قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد إن الدولة المصرية تعمل على تشجيع ثقافة ريادة الأعمال وترسيخها داخل مراحل التعليم المختلفة لدعم العمل الحر وتشجيع الشباب المصري أن يكون "صانعا" للوظيفة وليس مجرد باحث عنها، مشيرة إلى أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تولي اهتمامًا كبيرًا بدعم ثقافة العمل الحر من خلال مشروع رواد 2030. جاء ذلك خلال كلمة ألقتها الوزيرة على هامش جلسة (ريادة الأعمال وتحديات التنمية الاقتصادية)، التي تُعد أولى الجلسات في سلسلة الجلسات النقاشية حول ريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية التي تعُقد برعاية وحضور وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وعدد من الوزراء، والمتخصصين في مجال ريادة الأعمال. شهدت الجلسة حضور كل من السيد محمد الإتربي، رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر، المهندس إبراهيم محمود العربي، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، الدكتور محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة تمويل التنمية لعام 2030 ، الدكتور أحمد عثمان رئيس المجلس الدولي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ، الدكتور شريف دلاور، المفكر والخبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشارت وزيرة التخطيط إلى أن توقيت جلسة اليوم يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للمشروعات المتوسطة والصغيرة الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون يوم 27 يونيو، وذلك اعترافًا منها بالحاجة إلى تحسين فرص وصول المشروعات الصغيرة إلى التمويل وسُبل الائتمان. وأوضحت أن الهدف من اليوم العالمي هو تشجيع الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة على زيادة الوعي والإجراءات الرامية إلى دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة ، لافتة إلى أهمية تسليط الضوء على علاقة ريادة الاعمال بالعديد من المجالات مثل الابتكار والتحول الرقمي و دور الإعلام في نشر ثقافة ريادة الأعمال. وأكدت أن ريادة الأعمال تؤدى دورًا مهمًا في الاقتصاديات العالمية، كونها من أبرز محركات النمو الاقتصادي التي تسهم في توفير فرص العمل وتنويع مصادر الدخل وتحفز الاقتصاد بمشروعات جديدة صغيرة للشباب وتستقبل أيضًا فئات فى المجتمع مثل الشباب والمرأة وغيرها لتصبح قوة اجتماعية منتجة ومحفزة. وأشارت إلى أن عدد العاملين في قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مصر يصل إلى نحو 5.8 مليون عامل، يمثلون نحو 43.1% من عدد العاملين في القطاع الرسمي المصري ككل. وفيما يتعلق بجهود الحكومة المصرية لدعم ريادة الأعمال، لفتت وزيرة التخطيط إلى أن رؤية مصر 2030 تمثل محورًا رئيسيًا لتشجيع المعرفة والابتكار والبحث العلمي، إذ تهدف الرؤية إلى أن تكون مصر بحلول عام 2030 مجتمع مبدع ومبتكر ومنتج للعلوم والتكنولوجيا والمعرفة. وتنفيذًا لمستهدفات (رؤية مصر 2030)، وضعت الحكومة المصرية في خطط العمل المرحلية العديد من البرامج التنفيذية المحددة ( في إطار برنامج عمل الحكومة للفترة (2018-2022) لتشجيع التكنولوجيا والابتكار ونشر ثقافة العمل الحر وتحفيز ريادة الأعمال. وقالت الوزيرة إن قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة يحظي بأولوية لدى الحكومة المصرية، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية اتخذت عددًا من الإجراءات الجادة لتشجيع هذا القطاع سواء فى الجانب التمويلي من خلال إطلاق مبادرات لتقديم تسهيلات ائتمانية لهذه المشروعات أو تقديم الخدمات غير المالية لريادة الأعمال: ويشمل ذلك توفير الخدمات التسويقية واللوجستية والتكنولوجية، وتوفير التدريب لتأهيل الكوادر البشرية، علاوة على العمل على الربط بين دور جهاز تنمية المشروعات ومختلف المبادرات الداعمة لهذا القطاع، بالإضافة إلى الدعم المؤسسي من خلال تحديد جهاز واحد مسؤول عن هذا القطاع؛ هو جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ، بجانب الشق التشريعي ، إذ اعتمد مجلس النواب قانون المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في أبريل الماضي، والذى يتضمن محورًا كاملًا عن القطاع غير الرسمي ووسائل دمجه في القطاع الرسمي. تضمنت المحاور الرئيسية لقانون المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، تيسير إتاحة التمويل للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناعية