مدينتان ذات أهمية بالغة وموقع استراتيجي في ليبيا، ويمثلان أيضًا خط أحمر بالنسبة لمصر كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته اليوم السبت خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية. وخلال التقرير التالي نستعرض الأهمية الإستراتيجية لكل من المدينتين. مدينة سرت (450 كم شرق طرابلس) تتوسط أكبر مدينتين في ليبيا، إذ تقع في المنتصف بين عاصمة البلاد طرابلس وعاصمة إقليم برقة في الشرق بنغازي (ألف كم شرق طرابلس). وتكمن أهمية سرت الإستراتيجية في أنها تقع شمال قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس)، ولا تفصلها عنها سوى طريق مفتوحة لا تتجاوز 300 كلم، وهي مسافة ليست طويلة جداً بمعايير الصحراء. السيطرة على سرت تجعل الطريق مفتوحاً للسيطرة على الموانئ النفطية، إذ لا يبعد أقرب ميناء نفطي (السدرة) عنها سوى 150 كلم. بالإضافة لذلك، كانت سرت دوماً القاعدة الخلفية لأي هجوم على الموانئ النفطية من الغرب، لذلك يتمسك الجيش الوطني الليبي بالدفاع عنها لتأمين منطقة الهلال النفطي، الذي يمثل أكثر من 60 % من صادرات ليبيا النفطية، في المقابل تعد السيطرة علي سرت ومن ثم الموانئ النفطية هدفا أساسيا لحكومة فايز السراج. أما منطقة الجفرة فهي ذات أهمية بالغة وموقع استراتيجي حيث تقع وسط ليبيا وتربط الجنوب بالشمال ومدن ببعضها عبر شبكة طرق رئيسية. وبقربها تقع حقول نفطية وبمسافة ليست ببعيدة منظومة النهر الصناعي، وهي تعتبر العاصمة العسكرية للنظام الليبي في عهد العقيد الراحل معمر القذافي وبها مخازن للأسلحة ومطار عسكري. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد في كلمته خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية، اليوم السبت، أن الجيش المصري قادر على الدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، محذراً من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن حدود مصر الغربية، ومشدداً على أن مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر. من جهته، علق مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، على تصريحات الرئيس السيسي. وقال المحجوب، في تصريحات هاتفية لشبكة"سكاي نيوز عربية" الإخبارية، إن "مصر هي الشريك الحقيقي لتحقيق الأمن في ليبيا، لا تركيا". وأضاف المحجوب أن تركيا "تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية من تدخلها في ليبيا"، فيما أكد على أن "مصر واعية لخطورة التدخلات الخارجية في ليبيا والتهديدات الإرهابية". وأوضح المحجوب أن "أعداد المرتزقة في ليبيا تزايدت بشكل كبير لدعم تنظيم الإخوان"، في إشارة إلى المسلحين الذين ترسلهم أنقرة لدعم ميليشيات طرابلس المتطرفة. وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات الجيش الليبي من مدينة سرت. وقال كالين، الذي تعد بلاده الداعم الرئيسي لحكومة السراج، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن تركيا تدعم مطلب حكومة السراج بضرورة العودة إلى خطوط عام 2015، وهو ما يمر بانسحاب قوات الجيش الليبي من سرت والجفرة في الجنوب، على حد قوله.