- أنباء عن إرسال تركيا مرتزقة إلى أذربيجان - تزايد الحديث في وسائل الإعلام الروسية والتركية عن دول الاتحاد السوفييتي السابق الناطقة بالتركية يُشكل خلافاً جديدا في النفوذ بعد ليبيا ما أن اندلعت المواجهات الأخيرة بين أذربيجانوأرمينيا حتى سارعت تركيا لإعلان الاصطفاف إلى جانب أذربيجان حيث صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلا “لا يمكننا ترك أذربيجان الشقيقة لوحدها في مواجهة الاعتداءات الأرمينية”، مضيفا أنه لن يتردد في “الوقوف ضد أي هجوم” على أذربيجان وإن أرمينيا “في موقف صعب لا يمكنها التعامل معه” في الصراع، في تصريحات تمّ تفسيرها على أنها إشارة لباكو لطلب التدخل العسكري التركي المباشر على غرار ما قامت به ما يسمى بحكومة الوفاق الليبية. ومع تصاعد التوتر بين أذربيجانوأرمينيا منذ فترة، بدأت تقارير إعلامية تتحدث عن اعتزام أنقرة نقل أعداد من المرتزقة إلى العاصمة الأذرية باكو. ونقلت وسائل إعلام عربية عن مصادر في مدينة عفرين التي تحتلها تركيا شمالي سوريا أن المخابرات التركية بدأت بتسجيل أسماء المرتزقة وخاصة مرتزقة الفصائل التركمانية لزجهم في أذربيجان لقتال الأرمن، وفقا لصحيفة العرب اللندنية. وكشفت المصادر عن وجود تجمعات في مركز المرتزقة التركمان في مركز مدينة عفرين حيث “جاءت عدة عربات مصفحة نوع جيب يستقلها مسؤولون أتراك كبار المستوى مع حراسة شديدة”. وقالت المصادر إن مسؤولي المخابرات التركية أجروا مناقشات مع عدد من العناصر المرتزقة، واتضح أنهم جاؤوا لتسجيل أسماء مرتزقة تركمان للزج بهم في الصراع الحدودي بين أذربيجانوأرمينيا. ويأتي هذا بينما نفت سفارة دولة أذربيجان لدى مصر التقارير التي زعمت أن الاستخبارات التركية بدأت بتسجيل أسماء ميليشيات ومرتزقة إرهابيين لإرسالهم إلى أذربيجان لمساندتها في حل الصراع الحدودي مع أرمينيا. وقالت السفارة في تصريحات صحفية إن “أذربيجان لديها قدرة على تحرير أراضيها بجيشها المقتدر، ولا تحتاج إلى مثل هذه الخطوات”. وكان مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير صرح مطلع الأسبوع الجاري بأن: "صناعة تركيا الدفاعية، بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائما". وجعلت تركيا التي لها طموحات جيواستراتيجية في القوقاز وآسيا الوسطى، من أذربيجان الثرية بالمحروقات والتي يتحدث شعبها لغة متفرعة من التركية، حليفها الأساسي في المنطقة، وهي صداقة يعززها العداء المشترك لأرمينيا. وتدعم أنقرة باكو في رغبتها في استعادة ناغورني-قره باغ. أما أرمينيا، فتكن ضغينة تجاه تركيا بسبب إبادة الإمبراطورية العثمانية نحو مليون ونصف مليون أرميني خلال الحرب العالمية الأولى. لكنّ تركيا ترفض هذا الوصف لما حدث وتتحدث عن مجازر متبادلة. في الأثناء، تبقى روسيا أكبر قوة إقليمية، وهي تقيم مع أرمينيا علاقات أوثق من علاقاتها مع أذربيجان، لكنها تبيع الأسلحة للطرفين. وانضمت يريفان إلى أحلاف سياسية واقتصادية وعسكرية تهيمن عليها موسكو، أبرزها منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وأعلنت روسيا استعدادها للوساطة بين أرمينياوأذربيجان، لإنهاء المواجهات الحدودية المتواصلة منذ عدة أيام والتي تمثل أسوأ أحداث عنف بين الدولتين الواقعتين في القوقاز منذ 2016. وعبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء لقائه مجلس الأمن القومي عن "قلقه العميق من التصعيد الحالي". ومن الملفت تزايد الحديث في وسائل الإعلام الروسية والتركية على حدّ سواء عن دول الاتحاد السوفييتي السابق الناطقة بالتركية، مما قد يُشكّل خلافاً في النفوذ لا يُستهان به بين موسكووأنقرة في المستقبل القريب، وذلك وسط توتر بين البلدين فيما يخص الملف الليبي. وتوقفت موسكو مؤخراً عند خطورة تصريح وزير العلاقات التركية مع جمهوريات رابطة الدول المستقلة الناطقة بالتركية، بأن "الجمهورية التركية، خليفة الإمبراطورية العثمانية العظيمة، وعليها أن تنشئ تحالفًا مع أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وتركمانستان، حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة حادة مع روسيا". ويرى كبير الباحثين في أكاديمية العلوم الروسية والأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير أفاتكوف، أنّ "أنقرة، تريد أن تصبح سيدة العالم التركي. فأكثر القوميين الأتراك تطرفاً واثقون من أن جميع الأتراك يجب أن يتوحدوا تحت راية تركيا ويعيشوا وفقا للقواعد التركية. المنطقة رقم واحد، هي الدول التركية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي؛ والمنطقة رقم 2 حيث الشعوب التركية في مختلف دول ما بعد الاتحاد السوفيتي.. في الأولى، تركيا نشطة للغاية، وفي الثانية، تتوسع بشكل كبير من خلال العلم والتعليم. كل هذا جزء من أيديولوجية تركيا لنشر نفوذها"، وفقا لموقع "أحوال تركية" الإخباري. وعلى الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار جرى إبرامه عام 1994، فإن أذربيجانوأرمينيا لا تزالان تتبادلان الاتهامات بشن هجمات على الحدود بينهما. وتعود جذور الخلافات بين تركياوأرمينيا إلى قضية إبادة الأرمن خلال الحقبة العثمانية، حيث ترفض أنقرة الاعتراف بوجود جرائم حرب ارتكبها العثمانيون وكان ضحيتها الأرمن.