الأهلى يتعاقد مع أحسن مدافع فى العالم..كان هذا هو العنوان الصحفى لخبر صفقة تعاقد الأهلى معه عام 2001.. ومرت الأيام والاعوام، والآن وبعد 8 سنوات يترقب الجميع نهاية قصة مفاوضات الأهلى معه وبعد أن بات أحد رموز الفريق الأول، الذين يشار إليهم بالإخلاص والولاء، وبعد أن أصبح أفضل وأشهر وأقوى مدافع فى القارة الأفريقية، باتت قصة تجديد عقده، قصة المفترض أنها محسومة مقدما لأنه لا يوجد نقاط خلاف أو اختلاف، ولكن تأجيل حسم الأمر حتى الآن طرح العديد من علامات الاستفهام والتعجب، بل فتح الباب على مصراعيه للشائعات والاجتهادات. عندما توجهنا إلى جمعة : الطرف الأول جمعة : المسئولين بالأهلى نسألهم عن سبب تأجيل الأمر، لم نجد لدى الجميع سوى إجابة واحدة وهى: «الأمر محسوم تماما، وباتت مسألة وقت، وبس». وبناء عليه قررنا أن نسأل الطرف الثانى، وطرحنا عليه كل ما يتردد، الأسئلة التلقائية، والإجابات الفورية صاغت حوارا مطولا، مع نجم القضية، أو نجم اللا قضية كما يؤكد، ويؤكدون. على الرغم من صراحته وتلقائيته التى تعكس جمال روحه وأخلاقه، وعلى الرغم من أن كلماته تخرج من لسانه دون فلترة، فإنه أبدا لا ينزلق ويخرج عن النص، واستحال استدراجه إلى مرحلة الغضب التى يعقبها تصريحات نارية، يمتلك قدرة عجيبة على الاحتفاظ بجدية حواره حتى مع أقرب المقربين إليه، ولكن إذا أردت أن تستفز روح الدعابة بداخله فما عليك إلا أن تذكر أمامه اسم أبوتريكة. نعم أننا نتحدث عن وائل جمعة صخرة دفاع الأهلى والمنتخب الوطنى، الحديث بيننا دار ما بين مقر النادى الأهلى بالجزيرة وسكنه بحى حدائق الأهرامات، وهى مساحة الحوار الطويل معه الذى امتد لأكثر من الساعة بفضل الزحام المرورى. الشروق : كابتن وائل.. أولا فاكر عنوان «الأهلى يتعاقد مع أحسن مدافع فى العالم»؟ جمعة : طبعا، ومش ممكن أنسى أجمل وأول عنوان كتب عنى عندما تعاقد معى النادى الأهلى، وكنت قبل أيام من إتمام صفقة انتقالى من نادى غزل المحلة للأهلى قد فزت بكأس ولقب أحسن مدافع فى بطولة كأس العالم العسكرية، التى نظمتها مصر قبل 8 سنوات. الشروق : هل أسعدك هذا العنوان الصحفى أكثر من سعادتك بعنوان «أحسن مدافع فى أفريقيا»؟ جمعة : لا.. ولكن لأنه أول عنوان ارتبطت به عند قدومى للأهلى، وأعجبنى جدا يومها، وكمان كان أول عنوان يكتب عنى ب«البنط العريض» كما يقولون. الشروق : اخترت أخيرا المدافع الوحيد الذى يلعب داخل القارة ضمن منتخب أفريقيا الذهبى.. ألم يحزنك عدم احتفاء وسائل الإعلام المصرية بهذا الحدث بالقدر الكافى؟ جمعة : نعم، للأسف الشديد أمر اختيارى ضمن منتخب أفريقيا الذهبى تواكب وتزامن مع خسارة صديقى محمد أبوتريكة للقب وجائزة الكرة الذهبية كأحسن لاعب فى أفريقيا، والإعلام انشغل بظلم أبوتريكة، وأطلق العنان لضحكة طويلة من القلب، هو كده أبوتريكة طول عمره معكنن على حياتى. الشروق : ندخل فى موضوع الساعة.. لماذا لم يتم حسم أمر تجديد عقدك حتى الآن؟ جمعة : الموضوع محسوم.. كل ما تبقى فقط أن أوقع على العقد الجديد، مافيش مشكلة على الإطلاق.. المسألة مسألة وقت. الشروق : عفوا.. إذا كان كل شىء محسوما كما تقول ويقول الجميع فى الأهلى، لماذا لم تجدد رسميا، ولماذا الأمر مسألة وقت، وأظن أن توقيعك على العقد لن يستغرق أكثر من دقيقة.. ما تعليقك؟ جمعة : سأكون صريحا معك.. أنا صاحب قرار تأجيل التوقيع وتجديد عقدى، بالفعل تم الاتفاق بينى وبين إدارة النادى على كل النقاط باستثناء بند واحد. الشروق : وما هذا البند؟ جمعة : عفوا، لن أكشف أسرار العقد ولا المفاوضات. الشروق : يقولون إنك ترفض تجديد عقدك بعد أن اشترطت إدارة النادى أن تكون مدته لموسم واحد فقط.. ما تعليقك؟ جمعة : لا.. لقد تم الاتفاق رسميا ونهائيا أن تكون مدة العقد موسمين، ولا خلاف فى هذه النقطة. الشروق : إذن صحيح ما تردد أن الخلاف بسبب النواحى المادية؟ جمعة : لا تعليق. الشروق : ما صحة ما يتردد أن إدارة النادى الأهلى تلجأ عند تجديد عقود لاعبيها إلى ما يسمى بالترضية السرية؟ جمعة : هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، ولكنه مع الأسف هناك من يرددون هذا الكلام لأنه موجود فى أندية أخرى. الشروق : وما تعليقك بشأن ارتباط عقود اللاعبين ببند الإعلانات؟ جمعة : لا أفهم ماذا تقصد. الشروق : يقال إن النادى الأهلى عند تعاقده مع أى لاعب من الخارج، أو عند تجديد عقود أى من لاعبيه، يدفع مبلغا من المال، ويحضر للاعبين عقود إعلانات يحصلون من خلالها على ملايين أخرى؟ جمعة : هذا الكلام أيضا غير حقيقى، بدليل أن الأهلى تعاقد مع نجم كبير باسم وتاريخ احمد حسن كابتن المنتخب، وأحمد لم يظهر حتى الآن فى أى إعلان، والإعلانات التى يظهر فيها لاعبو الأهلى تأتى إليهم من الشركات مباشرة دون وسيط ودون تدخل من إدارة النادى الأهلى، وبدليل أن بعضا من لاعبى الأهلى يقومون بالإعلانات لشركات منافسة للشركات الراعية والمتعاقدة مع النادى الأهلى، فهل إدارة النادى هى التى تأتى إلينا بإعلانات الشركات المنافسة؟!. الشروق : علمنا أنك طلبت من إدارة النادى الأهلى مهلة قبل تجديد عقدك، هل هذا صحيح؟ جمعة : نعم. الشروق : ولماذا المهلة وأنت تؤكد أن أمر تجديد عقدك حسم نهائيا؟ جمعة : وأنا قلت لك أننى منتظر موقف وعرض النادى على بند هناك خلاف عليه، ولكن أؤكد أن هذا البند فى البداية والنهاية لن يفسد للود قضية. الشروق : أنت اعترفت لنا بأنك وراء تأجيل التجديد، هل طلبت المهلة لأنك تنتظر عرضا احترافيا من الخارج؟ جمعة : إطلاقا.. لقد خرجت للمرة الأولى فى حياتى بتصريحات غاضبة قبل أسبوع بعد أن نشر اننى أساوم النادى الأهلى بعرض سعودى، وفعلت ما لم يفعله الكثيرون حيث نفيت وجود أى عرض، فى الوقت الذى يتعمد فيه الآخرون الترويج لعروض وهمية وقت التجديد للضغط والابتزاز، وأنا مش منهم. الشروق : هناك اتهام موجه لإدارة الأهلى أنها لا تحسن تقدير أبناء النادى ماديا عند تجديد العقود، ما تعليقك ؟ جمعة : تعامل إدارة النادى مع اللاعبين القدامى على أنهم أبناء النادى مشكلة فى حد ذاتها، لأن هذا القدر من الثقة والاحترام تجعل الكثير من اللاعبين لا يطالبون بما يتمنون عند تجديد عقودهم.. نعم هذا حقيقى وأنا واحد منهم. الشروق : هل حقا غضبت من إدارة النادى لرفضها عرض الشباب السعودى؟ جمعة : نعم لأن العرض كان لمدة 4 أشهر فقط على سبيل الإعارة، والمقابل المادى كان كبير، 600 ألف دولار.. ولكننى لم أفتعل أزمات ومشكلات كما روج البعض. الشروق : هل تضع بين حساباتك فشل مفاوضات تجديد العقد، ما دمت قد اعترفت بوجود خلاف على أحد البنود؟ جمعة : وإن كان الأمر مستبعدا، ومستبعدا جدا، إلا أن كل شىء وارد. الشروق : هل طالبت عند مناقشة تفاصيل عقدك الجديد وضع بند يتيح لك الاحتراف الخارجى إذا ما تلقيت عرضا فى أى وقت؟ جمعة : لا. الشروق : وماذا لو حدث؟ جمعة : لقد اتخذت قرارا أننى فى حالة تجديد عقدى مع الأهلى سأبقى حتى اعتزالى، وسأغلق الباب نهائيا أمام كل عروض الاحتراف بما فيها الإعارة. الشروق : بمناسبة الاعتزال.. هل بدأت تفكر فى الأمر وعمرك الآن أكثر من 33 عاما؟ جمعة : نعم.. سأعلن اعتزالى اللعب دوليا بعد أن أشارك مع المنتخب الوطنى بإذن الله فى كأس العالم العام القادم، ونفس القرار اتخذه عدد من النجوم الكبار فى الأهلى.. على أن استمر لنهاية عقدى مع الأهلى عام 2011 إن شاء الله. الشروق : وماذا لو لم يوفق المنتخب الشروق : لا قدر الله الشروق : فى التأهل لكأس العالم؟ جمعة : وقتها أيضا سأعلن اعتزالى، أتمنى أن يكون الأمر اختياريا، وليس إجباريا، قالها وهو يضحك. الشروق : ما تعليقك على صفقة تعاقد ناديك مع عطية البلقاسى مدافع الأوليمبى؟ جمعة : ليس لى حق التعليق. الشروق : هل ترى أن مدافعا واحدا يكفى لاحتواء أزمة الخط الخلفى فى الأهلى؟ جمعة : الأزمة التى يتحدثون عنها الآن صناعة إعلامية، يتم التعامل معها على طريقة «ساعة تروح، وساعة تيجى» بمعنى يوم نكون أحسن دفاع فى العالم، ويوم نكون الأسوأ على الإطلاق، وفى الحالتين لا يوجد تقييم منطقى وفنى، وعلى فكرة كل خطوط الأهلى محتاجه لدعم مش الدفاع بس. الشروق : هل أغضبتك صورتك على غلاف إحدى المجلات الرياضية وكتب بجوارها عنوان الشيخوخة تهدد دفاع الأهلى ؟ جمعة : نعم، وتأكدت أن التقييم فى مصر لا يخضع لمعايير فنية. الشروق : بمناسبة التدعيم، ما رأيك فى المهاجم النيجيرى كافى أباى الذى يخضع للاختبار حاليا فى الأهلى؟ جمعة : سنه صغيرة وتكوينه الجسمانى جيد، بصراحة أحسن من المهاجم البرازيلى اللى خضع لاختبار من فترة. الشروق : نعلم أنك من المقربين إلى البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى للفريق، ونعلم أنه يقدرك كيف ترى شخصيته؟ جمعة : مستر مانويل جوزيه يمتلك شخصية قوية، ولكنه فى نفس الوقت بداخله إنسان كبير، تراه حاد الطابع وعصبى المزاج، وبعد دقيقة تراه هادئا ووديعا شخصيته لغز حقيقى، ولا تصدق من يقول لك إنه يعرف شخصيته وأنه حافظه، الشىء الرائع فيه أنه يفصل فى علاقته مع اللاعبين، بمعنى أنه يتعامل معنا بوجه مانويل جوزيه المدرب داخل الملعب، وبوجه مانويل جوزيه الإنسان خارجه، وهذا الرجل لا يعرف فى تعامله شيئا اسمه هذا اللاعب نجم كبير، ونجم جماهيرى وإعلامى، الكل عنده سواسية، كثيرا ما يتعمد فى أوقات معينة أن يوبخ ويعنف نجوما كبارا فى الفريق حتى يكسر شوكة شعورهم بالنجومية، حتى أبوتريكة نفسه لم يسلم منه، وهو بهذا يتعمد أن يؤكد لنا أنه لا يوجد نجم إلا الفريق فريق الأهلى وحده هو النجم من وجهة نظره. الشروق : أخيرا ألا تخشى من أن يتسبب صراع النجوم فى الأهلى فى انقسام الفريق إلى أحزاب، أو أن تكون هناك شللية كما يقولون؟ جمعة : كل ما يمكننى أن أقوله إن المسئولين فى الأهلى يسيطرون على الأمر بيد من حديد، ولن يسمحوا بحدوث انقسامات أو شللية فى الفريق، اللى مش مصدق يأتى ويرى بنفسه العلاقة بين اللاعبين.