الإرهابي الليبي قاد الهجوم على قوات الشرطة عام 2017.. واحتجز الضابط الحايس لاستخدامه كوسيلة ضغط للإفراج عن بعض المحبوسين أسدل الستار اليوم على حياة عبد الرحيم المسماري، أحد أخطر الإرهابيين فى المنطقة العربية، والذي كان يُصنف من المطلوبين الأوائل لأجهزة الأمن المصرية والمتهم الرئيسي فى قضية هجوم الواحات التي وقعت فى أكتوبر عام 2017 وأسفرت عن استشهاد 11 ضابطًا و4 جنود وآخر مدني ، بعدما أعلن التلفزيون المصري تنفيذ حكم إعدامه صباح اليوم. إعدام المسماري جاء نفاذا لإدانته بحكم عسكري في نوفمبر 2017 بالإعدام شنقا، وهو الحكم الذي صدق عليه الحاكم العسكري، ورفضت المحكمة العليا للطعون العسكرية، الأسبوع الماضي، طعن المتهمين، ليصبح نهائيا وباتا. وكشفت أوراق القضية، عن انضمام المسماري إلى خلية إرهابية تحمل اسم «كتائب ردع الطغاة» التابعة لتنظيم الفتح الإسلامي بليبيا المقربة من تنظيم القاعدة، والتي أسسها الضابط المفصول المتوفي عماد عبد الحميد، وأنشأ لها معسكراً بصحراء الواحات كنقطة انطلاق لأعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة. كما كشفت أن المسماري قاد واقعة الهجوم على مأمورية الواحات البحرية، وضلوعه في قتل وآخرون عمداً مع سبق الإصرار والترصد 11 ضابطًا و4 جنود وآخر مدني، حيث تمركزوا فى منطقة الواحات بأسلحة نارية وذخيرة ومفرقعات، وترقبوا وصول المجني عليهم من قوات الشرطة فوق تبة، وما إن رأوهم حتى أمطروهم بوابل من الطلقات النارية والقذائف من مختلف الأسلحة التي كانت بحوزتهم. كما شرع المسماري وآخرين في قتل 3 ضباط و9 جنود، فى ذات الواقعة، إلا أنهم لم يبلغوا مقصدهم بقتلهم؛ لتمكن بعضهم من الفرار وتدارك البعض الآخر العلاج، فضلا عن ضلوعه فى احتجاز الضابط محمد الحايس والذي نجحت قوات الأمن فى تحريره لاحقا. واعترف المسماري تفصيليا فى التحقيقات بارتكابه الجريمة، وسرد تفاصيل حياته المتشددة، قائلا إنه انضم إلى كتائب «ردع الطغاة» بليبيا، التي تقوم افكارها على تكفير الحاكم ومعاونيه من القوات الشرطة والقوات المسلحة بليبيا، بدعوى عدم تطبيقهما الشريعة الإسلامية. وأضاف المسماري أنه مع ظهور «جيش حفتر» وقوات «داعش» بليبيا، قرر مجلس شورى المجاهدين محاربة كل من الطرفين وقتالهم؛ لأنه اعتبر الطرفين من الطغاة وأن قتالهما واجب، حتى لا تكون لهما السيطرة على مدينة درنة الليبية، فقرر الانضمام لمجلس شورى المجاهدين فى أواخرعام 2014، كون أهالي درنة مقتنعون تماما بالمجلس. وفقا لما قال وتابع المسماري «بعد انضمامى لمجلس شورى المجاهدين المسيطر على مدينة درنة، دخلنا فى قتال مع جيش حفتر؛ لأنه من الطواغيت ويريد تطبيق القوانين الوضعية وتدمير مدينة درنة، كما قاتلنا تنظيم داعش لأنهم من الخوارج، ولما كان بيتصاب حد مننا كان بيتعالج فى مدينة مصراتة الليبية، لأن جماعة الإخوان لها سيطرة على المدينة، وإن تعذر علاجهم كان يتم سفر الإخوة إلى تركيا بالتنسيق مع جماعة الإخوان بمصراتة الليبية». وأشار المسماري إلى أن إخوان مصراتة كانوا ينسقون مع مجلس