خالد فهمي: فكرة الكتاب جاءت مع كتابي الأول "كل رجال الباشا" الصادر عن دار الشروق لجنة التحكيم: «هذا عمل أصلي للغاية» خالد فهمي أول عربي يفوز بالجائزة منذ نشأتها فاز الكاتب والمؤرخ المصري، الدكتور خالد فهمي، أستاذ الدراسات العربية الحديثة، بجامعة كامبريدج، بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من جمعية التاريخ الاجتماعي ببريطانيا، عن كتابه «البحث عن العدالة: القانون والطب الشرعي في مصر الحديثة»، الصادر عن جامعة كاليفورنيا في 2018. واحتفى الدكتور خالد فهمي، بفوز كتابه عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلًا: «يسعدني أن أعلن أن كتابي "البحث عن العدالة" قد فاز للتو بجائزة كتاب جمعية التاريخ الاجتماعي». وكانت الجائزة أعلنت الفوز عبر موقعها الإلكتروني بعد إلغاء مؤتمر الجمعية السنوي نظرًا للإجراءات الاحترازية التي تفرضها الحكومة البريطانية لمكافحة انتشار فيروس كورونا. وقال «فهمي» في الفيديو الذي تم بثه باللغة الإنجليزية عقب إعلان الفوز بالجائزة، إن وصوله إلى فكرة هذه الكتاب جاءت مع كتابه الأول "كل رجال الباشا"، الصادر عن دار الشروق، والذي عٌنيه من خلاله بالتاريخ الاجتماعي للجيش المصري، في عهد محمد على باشا، وكان همه الشاغل ما إذا كان ممكنًا أن نكتب تاريخًا للجيش المصري من منظور جنوده في المعركة ذاتها وليس القادة كما عودنا التاريخ. وأشار إلى أن الفصل المحبب له في الكتاب هو "ما بعد المعركة"، والذي ارتكن فيه إلى الكثير من السجلات الطبية للجيش وحاول من خلاله الوصول إلى الجنود وإلى أجسادهم لا لفهم عقيدتهم أو أيديولوجياتهم ولكن للوصول إلى تجربتهم الجسدية والأمراض التي عانوا منها خلال المعارك، وأن ذلك كان طرف الخيط الذي قاده إلى الاهتمام بالتاريخ الطبي، والتفكير في كيف أن الطب يساعدنا على فهم عملية التحديث في مصر القرن التاسع عشر. ومن جانبها قالت الجمعية في حيثيات اختيارها للكتاب، «هذا عمل أصلي للغاية»، مبني على بحث مستفيض وشامل يلقي ضوءًا جديدًا على تطور الدولة المصرية الحديثة في القرن التاسع عشر وما يصاحبها من تغيرات ثقافية واجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالصحة والقانون، ويركز الكتاب على مكان الطب الشرعي، وتحديداً تشريح الجثة. وأكدت الجمعية في بيانها الرسمي، أن الكتاب "سيكون ذا أهمية كبيرة للمتخصصين في التاريخ المصري والثقافة الإسلامية على نطاق أوسع، كما يمكن للآخرين من غير المتخصصين الاستفادة كذلك منه «أي قارئ سيتعلم الكثير منه» حسبما قالت. ويسلط الكتاب الضوء على رغبة الحكام في الحصول على سلطة مستقلة داخل الإمبراطورية العثمانية، وفي فرع الشريعة الإسلامية المستخدمة في مصر، كما يركز على المحتوى التاريخ الاجتماعي بشكل خاص وعلى الطرق التي استخدم بها المصريون العاديون من غير النخبة حقوقهم في هذه الممارسات للإصرار على البحث عن العدالة، على سبيل المثال في حالات القتل، عندما اعتقدوا أن تشريح الجثة سيكون مفيدًا في الوصول للعدالة، وهكذا حيث يرسم الكتاب صورة واضحة حول الطرق المتعددة التي استخدمها المصريون العاديون للاستفادة من أو مقاومة سلطة الدولة المتمثلة في تلك الإجراءات الجديدة التي تتحكم في أجسادهم. يضع «محمد علي» ودولته وجيشه أمام معيار علمي، لا يرى منه حاكمًا أسطورةً ولا ديكتاتورًا، بقدر ما يضعه في الإطار التاريخي الذي جعل منه ظاهرة شديدة الأهمية في تاريخ مصر الحديث. وفي كتابه «كل رجال الباشا» يقدم الدكتور خالد فهمي تاريخ مصر من أسفل. بمعنى اهتمامه بالمحكومين أكثر من الحكام، وهو أسلوب كان نادرًا في الكتابة عن تاريخ مصر قبل ظهور طبعته العربية الأولى عام 2000، وقد نجح في أن يمسك بصوت ذلك المصري المحكوم دون التورط في تعميمات عاطفية، ويقدم إضافة علمية وفلسفية مهمة إلى دراسة مفهوم السلطة وتشكُّلها عبر التاريخ، وتصبح دولة محمد علي نموذجًا، يحلل بناء على نظرته تلك وثائق وخطابات الجيش المصري في ذلك العصر، ويستكشف عبر الغوص فيها تشكُّل تلك السلطة وتطورها في واحدة من أكثر تحولاتها التاريخية تأثيرًا ربما إلى الآن. في الكتاب فتح «فهمي» عيون المؤرخين والقراء على وثائق شديدة الخصوصية، وحوَّل كثيرًا من الموروثات لتصبح مصادر لصناعة التاريخ، فدخل أرشيفات اعتُبرت قبل هذا الكتاب في عداد المجهولة أو المنسية، إلى أن جاء لينفض عنها غبارًا تراكَم عبر السنوات الطوال، وأشعَرنا بكونها كنزًا شديد الأهمية في تاريخنا. وفي دراسة تاريخنا. وظل «خالد فهمي» محافظًا على أسلوب ممتع وسلس ويفيض بالدراما، آخذًا بيد قارئه إلى الحقائق عبر استعمال حجج شديدة القوة، ومكتملة الوضوح في الوقت نفسه. خالد فهمي، مؤرخ مصري، حصل علي الدكتوراة من جامعة أكسفورد عام 1993 وأصبح أستاذا مساعدا في قسم دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون بين السنوات " 1999-1994". ومن 1999-2010 كان أستاذًا مساعدًا في قسم الدراسات الشرقية والإسلامية في جامعة نيويورك، وعاد إلي القاهرة عام 2010 ليتولي رئاسة قسم التاريخ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة. وفي عام 2015 التحق بجامعة هارفارد، ويشغل خالد فهمي الآن منصب أستاذ كرسي جلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية الحديثة بجامعة كامبريدج منذ 2017. والجائزة أٌطلقت في عام 2016، وتمنح بناءً على قرار من لجنة التحكيم التي تختار أفضل عمل أصلي مكتوب باللغة الإنجليزية لباحث مقيم في المملكة المتحدة، وأن يكون الكتاب هو ثاني كتاب له في مجال التاريخ، ويعد خالد فهمي أول عربي يفوز بالجائزة.