يجرى حاليا عدد من منظمات المجتمع المدنى المعنية بشئون وحقوق البيئة، مشاورات فيما بينها، لإرسال مذكرة عاجلة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف للمطالبة بمحاسبة ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة عن استمرار ظاهرة السحابة السوداء للعام الحادى عشر على التوالى، خاصة بعد أن حاصرت سماء القاهرة الكبرى خلال الأيام الماضية بسبب اشتعال حرائق قش الأرز، وتسببت فى إصابة عشرات المواطنين بالالتهاب الرئوى، مما يثبت فشل وزارتى الزراعة والبيئة فى التصدى للسحابة السوداء، على حسب توصيف هذه المنظمات. وطالب محمد ناجى رئيس مركز «حابى للحقوق البيئية»، رئيس الوزراء باتخاذ جميع الإجراءات القانونية تجاه وزير البيئة وقيادات وزارة البيئة متسائلا: «لماذا لا تطور أجهزة الوزارة من أدائها تجاه مكافحة ظاهرة السحابة السوداء، حيث اكتفت بتحذيرات الفلاحين والإدلاء بالتصريحات الوردية التى تؤكد فيها دائما أن الحالة مطمئنة وتحت السيطرة» لكنها لم تضع حتى الآن حلا عمليا لعمليات نقل القش وتجميعه فى مصانع لإعادة تدويره». وأبرز المنظمات التى طالبت بمحاسبة جورج :«مركز الأرض والحق فى السكن » و«مؤسسة قضايا المرأة» و«مركز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية» و«مركز هشام مبارك» وكان وزير الدولة لشئون البيئة قد اعترف فى مؤتمر صحفى مؤخرا حول السحابة السوداء باستمرار عمليات حرق قش الأرز، متوقعا زيادة المعدلات خلال الفترة القادمة مع استمرار وجود نحو 500 ألف فدان من زراعات الأرز المخالفة، مما يصعب السيطرة عليها جميعا رغم تأكيده متابعة هذه العمليات عبر القمر الصناعى. وشبه محمد ناجى الكوارث الناتجة عن السحابة السوداء بأنها لا تقل خطورة عن حادث القطار بل تزيد فى آثارها السلبية «وتعد جريمة لابد أن يعاقب عليها القانون». يشار إلى أن قانون البيئة المعدل لعام 2009 ينص على معاقبة المخالفين بحرق قش الأرز بالحبس وغرامة تبدأ من 5 آلاف جنيه إلى 100 ألف جنيه. وظهرت حدة السحابة السوداء فى الفترة الأخيرة واضحة فى محافظات الشرقية والدقهلية وهى أكثر المحافظات زراعة للأرز، حيث شهدت مدن السنبلاوين، وأبو كبير، والحسينية، وبلبيس، والمنصورة، والزقازيق حالات كثيرة من حرائق قش الأرز وغطت سحابة كثيفة من الدخان سماء هذه المدن وهو ما اضطر السكان إلى إغلاق شبابيك المنازل التى لم تفلح فى صد الدخان الأسود من دخولها. ورغم أن أصابع الاتهام دائما ما تتجه نحو حرائق قش الأرز فى مشكلة السحابة السوداء فإن بعض الآراء العلمية ترى أنها ليست المتهم الرئيسى فى هذه الظاهرة القاتلة، حيث تقول دكتورة أمل سعد الدين إن عمليات حرق قش الأرز تتم منذ عصر الفراعنة ولم يكن لها أى تأثير، إلا أن زيادة عدد السيارات والعوادم الصادرة عنها، علاوة على المصانع غير المؤهلة بيئيا لها دور كبير فى انتشار هذه الظاهرة التى تظهر سنويا منذ عام 1999 فى شهرى أكتوبر ونوفمبر، مضيفة أن التغيرات المناخية أيضا لها دور كبير فى تعزيز هذه الظاهرة. يشار إلى أن ظاهرة السحابة السوداء تظهر خلال هذه الفترة من العام بسبب ارتفاع درجة حرارة الهواء قرب سطح الأرض أثناء النهار بفعل الحرارة المنبعثة منها حيث يرتفع الهواء الساخن القريب من سطح الأرض إلى أعلى حاملا كميات كبيرة من الملوثات وعند غروب الشمس يتقابل الهواء الهابط من أعلى والهواء الصاعد من سطح الأرض وتتكون طبقة تسمى منطقة الانعكاس الحرارى مما يؤدى إلى زيادة الإحساس بهذه الملوثات وحدوث ظاهرة نوبات تلوث الهواء الحادة.