعاد الجسدي.
يذكر أن إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا في أفريقيا ارتفع مؤخرا إلى 706 آلاف و69 حالة إصابة، من بينها 14 ألفًا و996 حالة وفاة بالفيروس، بنسبة وفيات بلغت 2.12% تقريبًا.