شورى المجاهدين، كونهم يروا إن العدو واحد وهو جيش حفتر وداعش، مضيفا :«عشان كده كانوا بيقدموا لنا المساعدة بعلاج الجرحى». وعن علاقته بالضابط المفصول المتوفي عماد عبد العميد، قال المسماري: «خلال قتالي مع مجلس شورى المجاهدين في 2016 تعرفت على عبدالحميد وأسمه الحركي «الشيخ حاتم»، لأنه كان بيشارك معانا بمفرده لخبرته العسكرية، كونه كان ضابط صاعقة سابقا بالجيش المصرى ولديه خبرة فى مجال الشراك الخداعية والألغام المنصوبة لينا من داعش». وتابع المسماري «أنا كنت شايف أن قضية الجهاد مع مجلس شورى المجاهدين قضية عشوائية لتنفيذهم عمليات دون الرجوع لقرارات الأمير، فقررت أنضم لجماعة إسلامية منظمة تلتزم بكلمة الأمير، فتعرفت على الشيخ حاتم فى 2016 اللي أبلغني إنه بيعمل تنظيم لجماعة جهادية فى مصر لرفع راية الجهاد بمصر عن طريق استقطاب شباب من المجاهدين وتدريبهم شرعيا وعسكريا، وإقامة معسكر بمصر بهدف إقامة شرع الله ومحاربة الطغاة من أفراد الجيش والشرطة وقتالهم حتى يحكم شرع الله، فأنا أيدت فكرة الشيخ حاتم وأعجبت بفكره، كمان عشان الهجرة فى الإسلام أجرها كبير فأنا وافقت على عرض الشيخ حاتم». وواصل المسماري سرد تفاصيل تكوين الخلية الإرهابية بمصر، قائلا «إنه فى بداية 2016 قابلت الشيخ حاتم فى مزرعة موجودة فى وادى النافة المدخل الغربى بمدينة درنة، والشيخ حاتم كان معاه مجاهدين كلهم مصريين عددهم 13 فردا، وأعجب الشيخ حاتم بفكرى وطلب منى أنا وواحد ليبي آخر، توفير الدعم اللوجيستى ليه والمجاهدين اللى معاه، من حيث الهواتف والأكل والملابس وغيرها، وده بسبب إن الشيخ حاتم منع أى من المصريين من الخروج من المزرعة؛ لأن عندنا فى ليبيا مرعفو أن المصريين تبع داعش، ومجلس شورى المجاهدين بيحارب أى حد مع داعش». ولفت المسماري فى أقواله إلى أن الشيخ حاتم "عماد عبد الحميد"، أبلغه أنه يريد للجماعة الجديدة فى مصر أن تتلافى أى أخطاء وقعت فيها جماعة أنصار بيت المقدس، وتسببت فى انهيارها على يد الجيش فى سيناء بعد قيامها بأكثر من عملية جهادية. وسرد المسماري تفاصيل عملية هجوم الواحات والاسلحة المستخدمة وكيف قتلوا أفراد الشرطة، قائلا إن الشيخ حاتم كلفه باحتجاز الضابط محمد الحايس، وهو ماوافق عليه حيث أخذ "الحايس" عنوة إلى منطقة جبلية أخرى غير التي شهدت الواقعة ب3 سيارات، كاشفا "أن احتجاز الحايس تم لاستخدامه كوسيلة ضغط للإفراج عن بعض المحبوسين". وأكمل المسماري سرد واقعة الاختطاف كاملة، قائلا إنهم تعرضوا للقصف، ونجا منهم 9 فروا جميعهم هاربين دون الضابط الحايس، متابعا:«معرفتش إذا كان عايش ولا مات، وفضلنا نجري داخل الجبال بعيدًا عن الطائرات في شكل طابور وراء بعض، وآخر الطابور، كان فيه "الشيخ حاتم"، وحسن"، واللي ارتاحوا وراء تبة، فقصفتهما طائرة بصاروخ ما أدى لمقتلهما فى الحال، وتبقى 7 آخرين، ظللنا نسير في الصحراء ناحية الجنوب، وعند حلول الليل تعرضنا لقصف جوي جديد فمات منا 6، وظللت بمفردي، وفريت هاربا إلى منطقة جبلية حتى تم ضبطي من قبل رجال القوات المسلحة والشرطة».