الصغر ، تقديم العديد من الحوافز المباشرة وغير المباشرة لهذه المشروعات ، تقديم حوافز لتشجيع الابتكار والتي تشمل إعفاء مشروعات ريادة الاعمال من رسوم تسجيل براءات الاختراع ونماذج المنفعة والمخططات والتصميمات، فضلاً عن تقديم المساعدة الفنية والمالية لتسجيل براءات الاختراع، كذلك شمل القانون تيسير إجراءات توفيق أوضاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر العاملة في القطاع غير الرسمي. وأضافت الوزيرة أن الدولة تعمل على تشجيع كافة البرامج والمبادرات الداعمة لجهود تنمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال التوسع في إقامة المجمعات الصناعية (كثيفة العمالة) مثل مدينة دمياط للأثاث ومدينة الروبيكي للجلود ومنطقة مرغم للصناعات البلاستيكية. وفي هذا الإطار جهزت الحكومة 4500 وحدة صناعية مرفقة، منها 750 وحدة صناعية في العاشر من رمضان، ومرغم، والبحر الأحمر. وحول تداعيات أزمة كورونا على أداء ريادة الأعمال، أوضحت الوزيرة التخطيط أنه في ضوء أزمة كورونا، تكمن أبرز التحديات التي تواجه قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى ظهور انخفاض في المعروض من العمالة، نظرا لظروف بعض العمال الصحية. وفيما يتعلق بدور الحكومة المصرية لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع، قالت إن الحكومة المصرية قامت بصرف المساندة التصديرية للشركات الصغيرة التي يبلغ إجمالي مستحقاتها 5 ملايين جنيه فأقل عن مشحونات ما قبل 1/7/2019، وذلك دون انتظار ورود شهادة سداد هذه الشركات للضرائب، كما قامت بإعفاء عملاء التمويل متناهي الصغر المنتظمين من عمولة السداد المعجل للمديونيات القائمة لعملاء أو تخفيض المصاريف الإدارية لتجديد التمويلات القائمة، إضافة إلى تأجيل أقساط القروض لعملاء الإقراض المباشر من أصحاب المشروعات الصغيرة بمختلف أنواعها (صناعي/ تجاري/ زراعي/ خدمي) لحين تستقر أوضاع هذه المشروعات. وأكدت أن تمويل صناديق الابتكار يتم بالتعاون مع القطاع الخاص، مشيرة إلى أن الدولة المصرية نجحت فى تأسيس قاعدة بيانات خاصة بالعمالة غير المنتظمة و غير الرسمية بعد ظهور جائحة كورونا، وتعمل الدولة الآن على وضع استراتيجية متكاملة لرعاية العمالة غير المنتظمة لتوفير التدريب اللازم لهم و إعادة توزيعهم اعتماد على قاعدة البيانات التى تم إنشائها. وأضافت أنه قبل أزمة كورونا كانت الدولة المصرية قد انتهت من الإصلاح المالي والإداري، وتعمل الآن الدولة المصرية على تحقيق الإصلاح الهيكلي، داعية قطاع رواد الأعمال إلى مواجهة التحديات الحالية من خلال الاستثمار فى العمالة والاتجاه إلى الرقمنة. وحول إنجازات مشروع رواد 2030 ، نوهت بنجاح البرنامج في إنشاء 9 حاضنات أعمال: من ضمنهم عدد من الحاضنات في مجال الذكاء الإصطناعى والسياحة بالاضافة إلى حاضنة مصرية أفريقية أونلاين، ويتم من خلالهم تقديم اكثر من 600 فرصة احتضان، بجانب إنشاء مصنع مصغر"مايكرو فاكتوري" بالتعاون مع البنك المركزى ومبادرة رواد النيل ، كما تم تصنيع أكثر من 7000 face shield وتوزريعهم على المستشفيات، و إنشاء مرصد لريادة الأعمال (رواد ميتر) بحيث يكون قاعدة بيانات قومية محدثة بشكل مستمر تقدم تقارير ربع سنوية عن آخر أعمال كافة الحاضنات في مصر لرواد الأعمال ومتخذي القرار. من جانبه، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة تمويل التنمية لعام 2030 الدكتور محمود محيي الدين - خلال الجلسة - أن توطين التنمية هو الاتجاه العالمي الآن لتجاوز الأزمة العالمية، بحيث يتوفر لكل إقليم كافة الاحتياجات من بنية تحتية كالمدارس والجامعات والمؤسسات، وذلك من أجل الخروج من أزمة انتشار فيروس كورونا. وأوضح رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر محمد الأتربي أن مصر من الدول القليلة التي لم تلجأ مؤسسات التقييم الدولية إلى خفض تصنيفها الائتماني بعد جائحة كورونا؛ مما يعكس مدى ثقتها في الاقتصاد المصري على المدى المتوسط والبعيد، وذلك بفضل النتائج الإيجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذى جرى في عام 2016. وقال رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية المهندس إبراهيم العربي إن مجموعة العربي قامت بإنشاء مدرسة العربي للتكنولوجيا التطبيقية بقويسنا خلال 2018 بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (الجايكا)؛ لربط التعليم الفني باحتياجات سوق العمل، وتوفير عمالة مدربة على أسس علمية.